البوليساريو: مستعدون لاستئناف المفاوضات لكن لن نوقف الكفاح المسلح
أعلنت "جبهة البوليساريو" أمس الثلاثاء، استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الأمم المتحدة، حول وضع "الصحراء الغربيّة"، مؤكدةً في الوقت نفسه أنها "لا تنوي وقف الكفاح المسلح".
الجبهة أشارت إلى أنّه "في الفترة الماضية أعطينا ثقة كاملة للمجتمع الدولي وأوقفنا الكفاح بصفة نهائيّة وانتظرنا 30 عاماً من المماطلة والوعود الكاذبة والانتظار الممل".
وأكد سيدي ولد أوكال، الأمين العام لوزارة الأمن في الجبهة، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، بمشاركة الممثل الدائم لجبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة عمر سيد محمد، "استعداد الجبهة للتفاوض ولأي وساطة"، مشدداً على أنّه "بالنسبة لنا هذا الكفاح سيستمر هناك مفاوضات أو ليس هناك مفاوضات. وهذا انطلاقاً من التجربة الماضية للشعب الصحراوي".
جبهة البوليساريو تعتبر نفسها "في دفاع مشروع عن النفس"، منذ أرسل المغرب في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قواته إلى أقصى جنوب المنطقة لطرد مجموعة من الناشطين الصحراويين كانوا يقطعون طريقاً مؤدياً إلى موريتانيا المجاورة.
ورأت الجبهة أن هذا الطريق بني في انتهاك لوقف اطلاق النار المبرم العام 1991 برعاية الأمم المتحدة، بعد قتال دام أكثر من 15 عاماً بين الطرفين.
ولد أوكال أشار إلى أنّ "هذه الحرب تقوم منذ 67 يوماً ولم يخلُ منها يوم من النشاط القتالي. والمغرب يتكتمّ على هذه الحرب"، مبرزاً "وقوع أكثر من 500 عمل قتالي منذ بدايتها"، ومتوقعاً أن "تتوسع رقعة المعارك لتشمل المنطقة برمتها".
وأضاف أوكال: "سيكون تصعيد في الوتيرة. هذه البداية، هذا مجرد تسخين وسيتصاعد"، مشدداً على أنّ "الصحراويين سيعودون للبلد من أجل استقلاله".
يذكر أن المغرب يسيطر على 80% من هذه الأراضي الصحراويّة التي تبلغ مساحتها 266 ألف كيلومتر مربع، ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
لكن "جبهة البوليساريو" تطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير على النحو المنصوص عليه في اتفاقية وقف إطلاق النار.
ولا تزال المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة بمشاركة المغرب وجبهة البوليساريو فضلاً عن الجزائر وموريتانيا بصفة مراقبين، معلّقة منذ آذار/مارس 2019.
يذكر أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، اعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة في 10 كانون الأول/ديسمبر 2020، مقابل تطبيع المغرب علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.