السيد نصر الله: ما جرى في أميركا خطير.. وسنتابع قضية انفجار بيروت حتى المحاسبة
علّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال كلمة متلفزة، اليوم الجمعة، على اقتحام الكونغرس الأميركي بالقول إن "الأميركيين اعتادوا تصدير مشهد أحداث الكونغرس إلى الخارج لإسقاط الأنظمة"، لافتاً إلى أن دلالات أحداث الكونغرس "خطيرة وكبيرة جداً" رغم محاولة حلفاء الولايات المتحدة "التخفيف منها".
وأوضح السيد نصر الله، أن ترامب "يمثل عينة فجة عن الغطرسة السياسية والعسكرية الأميركية"، وهي عينة "بسيطة" مما "ارتكبه ترامب في العالم على مدى 4 سنوات في سوريا والعراق واليمن، وجريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس"، وفق السيد نصر الله.
وتابع: "ما شهده الأميركيون يظهر زيف الديموقراطية الأميركية، وخطورة أن يصل شخص مثل ترامب إلى الرئاسة الأميركية".
واعتبر السيد نصر الله أن الأميركيين لمسوا أخيراً "وعن قرب، نتيجة سياسة ترامب واستعداده لقتل حتى الأميركيين من أجل السلطة"، لكن ذلك، حسب السيد نصر الله ليس إلا جزءاً مما "ارتكبه في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين وحصار إيران وفنزويلا".
التحقيق في انفجار مرفأ بيروت
وتطرق أمين عام حزب الله، إلى ملف انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً أن هذه القضية "هي قضية وطنية تهم كل لبنان ولا يجوز تحويلها إلى قضية مناطقية أو مذهبية أو طائفية أو سياسية بأي شكل من الأشكال، لأن هذا أمر غير إنساني وغير أخلاقي".
وشدد السيد نصر الله على أن حزب الله "سيتابع قضية انفجار المرفأ تحقيقاً وقضاءً ومحاسبةً حتى النهاية"، وبإصرار على أن "يصل ملف انفجار المرفأ إلى نهايته العادلة".
وأسف السيد نصر الله لاستخدام هذه القضية "للاستهداف السياسي، سواء باتجاه حزب الله أو الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر من باب التحالف مع حزب الله".
وطالب السيد نصر الله بكشف نتيجة التحقيق و"معرفة إن كان عملاً تخريبياً أو ناتجاً عن إهمال"، مشيراً إلى أن ذلك يوجب "على المحقق العدلي أن يطلع اللبنانيين على ما جرى في قضية انفجار المرفأ".
ودعا السيد نصر الله إلى "تصحيح مسار التحقيق العدلي في القضية"، لافتاً إلى أن المحقق العدلي "يتجه في تحقيقه إلى تحميل المسؤوليات الإدارية من دون توضيح حقيقة موضوع الانفجار".
وشهد مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس انفجاراً ضخماً لمئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم، أدى إلى وفاة أكثر من 200 شخص، وأوقع آلاف الجرحى ودمّر أجزاء كبيرة من العاصمة.
استهداف "القرض الحسن"
وبشأن الحملة الإعلامية التي استهدفت مؤسسة "القرض الحسن" المعنية بتقديم قروض صغيرة وميسرة للمواطنين، قال السيد نصر الله إن "هذه المؤسسة بدأت بمبادرة فردية من بعض الأخوة"، قبل أن يتبناها حزب الله فيما بعد.
وأضاف: "انطلقت المؤسسة بجمع الأموال ومساهمات الناس وإعطاء قروض بسيطة، وفق قواعد دقيقة، وانطلقت المؤسسة ببطء في البداية من منطلق أخلاقي وديني لخدمة الناس".
ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك "جملة أسباب أدت إلى نجاح مؤسسة القرض الحسن، منها أنها لا تقوم بأي عمل تجاري أو استثماري، أي أنه لا يوجد أي مخاطرة".
وأكد أن مؤسسة "القرض الحسن" لم تفتح لخدمة طائفة أو منطقة محددة، بل يمكن "لأي أحد القدوم والاستفادة منها، أياً كانت طائفته أو منطقته وسواء كان لبنانياً أو مقيماً".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "الضغوط الأميركية على المصارف اللبنانية أدت لنقل العديد من المودعين أموالهم إلى مؤسسة القرض الحسن"، معتبراً أن "الحملة على المؤسسة مبرمجة وممولة لترهيب المساهمين".
ضبط المخدرات في إيطاليا
وبعد اتهام وسائل إعلام حزب الله بالوقف وراء "صفقة مخدرات مضبوطة في إيطاليا"، أكد أمين عام حزب الله أن "مسألة المخدرات في حزب الله هي مسألة شرعية، ويحرم شرعاً بشكل قاطع التعاطي والإتجار بها أو صناعتها أو المساعدة بذلك".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "المكتب التنظيمي في حزب الله يفصل أي شاب في الحزب، إذا تبين له أنه يتعاطى بالمخدرات بأي شكل من الأشكال"، مشدداً على أن حزب الله لا يستخدم المخدرات "حتى في ساحات العدو".
وأضاف: "يجب أن نجد حلاً لوسائل الإعلام التي تتناول هذا الموضوع، خاصةً بالنسبة لوسائل الإعلام اللبنانية"، موضحاً أن المساهمة "بهذه القضية الكاذبة والملفقة ضد الحزب، هو أمر لا يحسن السكوت عنه".
ووصف السيد نصر الله فبركات وسائل الإعلام اللبنانية التي "لم تؤكدها أي جهة رسمية في إيطاليا"، بأنها "اعتداء على كراماتنا".
مكافحة الفساد وتشكيل الحكومة
وفي ملف محاربة الفساد، لفت السيد نصر الله إلى أن هناك "من يريد محاربة الفساد في لبنان بمعارك سياسية لا بوساطة المسار القضائي"، مشيراً إلى أن حزب الله "لا يحمي الفساد ولا يغطي أي أحد في هذا الملف، والحزب يعمل على مكافحة الفساد في كل الملفات والإدارات".
وتابع: "على القضاء معالجة ملف مكافحة الفساد لأننا نريد معالجة الأمر عبر الأطر القضائية، بينما الشتم والسباب عبر وسائل الإعلام لا يؤدي إلى ذلك".
ودعا السيد نصر الله إلى معالجة "الاستنسابية والانتقائية في فتح الملفات، لأن ذلك يفتح الباب للقول إن هناك استخدام للقضاء وتصفية حسابات سياسية"، داعياً "لاعتماد معيار واحد لفتح الملفات".
أما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، فأكد السيد نصر الله ضرورة عدم "انتظار المفاوضات الأميركية - الإيرانية لأن ذلك لن يحصل"، مشيراً إلى أن تأليف الحكومة اللبنانية "ليس أولوية لدى الأميركيين في هذه الظروف".
ودعا السيد نصر الله إلى "تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الجانب الداخلي"، حاثاً على "الاستماع إلى مطالب بعض الجهات، لأن هناك أزمة ثقة وتوجد مخاوف لدى البعض، وليس الأمر فقط مشألة حسابية تتعلق يزيادة أو نقصان وزير".
وأضاف السيد نصر الله أن حزب الله سيحاول "القيام بشيء ما خلال الأيام المقبلة، للاستفادة من الوقت لمعالجة الأمر وتقريب وجهات النظر وتخفيف أزمة الثقة".
ومع تخطي عدد المصابين بفيروس كورونا في لبنان حاجز الـ210 آلاف إصابة، قال السيد نصر الله إن المسؤولية الأكبر تقع على الناس و"علينا الالتزام بالإجراءات الوقائية"، مشدداً على ضرورة "تحمل المسؤولية حتى نعبر بالبلد إلى بر الأمان".