رسالة كوخافي: نتنياهو والمؤسسة الأمنية متفقان حيال إيران

سجال وجدل في "إسرائيل" بين المؤسسة السياسية والأمنية بشأن تصريحات رئيس الأركان أفيف كوخافي بشأن إيران، إلا أن الأكيد أن نتنياهو متفق مع كوخافي بشأن إيران وفق مصادر إسرائيلية مطلعة.
  • مسؤولون إسرائيليون: رغم خلافاتهما موقف نتنياهو متطابق تماماً مع كوخافي بشأن إيران

فتح كلام رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الفريق أفيف كوخافي، العلني عن خطأ وخطورة عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران، وعن ضرورة استعداد "إسرائيل" للخيار العسكري والإعداد له.. فتح باب السجالات واسعاً في "إسرائيل" بين مؤيد ومعارض لكلامه.

سجال تجلّى في أوضح صوره في تأييد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الصريح لكلام كوخافي في مقابل تحفظ مبطن لوزير الأمن بيني غانتس عليه.

نتنياهو كان أكثر المرحبين بكلام كوخافي بقوله إن "السياسة التي أقودها منذ سنوات، والتي تمّ التعبير عنها أمس بكلام رئيس الأركان هي أنه لن نسمح لإيران بالتسلح بسلاح نووي".

وبعد كلام نتنياهو وكوخافي، ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، أن مصدراً إسرائيلياً رفيعاً ومطّلعاً عن قرب على خطّ تفكير نتنياهو، حاول تلطيف الأجواء، بقوله إنه "يوجد فرق بين حالتي الرئيس الأسبق باراك أوباما والرئيس الجديد جو بايدن، فأوباما فتح خطَّ اتصالٍ سريًّ مع الإيرانيين من خلف ظهر الإسرائيليين، بينما يبدي بايدن رغبة منذ اليوم الأوّل بالتشاور مع "إسرائيل" قبل اتخاذ أيّة قرارات في الموضوع الإيراني".

ونقل الموقع عن المصدر نفسه قوله إنه "كما أنه يوجد لنتنياهو علاقات شخصية جيدة مع بايدن مستمرة منذ أربعة عقود.

وبحسب المصدر الرفيع نفسه، والمقرب من نتنياهو قال أيضاً إن "نتنياهو لا يريد التخاصم مع بايدن من اليوم الأول، بل هو حريص على العمل والتعاون والتشاور معه".

في المقابل، ظهر أن غانتس غير راضٍ عن كلام كوخافي، حيث وجّه له انتقادات مبطنة بقوله إنه "على الرغم من أن إيران نووية هي خطر عالمي إقليمي وهي تحدٍ لأمن "إسرائيل"، إلا أن هذا يُقال داخل الغرف، كما أن الخطوط الحمر تُحدد بالتأكيد داخل الغرف".

الانتقاد الأقسى الذي طال كوخافي، جاء من جهة نائب رئيس الأركان سابقاً وعضو الكنيست حالياً عن حركة ميرتس، يائير غولان (الذي نافس كوخافي على رئاسة الأركان)، وتوجه بالكلام مباشرة إلى كوخافي قائلاً: "أفيف! أنت تعلم أن الاتفاق مع إيران هو الخطوة الوحيدة التي في الحقيقة أعادت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء".

وأضاف غولان أن "العقوبات الاقتصادية، الضربات المستترة والتصفيات المركزة، كل ذلك فائدته قصيرة المدى". كما اتهم غولان كوخافي بأن خلفية كلامه الحقيقية "مرتبطة بالمعركة على موازنة الأمن وعلى خطة (تنوفا) المتعددة".

حرج في المؤسسة الأمنية

هذا وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد ذكر مسؤولون كثيرون في المؤسسة الأمنية، أنهم تفاجئوا من تصريحات كوخافي، التي "أثارت حرجاً"، فالموقف الذي عبّر عنه "لم يطرح أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، ولم يُنسق مع الحكومة وفقاً لسياستها ولا يتجانس مع مواقف كوخافي التي عبر عنها عندما كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية".

وألمحت بعض المصادر ، بحسب "هآرتس"، إلى احتمال أن يكون كوخافي متأثراً من التوتر بينه وبين نتنياهو، في موضوع ميزانية الأمن، لذلك عبّر عن مواقف مشابهة لتلك التي يعبر عنها نتنياهو.

ورأت مصادر أن تصريحات كوخافي جاءت في "توقيت إشكالي"، كونها جاءت قبل يومين من زيارة قائد قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأميركي، الجنرال كينيث ماكينزي، إلى "إسرائيل"، التي يصلها اليوم. 

ونقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول أمني مطلع شارك في مداولات مغلقة في الموضوع الإيراني استغرابه كلام كوخافي، والذي قال لـ"هآرتس": "لم يحدث أمر كهذا أبداً. وتوقيت التصريحات ليس واضحاً. رئيس جديد، جنرال كبير سيزورنا، ونحن في فترة انتخابات، وفجأة يطرح رئيس أركان الجيش موقفاً لم يُناقش حتى اليوم في الكابينيت، ولم يتقرر في أي مرحلة أن هذه هي سياسة الحكومة الإسرائيلية".

وأضاف المصدر نفسه، أن أن كوخافي عارض هجوماً في إيران عندما كان رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية، واعتبر أن الاتفاق هو "أفضل الشرور".

رسالة كوخافي

وأظهر معلقون في "إسرائيل" اهتماماً واسعاً بكلام كوخافي، فتحدث بعضهم عن أن موقف كوخافي لم ينسق مع رئيس الحكومة، وهو تحدث عن أمور تقلقه، وقالوا إن "موقفه ثابت"، وقد قال مثله منذ سنتين.

وبحسب معلقين إسرائيليين، فإن الرسالة التي أراد كوخافي إيصالها، هي التوضيح لواشنطن وطهران أن "إسرائيل ستواصل قتالها ضد البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من كل التقلبات، وأنه لا يوجد هذه المرة أي خلاف على الإطلاق بين المؤسسة الأمنية ونتنياهو بشأن إيران،  وموقفهما واحد وموحد، خلافاً للسابق"، بحسب المعلّقين الإسرائيليين.

المصدر: الميادين نت