"رويترز": قوات "الناتو" لن تنسحب من أفغانستان في أيار/مايو المقبل
قال 4 مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن "القوات الدولية تعتزم البقاء في أفغانستان لما بعد الموعد النهائي في أيار/مايو"، الذي جرى الاتفاق عليه بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة.
وقال أحد المسؤولين لوكالة "رويترز" إنه "لن يكون هناك انسحاب كامل للحلفاء بحلول نهاية نيسان/أبريل"، مضيفاً أنه "لم يتم الوفاء بالشروط... وفي وجود الإدارة الأميركية الجديدة سيكون هناك تعديلات في السياسة، ستجري معالجة الميل للانسحاب المتسرع الذي كان سائداً، ويمكن أن نشهد استراتيجية خروج محسوبة بدرجة أكبر".
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقعت اتفاقاً مع "طالبان" في أوائل العام الماضي، يدعو لانسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول أيار/مايو المقبل.
وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو: "لا يريد أي من أعضاء الحلف البقاء في أفغانستان لفترة أطول مما يلزم، لكننا أوضحنا من قبل أن وجودنا مرتبط بشروط"، مشيرةً إلى أن "الحلفاء ما زالوا يبحثون الوضع بشكل عام ويتشاورون بشأن المضي قدماً".
وأضافت لونجيسكو أن "الحلف لم يتخذ أي قرار"، مردفةً أنه" لا يمكن استباق اجتماع وزراء دفاع الدول أعضاء الحلف في شباط/فبراير".
وبدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمراجعة "اتفاق السلام" الذي أبرمه ترامب مع حركة "طالبان".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن "طالبان لم تف بالتزاماتها، لكن واشنطن ظلت ملتزمة بالعملية ولم تبت في مستويات القوات في المستقبل"، على حد تعبيره.
وقال ممثل عن وزارة الخارجية إن بايدن ملتزم "بوضع نهاية تنبع من الإحساس بالمسؤولية للحروب التي لا تنتهي... إلى جانب حماية الأميركيين من الإرهابيين ومن التهديدات الأخرى".
من جهة أخرى، قال مصدران من "طالبان" لـ"رويترز" إن الحركة أصبحت "تشعر بقلق متزايد" خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تغيير واشنطن لبنود الاتفاق، والإبقاء على القوات في أفغانستان بعد أيار/مايو.
وقال قيادي في "طالبان" بالدوحة: "أوضحنا مخاوفنا لكنهم أكدوا لنا احترام اتفاق الدوحة والعمل به. وما يدور على الأرض في أفغانستان يشير إلى شيء آخر. ولهذا قررنا إرسال وفودنا للحديث مع حلفائنا".
وزار وفد من "طالبان" إيران وروسيا الأسبوع الماضي، وذكر القيادي أن الحركة تجري اتصالات بالصين.
كما واستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، وفداً من الحركة برئاسة ملا عبد الغني برادر، للبحث في حلّ سياسي للأزمة الأفغانية.
وقال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد إن المسلحين ما زالوا ملتزمين بعملية السلام. وأضاف: "لا شك في أنه إذا لم يُنفذ اتفاق الدوحة فستكون هناك تداعيات، وسيقع اللوم على الطرف الذي لا يحترم الاتفاق".
وتابع: "تذهب توقعاتنا أيضاً إلى أن حلف شمال الأطلسي سيفكر في إنهاء هذه الحرب وتحاشي المزيد من الأعذار لإطالة أمد الحرب في أفغانستان".
وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن اجتماع وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي المقرر يومي 17 و18 شباط/فبراير، سيكون "فرصة للحلف الذي اكتسب قوة لتحديد شكل العملية".
وأضاف: "في ظل وجود الإدارة الجديدة، ستكون هناك نتيجة قائمة على التعاون بشكل أكبر، وسيكون لدول حلف شمال الأطلسي رأي".