بايدن يسعى لتمديد معاهدة "ستارت الجديدة" للأسلحة النووية مع روسيا
ذكر مصدر مطلع اليوم الخميس، أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، سيسعى إلى تمديد معاهدة "ستارت الجديدة" للحد من الأسلحة مع روسيا لخمس سنوات.
والقرار، الذي كانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من أورده، يتعين اتخاذه سريعاً لأن من المقرر انقضاء أجل المعاهدة في الخامس من شباط/فبراير المقبل.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن "المشرعين الأميركيين أُطلعوا على قرار بايدن، الذي من المرجح إعلانه في وقت لاحق اليوم الخميس".
ويقول خبراء إن من شأن انقضاء أجل المعاهدة أن ينهي جميع القيود على نشر الولايات المتحدة وروسيا الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية وأنظمة إطلاقها، مما قد يشعل شرارة سباق تسلح جديد.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أن بلاده تنتظر اقتراحات ملموسة من فريق بايدن بشأن تمديد معاهدة "ستارت"، التي رفضتها واشنطن، وذلك بعد اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2020 تمديد الاتفاق الحالي لـ"نيو ستارت" دون أي شروط مسبقة لمدة عام على الأقل.
وردّ مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي في إدارة ترامب، روبرت أوبرايان، قائلاً إن ذلك "لا يشكّل أرضية للاتفاق".
يشار إلى أن الولايات المتحدة أفادت آنذاك بأنها توصلت إلى اتفاق مبدئي مع روسيا على تمديد المعاهدة، لكن موسكو سارعت برفض الشروط الأميركية.
وكان الكرملين قال أمس الأربعاء، إنه لا يزال ملتزماً بتمديد المعاهدة وسيرحب بجهود وعدت ببذلها إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق بشأن التمديد، ورفضت وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي التعليق.
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب كان أعلن في 22 أيار/مايو 2020 انسحاب بلاده من اتفاقية "الأجواء المفتوحة" مع روسيا، معتبراً أنها "تنتهك الاتفاقية"، وفق زعمه. وردّ بوتين حينها بأن خروج الأخيرة من معاهدة التسلح قد يؤدي إلى سباق تسلح يصعب كبحه.
وزارة الخارجية الروسية في بيان، أعلنت بدورها منذ أيام إنه "نظراً لعدم إحراز تقدم في إزالة العقبات التي تحول دون استمرار معاهدة الأجواء المفتوحة في ظل الشروط الجديدة، فإن وزارة الخارجية الروسية مخولة بإعلان بدء الإجراءات المحلية لانسحاب الاتحاد الروسي من المعاهدة".
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت رسمياً في 2 آب/أغسطس 2019 انتهاء معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى منذ الحرب الباردة بمبادرة من الولايات المتحدة، بوصفها الطرف الآخر في المعاهدة.
وعليه، تبقى معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت - 3" (ستارت الجديدة) التي وقعها باراك أوباما، وديميتري مدفيديف عام 2010 في براغ، المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة.
كذلك، ألزمت "ستارت - 3" الجانبين الأميركي والروسي بعمليات الخفض المتبادل لترسانات الأسلحة النووية الاستراتيجية، وتنص على خفض عدد الرؤوس النووية إلى 1550 رأساً، خلال فترة سبع سنوات، وخفض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة إلى 700 وحدة.
ووُضعت المعاهدة ليتم تطبيقها 10 سنوات، مع إمكان تمديدها لمدة 5 سنوات أخرى، بالاتفاق المتبادل بين الطرفين الموقّعين.