اقرأ هذا التقرير إذا كنت تودّ الاستثمار في "البيتكوين"!
تجاوز "البيتكوين" سعر الـ34 ألف دولار، ومعه قفزت آمال الكثيرين للاستثمار في العملة الرقميّة الأولى، في ظل اشتداد الأزمات الاقتصاديّة في العالم، وبحث المودعين في المصارف عن استثمارات تحفظ مدّخراتهم بعد الهزات المتتالية التي يشهدها الدولار الأميركي.
ومع تواصل النقاش حول مدى أمان الاستثمار في العملات الرقمية، فإنّ القفزة غير المسبوقة لـ"البيتكوين" تتخذ أهمية استثنائيّة في توقيتها، لناحية الأزمات الاقتصادية والسياسية الناجمة عن "كوفيد-19" والتحوّلات الاقتصاديّة الكبرى التي تتبلور رويداً رويداً.
تشهد أسعار العملات التقليدية عادةً ارتفاعاً أو انخفاضاً تبعاً لعوامل واضحة ومعروفة، بغض النظر عن طبيعتها. حتى الساعة، ليس هناك ما يفسّر حقيقة الارتفاع الصاروخي في سعر "البيتكوين"، سوى "التدخل المباشر" من قبل أفراد أو جهات تبيع وتشتري بكميات عالية بهدف التأثير في السعر.
وبما أننا نتحدث عن عملة تستند إلى نظام "غير مركزي"، فإن تحديد هوية الجهات المستفيدة من عملية المضاربة هذه دونها صعوبات جمّة، ولكنها غير مستحيلة بالنسبة إلى الحكومات، كالولايات المتحدة الأميركية، التي نجحت وكالاتها الأمنيّة في العامين الأخيرين في كشف جرائم ضخمة عبر تتبّع معاملات "البيتكوين" وغيرها.
وعلى الرغم من وجود تفسيرات أخرى لارتفاع سعر "البيتكوين"، كمؤشرات دخول الاقتصاد الأميركي في ركود، وتزايد احتمال أن يمدد مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة عند مستوى قريب من الصفر، فإن جميع التفسيرات لا تقدم أجوبة على نسبة الارتفاع في قيمة عملة لا تستند في قوتها إلى عوامل ثابتة.
أما السؤال المباشر حول جدوى الاستثمار في "البيتكوين" في الفترة الراهنة، فإن الإجابة العقلانية عنه هي "لا"، فعلى الرغم من وجود توقعات بوصول سعره إلى 50 ألف دولار بحلول "عيد الحبّ" المقبل في شهر شباط/فبراير (مع زيادة ملموسة في الأسواق الإلكترونيّة التي تعتمد الدفع بواسطة العملات الرقمية)، فإن ما نشهده حالياً هو "فقاعة" بامتياز، نظراً إلى سرعة الارتفاع ونسبته.
لا يعني التحذير من الاستثمار حالياً في "البيتكوين" دعوة لمقاطعة العملات الرقمية بأيّ حال من الأحوال، فقد أثبت هذا المجال أنه قد يوفر حلولاً كثيراً في المدى المنظور عند قوننته دولياً، ولكنّ الطفرة الحالية تثير الشكوك، وتشبه إلى حد كبير ما حصل في العام 2017، حين وصل سعر "البيتكوين" إلى 20 ألف دولار، قبل أن ينخفض إلى ما دون ثلاثة آلاف دولار في أقل من عامين.
وقال رئيس التداول في شركة "NEM" للعملات المشفرة نيكولاس بيليكانوس: "عندما يرتفع سعر أي أصل بهذه السرعة لفترة طويلة من الوقت، أتوخى الحذر، وأحثّ أي شخص يتداول "البيتكوين" على عدم الانغماس في النشوة"، بينما يتوقع أن ترتفع هذه العملة إلى 50 ألف دولار بحلول "عيد الحب"، موضحاً: "أعتقد أننا في بداية ما سيكون سوقاً صاعدة هائلة".
ورغم ذلك، حتى عندما أصبحت عملة "البيتكوين" سائدة، لا يزال المحتالون يستخدمون العملة بشكل شائع، ما يمنحها اهتماماً سلبياً.