براون: بريطانيا مهددة بأن تصبح دولة فاشلة.. وأسكتلندا قد تنفصل عنها
بريطانيا معرّضة لخطر التحول إلى دولة فاشلة وانهيار ما لم يتم إجراء إصلاحات عميقة للطريقة التي تحكم بها البلاد. هذا ما حذر منه رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون في مقالة في صحيفة "ذا دايلي تلغراف" البريطانية.
وكتب براون يقول: "أعتقد أن الخيار الآن هو بين دولة مُصلحة ودولة فاشلة". وأضاف أن اسكتلندا تهدد نهاية المملكة المتحدة حيث الاستياء فيها عميقاً.
وقال براون، الذي شغل منصب وزير الخزانة لمدة 10 سنوات من عام 1997 وأصبح رئيساً للوزراء في عام 2007، إن العديد من البريطانيين أصيبوا بخيبة أمل من الطريقة التي تحكم بها البلاد ولمصلحة النخبة المتمركزة في لندن.
وفي حديثه إلى برنامج "توداي" على إذاعة "بي بي سي" 4 صباح الإثنين، اتهم بوريس جونسون وحكومته بعدم التواصل. وقال: "أعتقد أن بوريس جونسون لم يفهم تماماً مدى عمق الاستياء، وكيف يتسبب الافتقار إلى الثقة في مشكلة له، ومشكلة بشأن قبوله في أجزاء مختلفة من البلاد".
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن استطلاعات الرأي التي أجريت في أربع دول في المملكة المتحدة أظهرت الأحد أن غالبية الناخبين يعتقدون أنه من المرجح أن تكون اسكتلندا مستقلة في غضون السنوات العشر المقبلة. ففي اسكتلندا، وجد الاستطلاع أن 49٪ من الناس يؤيدون الاستقلال في مقابل 44٪ يعارضون - بهامش 52٪ إلى 48٪ إذا تم استبعاد المترددين. ووعدت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجون، بإجراء استفتاء جديد على الاستقلال إذا فاز الحزب الوطني الاسكتلندي بأغلبية أخرى في انتخابات الجمعية الاسكتلندية في أيار / مايو المقبل.
وقال براون إن ستورجن وحزبها ينظران إلى مستقبل البلاد "من منظور معركة بين اسكتلندا وبقية المملكة المتحدة" وادعت أن الاسكتلنديين مهتمون بالعمل لحل المشكلات الاجتماعية أكثر من اهتمامهم بالاستقلال.
وأضاف أن وباء كورونا كشف الانقسامات بين أجزاء مختلفة من المملكة المتحدة. وأوضح: "ليس لديك رئيسة وزراء اسكتلندا فقط، ولكن لديك رؤساء البلديات الإقليميون يقولون إنهم لم تتم استشارتهم والاستماع إليهم، ولديك رئيس وزراء ويلز يقول إن رسائلهم لم يتم الرد عليها من قبل بوريس جونسون. ليس لدينا آلية، ولا منتدى للتنسيق بين المناطق والدول، وأعتقد أن الجمهور قد سئم".
ودعا براون إلى تغييرات دستورية أساسية بقيادة "لجنة الديمقراطية" التي من شأنها "مراجعة الطريقة التي تُدار بها المملكة المتحدة بأكملها". واقترح إنشاء مجالس المواطنين في مناطق المملكة المتحدة، قائلاً: "لا يمكنك جعل النخب تتوجه إلى النخب، يجب عليك إشراك الناس فيما تتحدث عنه، ولديهم آراء حول كيفية التعامل مع الوباء، وكيف تم التعامل مع الركود".
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "صنداي تايمز" أن 47٪ من الناس في أيرلندا الشمالية لا يزالون يريدون البقاء في المملكة المتحدة، و42٪ يؤيدون أيرلندا الموحدة أي الانضمام إلى دولة أيراندا، و11٪ لم يقرروا. وعند سؤالهم عما إذا كانوا يؤيدون إجراء استفتاء حول أيرلندا الموحدة خلال السنوات الخمس المقبلة، أجاب 51٪ بنعم و44٪ لا.
وفي ويلز، حيث كان دعم الاستقلال أضعف، أيد 23٪ مغادرة المملكة المتحدة وأيد 31٪ إجراء استفتاء بهذا الشأن.
وكتب براون في "التلغراف": "لا يمكن لأي بلد أن يكون لديه اندماج وطني من دون شمول سياسي، وقد تبدأ اللجنة بالتعلّم من تجارب بلدان مثل أستراليا وكندا وألمانيا وأميركا، جزئياً بسبب النفوذ البريطاني فيها في الماضي، أن المجالس الثانية، (كمجلس اللوردات في بريطانيا)، هي مجالس الشيوخ في مناطقهم، والأقليات يمكنها الضمان بسهولة التصويت عليها صوتاً أقوى".
ترجمة بتصرف: الميادين نت