ماكينزي غادر "إسرائيل".. ونتنياهو ينتظر اتصال بايدن
أنهى قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي، يوم السبت الماضي، زيارة له إلى "إسرائيل"، هي أول زيارة رفيعة المستوى لمسؤول أميركي كبير إلى "إسرائيل"، منذ تولي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن منصبه، وبعد ربط "إسرائيل" بالقيادة الوسطى الأميركية في المنطقة.
زيارة ماكينزي التي بدأت مساء الخميس الماضي، واستمرت 48 ساعة، هدفت لإمرار رسالة واحدة مفادها أنه "لا يغيّر شيئاً من يترأس الحكومة في إسرائيل، أو من يجلس على كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة، الحلف سيبقى أقوى مما كان أبداً".
جدول أعمال الزيارة
زيارة ماكينزي تخللها لقاء هام بينه وبين وزير الأمن بني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة، أفيف كوخافي، حيث تم البحث، وفقاً لتقارير إسرائيلية، بـ"تقدير الموقف الإستراتيجي"، والدفع بالتعاون الإقليمي ضد التهديدات المتشكّلة، بالإضافة إلى "قضايا وتحديات مشتركة على جدول الأعمال، وعلى رأسها إيران".
غانتس قال لماكينزي خلال اللقاء بينهما إن انتقال "إسرائيل" إلى القيادة الوسطى الأميركية "يزيد مجالات التنسيق ويعزز التعاون الجديد"، وأضاف أن "هذه الخطوة تمكن إسرائيل من تعميق العلاقات مع شركائها الجدد، وتسمح بمناورة ومجال عمل كبير أكثر من أي وقت في المنطقة". غانتس أشار أمام ماكينزي إلى أنه يقدّر "الالتزام الأميركي المستمر بأمن إسرائيل وتفوّقها النوعي في الإقليم".
ومن جهته، لفت كوخافي، بحسب بيان لـ "الجيش" الإسرائيلي، إلى أنّ "العلاقات العسكرية والإستراتيجيّة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تشكّل منذ سنوات عديدة مركّباً في توطيد أمن إسرائيل القوي وتفوّقها أمام أعدائها.. لهذه الشراكة وظيفة محوريّة في التعامل مع التهديدات المشتركة، وعلى رأسها التهديد الإيراني".
واجتمع ماكينزي أيضاً خلال زيارته إلى "إسرائيل" مع رئيس الموساد، يوسي كوهين، حيث ناقشا خلال الحديث بينهما، الذي استمر حوالى ساعتين، مواضيع المنطقة، ومن ضمنها إيران والتحديات التي تشكلها لـ"إسرائيل" ودول الشرق الأوسط، إضافة إلى المشروع النووي الإيراني و"قدرة المناورة الإيرانية في المنطقة"، وعملية التمركز الإيراني في سوريا. يُذكر أن الرجلين لديهما معرفة شخصية ومهنية طويلة، بحسب تقارير إسرائيلية.
وتعليقاً على الزيارة، شددت مصادر سياسية إسرائيلية، بحسب موقع " ماكور ريشون"، على أهمية الزيارة "على خلفية التهديدات الإقليمية والمفاوضات التي تقترب مع إيران"، وقدّرت أن نقل "إسرائيل" إلى القيادة الوسطى وزيارة ماكينزي ستوسع التعاون في المستقبل مع "دول عربية سنية"، خاصة ضد التهديدات المشتركة.
مكاسب "إسرائيل" من ربطها بالقيادة الوسطى الأميركية
زيارة ماكنزي هي الأولى بعد ربط "إسرائيل" بالقيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، الذي أُعلن عنه مؤخراً، وهذا الربط يُنتج، بسحب صحيفة " ماكور ريشون" تحالفاً سيعزز مركّبات أمن "إسرائيل" في الشرق الأوسط.، ويجعل الدول العربية تفهم أنه من اللحظة التي ينطلق فيها هذا الحلف، أي عملية تقع في الشرق الأوسط ستُنسب لـ"إسرائيل" وللولايات المتحدة على حدّ سواء.
وأضافت الصحيفة أنه إضافة إلى التعاون في حال الروتين، فإن الجزء المركزي في هذا الحلف هو التعاون في حالات طوارئ. فالولايات المتحدة لديها قدرة ضخ قوات كبيرة إذا احتاجت "إسرائيل" لذلك في حربٍ متعددة الساحات أو في مواجهة مباشرة مع الإيرانيين.
أضف إلى ذلك أن الحوار العسكري الذي يصبح مشتركًا، يعزز قدرة "إسرائيل" عمومًا، وجيشها على وجه الخصوص، في التأثير في الساحة الدولية. فالمعادلة لم تعد الجيش الإسرائيلي في قبال العالم، بل الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي مع قدرات تأثير وإنذار غير مسبوقة.
صحيفة " ماكور ريشون" لفتت إلى أن القيادة الوسطى الأميركية، التي أُنشئت سنة 1983، على أساس نشر سريع لقيادة الاستنفار الأميركية، مسؤولة عن منطقة دول الشرق الأوسط، باستثناء تركيا وقبرص المشمولتين ضمن مسؤولية القيادة الأوروبية. كذلك كازخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأفغانستان وباكستان غير مشمولة بمسؤوليتها.
كذلك تقع ضمن مسؤوليتها دول في آسيا وأفريقيا، منطقة البحر الأحمر، الخليج وجنوب المحيط الهندي. وأشارت الصحيفة إلى أنه في سنة 2002 "أُضيفت سوريا ولبنان بعد إدراك أن هذين البلدين هما في حلفٍ مع الإيرانيين، فيما التوقّع كان بأن لبنان سيتعاظم والحدود مع سوريا ستضطرب بسبب غياب الاستقرار فيها. التوقّع، بالمناسبة، تحقق".
وأضافت الصحيفة "لغاية سنة 2006، لبنان تعاظم واندلعت حرب لبنان الثانية، ومن حينها أصبح وحشاً دون سيطرة برعاية الإيرانيين. عدم الاستقرار في سوريا وقع أيضًا مع اندلاع الربيع العربي وثورة المواطنين، وإلى اليوم إسرائيل تقاتل فيها في محاولة لمنع تمركز إيراني ونقل وسائل قتالية إلى لبنان".
نتنياهو ينتظر اتصال بايدن
زيارة ماكنزي جرت على وقع تسارع حركة الاتصالات بين المسؤولين الإسرائيليين والمسؤولين الأميركيين الجدد في الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن. اتصالات تجلت باتصال هاتفي بين وزير الأمن الإسرائيلي ونظيره وزير الدفاع الأميركي الجديد، لويد أوستن، حيث كانت إيران الطبق الأساس في النقاش.
كما أن وزير الخارجية الأميركي الجديد، أنطوني بلينكين، أجرى اتصالاً بنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، وكان ترتيب هذا الاتصال هو الـ 12 بين بلينكن ونظرائه، سبق ذلك محادثة هاتفية يوم السبت بين رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات ورئيس مجلس الأمن القومي في إدارة بايدن، جيك سوليفان.
ورغم حرارة اللقاءات والاتصالات بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، توقف معلقون في "إسرائيل" عند عدم إجراء الرئيس الأميركي بايدن اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حتى الآن.
زعيم حزب "ميرتس"، عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس، كتب على فيسبوك: "بايدن يمعن النظر في مكالمات نتنياهو.. نتنياهو يحصد الآن الثمار الفاسدة للخلاف الذي أحدثه مع الديمقراطيين". وقال "يجب على إسرائيل إعادة ترميم علاقتها مع الديمقراطيين والإدارة الجديدة والعودة إلى قيم الديمقراطية والمساواة والسلام".
ووفقًا للسفير السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، "سيتحدثان في النهاية، وسيذهب (نتنياهو) في النهاية إلى واشنطن". ولكن فيما يتعلق بمكالمات بايدن الهاتفية، قال: "هناك رسالة في هذا الترتيب". وقال أورين إن نتنياهو هنأ بايدن على فوزه بالرئاسة بعد حوالى 12 ساعة من معظم القادة الآخرين الذين تحدث معهم الرئيس، لم يقل في الواقع في رسالته أن بايدن هو الرئيس المنتخب، وأتبعها بالثناء على ترامب. وقال: "هناك ثمن يجب دفعه مقابل ذلك".