قمة أفريقية تبحث النزاعات وكورونا في القارة

قضايا ونزاعات كثيرة إضافة الى تفشي فيروس كورونا المستجد وتحوراته، يبحثها زعماء أفريقيا في قمتهم التي انطلقت اليوم السبت عبر "الفيديو كونفرنس" والتي تستمر ليومين.
  • شعار القمة الأفريقية: "الفنون والثقافة والتراث: روافع لـبناء أفريقيا التي نريد"

استهل الزعماء الأفارقة قمتهم في دورتها الـ34 اليوم السبت عبر "الفيديو كونفرنس" والتي تستمر ليومين، لمناقشة استجابة القارّة لوباء كورنا "كوفيد-19"، إلى جانب قضايا أمنية، صرف الوباء الانتباه عنها.

وتنعقد القمة تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث: روافع لبناء أفريقيا التي نريد".

وتأتي قمة الاتحاد الأفريقي بعد عام تماماً على تسجيل مصر أول إصابة بفيروس كورونا في أفريقيا. وعلى الرغم من مخاوف حينها من حدوث انفجار في الأنظمة الصحية الهشّة في القارة، إلا أن هذا السيناريو المروع لم يتحقق، إذ لا تزال القارّة أقل تضرراً من مناطق أخرى حتى الآن، حيث سجّل فيها 3,5 بالمئة من الإصابات و4 بالمئة من الوفيات المعلنة رسمياً في جميع أنحاء العالم، بحسب مراكز أفريقيا لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وفي حين تواجه حالياً العديد من الدول موجة ثانية مثيرة للقلق، وتكافح من أجل الحصول على ما يكفي من اللقاحات، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، رئيس الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته، في مستهل القمة: "تسبب هذا الوباء بكثير من المعاناة والصعوبات في أنحاء قارّتنا".

وأضاف "لا يعد الوباء حالة طوارئ صحية شديدة فحسب، بل كذلك أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة". 

هذا ولم يخف القادة الأفارقة استياءهم من تهافت الدول الغنية على اللقاحات على حساب تلك الأفقر. فقد دان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد  هيمنة "النزعة القومية إذ تتجاوز دول غنية دورها في الحصول على اللقاحات، حتى أن بعضها يطلب سلفاص أكثر مما يحتاج".

ومن المقرر أن يقدّم رامابوزا معلومات محدّثة عن الاستجابة للوباء خلال الجزء المغلق من القمة، بحسب مسودة للبرنامج اطلعت عليها وكالة "فرانس برس".

ودعا رامابوزا في خطابه الافتتاحي إلى "جرعة جديدة من الموارد"، من صندوق النقد الدولي من أجل "تصحيح غياب المساواة الصارخ في تدابير التحفيز المالي بين الاقتصادات المتقدمة وباقي العالم".

مع الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا سجلت أكثر من مليون إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 30 ألف حالة وفاة، مع ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وفي حين تلقى أكثر من 90 مليون شخص حول العالم لقاحاً لفيروس كورونا خارج التجارب السريرية، كان بينهم فقط 25 شخصاً في أفريقيا - جنوب الصحراء الكبرى، وهي منطقة يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار شخص.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن ذلك قد مهد الطريق لـ"فشل أخلاقي كارثي"، على حد تعبير رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس. ولكنه كذلك فشل في المصلحة الذاتية للدول الأكثر ثراءً، حيث يمكن أن تتحول المأساة في بلد ما إلى مأساة للجميع بسرعة.

والمتغير الذي تمّ اكتشافه في جنوب أفريقيا كان مثالاً قوياً، حيث أشارت الأبحاث الحديثة إلى أن البديل شديد العدوى أقل استجابة لأربعة لقاحات على الأقل. ويمثل المتغير 90 في المئة من جميع الحالات في البلاد، وقد ظهر بسرعة في عشرات الحالات الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. 

وفي سياق منفصل، أجرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي انتخابات داخلية بشأن قيادة مفوضية الاتحاد التي أعيدت هيكلتها مؤخراً، وهي قضية مهمة لتحديد قدرتها على مواجهة الوباء، وتحديات القارة في مجالي الاقتصاد والأمن، حيث فاز فيها المرشح الوحيد فكي، رئيس وزراء تشاد الأسبق، بولاية جديدة مدتها أربع سنوات على رأس المفوضية - الهيئة التنفيذية للاتحاد. وضمن فكي فوزه بعد أن حاز 51 صوتاً من أصل 55 صوتاً.

وفي سباق آخر، ينظر العديد من الدبلوماسيين إلى النيجيري بانكولي أدييوي، على أنه المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مفوضية عليا تجمع بين الشؤون السياسية وإدارة السلام والأمن. 

وسيلعب الفائز في هذه الانتخابات دوراً مهماً إلى جانب فكي، في محاولة حل العديد من الأزمات الداخلية في القارة التي يتهم الاتحاد الأفريقي بإهمالها.

ويعد النزاع الذي شهدته إثيوبيا، الدولة التي تستضيف مقر الاتحاد الأفريقي، بين حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، والحزب الحاكم سابقاً لمنطقة تيغراي (شمال)، من بين أكثر القضايا حساسية.

وتتزامن القمة أيضاً مع تعهّد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، إعادة الاتصال بالمؤسسات متعددة الأطراف مثل الاتحاد الأفريقي. وقال بايدن في تسجيل فيديو إن إدارته ستنخرط في "دبلوماسية مستدامة بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي للتعامل مع الصراعات التي يسقط فيها ضحايا في القارة".

المصدر: الميادين نت +وكالات