استطلاع: بايدن يتولى قيادة دولة منقسمة وقلقة ومتشائمة بشأن مستقبلها
عندما يؤدي جوزيف (جو) روبينيت بايدن جونيور اليمين الدستورية ليصبح الرئيس السادس والأربعين للبلاد غداً الأربعاء، سيواجه أمة منقسمة ومتشائمة ومتألمة بشكل متزايد، وفقاً لأرقام من أحدث استطلاع أخبار وطني لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.
يعتقد أكثر من 7 من كل 10 ناخبين أميركيين أن البلاد تسير على المسار الخطأ، ويعتقد 7 من كل 10 آخرين أن السنوات الأربع المقبلة ستظل منقسمة سياسياً، وتقول الأغلبية إنهم قلقون ومتشائمون بشكل أساسي بشأن مستقبل الأمة.
بشكل عام، يعطي المستطلعون بايدن علامات إيجابية على طريقة تعامله مع المرحلة الانتقالية، التي هزّها رفض الرئيس المنتهية ولايته الاعتراف بهزيمته وادعاؤه زوراً وجود مخالفات واسعة النطاق في التصويت وتزوير للنتائج، وهجوم عنيف على مبنى الكابيتول الأميركي احتجاجاً على نتائج الانتخابات، ومساءلة ثانية غير مسبوقة لسلفه، ووفاة أكثر من 170 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب مرض "كوفيد -19" منذ يوم الانتخابات.
لكن غالبية المستطلعين ليس لديهم ثقة عالية في أهداف بايدن وسياساته وخصائصه الشخصية، ولا يميل عدد كبير من الجمهوريين إلى المساومة معه.
وقال خبير استطلاع الرأي الديمقراطي جيف هورويت من مركز "هارت ريسيرش أسوشييتس"، الذي أجرى الاستطلاع مع الخبير الجمهوري بيل ماكنتورف من استراتيجيات الرأي العام: "يترك دونالد ترامب لجو بايدن دولة منقسمة، وأيضاً ذات شعور جديد بأن المستقبل قد لا يكون مشرقاً كما كنا نعتقد". وقال هورويت "هذه هي أميركا التي ورثها جو بايدن وكمالا هاريس".
وأشار ماكنتورف، مستطلع الرأي في الحزب الجمهوري، إلى أن تصنيف تفضيل بايدن ظل من دون تغيير تقريباً منذ الحملة وأنه لا يبدو أنه يقضي شهر العسل نفسه مع الجمهور الأميركي الذي تمتع به الرؤساء المعاصرون الآخرون - بخلاف دونالد ترامب - في بدايات رئاساتهم.
وقال ماكنتورف "لا أشعر في هذه البيانات بوجود الكثير من الانفتاح على بايدن للنوايا الحسنة التي أردنا أن يتمتع بها رؤساؤنا".
يضع خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي بيتر هارت، الذي عمل أيضاً في الاستطلاع، تحدي بايدن على هذا النحو: "بايدن في حالة توازن ضعيف للغاية".
وبحسب الاستطلاع، قال 73٪ من الناخبين إن البلاد تسير في المسار الخطأ، مقارنة بـ21٪ قالوا إنها تسير في الاتجاه الصحيح.
وارتفع رقم المسار الخطأ بنسبة 13 نقطة مئوية عن المكان الذي كان عليه في استطلاع صحيفة "وول ستريت جورنال" / قناة "إن بي سي نيوز" قبل الانتخابات مباشرة، وهي أعلى نسبة لهذا السؤال منذ تموز / يوليو 2016.
ويعتقد 73 في المئة أن الأمة ستظل منقسمة خلال السنوات الأربع المقبلة، مقابل 24 في المئة يعتقدون أنها ستكون قادرة على الاتحاد.
وبنسبة 53 في المئة إلى 44 في المئة، يقول الناخبون إنهم قلقون ومتشائمون بشكل أساسي بشأن مستقبل الأمة بدلاً من أن يكونوا متآملين ومتفائلين.
وعندما طُلب من الناخبين أن يصفوا إلى أين تتجه أميركا في العام المقبل، تضمنت بعض ردودهم:
قال أحد المستجيبين الديمقراطيين "انحدار. لا أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح بعد".
وقال ديمقراطي آخر "خائفة. مريضة للغاية. غير متحدة".
وقال مستجيب جمهوري "حرب أهلية".
وأظهر الاستطلاع أن 60 في المئة من الناخبين يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الانتقال واستعداداته ليصبح رئيساً، مقارنة بـ32 في المئة ممن لا يوافقون.
وكانت الأرقام أعلى مما كانت عليه قبل تولي ترامب منصبه (44٪ موافقة، 52٪ رفض)، لكنها أقل من باراك أوباما (71٪ موافقة، 14٪ رفض).
كما وجد الاستطلاع أن غالبية الناخبين، 55 في المئة، يعتقدون أن بايدن سيعيد البلاد إلى الطريقة الأكثر نموذجية التي حكم بها الرؤساء السابقون.
لكن 37 في المئة فقط أعربوا عن ثقتهم العالية في أن لديه المجموعة الصحيحة من الأهداف والسياسات، و43 في المئة فقط لديهم ثقة عالية في أنه يتمتع بالمجموعة الصحيحة من الخصائص الشخصية ليكون رئيساً.
وقال هورويت، خبير استطلاعات الرأي الديموقراطي: "على عكس المواقف المتشددة تجاه دونالد ترامب، تبدو الآراء حول جو بايدن أكثر ليونة ولم تتشكل بشكل كامل بعد".
ومن المقرر أن يواجه بايدن حزباً جمهورياً يريد فيه عدد أكبر من ناخبي الحزب الجمهوري أن يلتزم الجمهوريون في الكونغرس بمواقفهم (48 بالمئة) بدلاً من تقديم تنازلات لتحقيق الإجماع (40 بالمئة).
هذا على النقيض من المواقف الديمقراطية حيث كان ترامب على وشك دخول المكتب البيضاوي في عام 2017، مع رغبة عدد أكبر من الديمقراطيين في حل وسط (59 بالمئة) أكثر من التمسك بالمناصب (33 بالمئة).
وأخيراً، وجد الاستطلاع أن بايدن حصل على أعلى الدرجات من الناخبين لكونه على دراية وخبرة كافية للتعامل مع الرئاسة (55 بالمئة أعطوه "4" أو "5" على مقياس مكون من 5 نقاط) ، فضلاً عن كونه هادئاً ومريحاً ومحبوباً (53 بالمئة).
منح 47 في المئة بايدن درجات عالية لامتلاكه القدرة على التعامل مع الأزمات، و45 في المئة منحوه درجات عالية لامتلاكه معايير شخصية وأخلاقية عالية.
وتأتي أدنى درجات الناخبين على الاقتصاد (39 بالمئة أعطوا بايدن "4" أو "5") وعلى تقاسم مواقفهم بشأن القضايا (38 بالمئة).
تم إجراء استطلاع NBC News في الفترة من 10 إلى 13 كانون الثاني / يناير 2021، من بين 1000 ناخب مسجل - تم الوصول إلى 590 منهم فقط عن طريق الهاتف المحمول - ولديه هامش خطأ إجمالي يزيد أو ينقص عن 3.1 نقطة مئوية.
ترجمة بتصرف: الميادين نت