قادة أوروبيون يشيدون بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن "بريكست"
أشاد قادة سياسيون أوروبيون أمس الخميس بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لفترة ما بعد "بريكست"، والذي يهدف إلى إرساء أسس تعاون مستقبلي طويل المدى.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أشاد بالاتفاق، معتبراً أنه "اتفاق جيد لكل أوروبا يوفر استقراراً جديداً ويقيناً جديداُ في العلاقات". ووصف الاتفاق بأنه "هدية" عيد الميلاد للبريطانيين.
وقال في فيديو نشره على تويتر "هذه الليلة عشية عيد الميلاد لدي هدية صغيرة لمن يبحثون عن شيء يقرؤونه بعد عشاء العيد".
وأضاف حاملاً أوراق الاتفاق "ها هي، بشرى فرح عظيم، لأن هذا اتفاق لمنح اليقين للشركات والمسافرين وجميع المستثمرين في بلدنا اعتباراً من الأول من كانون الثاني/ يناير، اتفاق مع أصدقائنا وشركائنا في الاتحاد الأوروبي".
I would like to wish everyone a very Merry Christmas. pic.twitter.com/DofRkb4Ivc
— Boris Johnson (@BorisJohnson) December 24, 2020
وتابع أن اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي كان "مجرد مقبلات"، واتفاق التبادل التجاري الحر الذي جرى التوصل إليه الخميس هو "الوليمة"، وهي "مليئة بالأسماك"، في إشارة إلى أبرز نقاط الاختلاف خلال المفاوضات.
واعتبر أن الاتفاق سيكون "قاعدة لشراكة سعيدة وناجحة ومستقرة مع أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي لأعوام قادمة".
بدورهما، رحّب رئيسا الوزراء السابقين ديفيد كاميرون وتيريزا ماي اللذان استقالا على خلفية "بريكست"، بالاتفاق، حيث اعتبرت ماي أنه "يمنح الثقة للأعمال ويساعد في الحفاظ على تدفق التجارة".
رئيس حزب العمال المعارض كير ستارمر قال من جهته، إنه "عندما يصل الاتفاق إلى البرلمان، سيقبله حزب العمال ويصوت لصالحه". وتوجّه إلى حكومة جونسون، قائلاً: "نقبل هذا الاتفاق، لكنكم تتحملون تداعياته وحدكم".
أما رئيس "حزب بريكست" نايغل فاراج فقال إن "هذا الانتصار تكريم للرجال والنساء العاديين الذين واجهوا مؤسسة ويستمنستر وانتصروا.."، مضيفاً "بريكست هو بداية النهاية للاتحاد الأوروبي".
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اعتبرت من جهتها أن "هذا الاتفاق كان يستحق القتال. لدينا الآن اتفاق منصف ومتوازن مع المملكة المتحدة. سيحمي مصالحنا في الاتحاد الأوروبي ويضمن التنافس العادل".
بدوره، نبّه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه من أن "هذا الاتفاق سيتطلب جهوداً"، ودعا إلى دعم الصيادين الأوروبيين، بالنظر إلى أن ملف الصيد البحري كان أعقد الملفات في المفاوضات.
رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن رأى أن الاتفاق "يمثل تسوية جيدة ونتيجة متوازنة، وسيجنب فرض حواجز حدودية تجارية مع إيرلندا الشمالية"، مشدداً على أن "المملكة المتحدة ستكون دائماً صديقاً مقرباً وشريكاً".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكتب على تويتر إن "وحدة وحزم أوروبا أثمرا"، مضيفاً أن "الاتفاق مع المملكة المتحدة ضروري لحماية مواطنينا وصيادينا ومنتجينا"، وختم بأن "أوروبا تتقدم، ويمكنها أن تنظر للمستقبل موحدة وسيدة وقوية".
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إنها "واثقة" من أن الاتفاق يمثل "نتيجة جيدة" يمكن لألمانيا دعمها.
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي كتب بدوره على تويتر "خبر سار.. تمّ التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة"، مضيفاً أن "مصالح وحقوق الأعمال والمواطنين الأوروبيين مضمونة. وستكون المملكة المتحدة شريكاً وحليفاً محورياً للاتحاد الأوروبي وإيطاليا".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن "وحدة الاتحاد الأوروبي بقيت قوية خلال مسار شاق، وقد تمّت حماية مصالح الدول الأعضاء. يمكننا الآن بناء علاقة متبادلة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تعود بالنفع على الطرفين".
الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وبعد عشرة أشهر من المفاوضات المتعثرة، انتظرا اتفاقاً تاريخياً بشأن علاقتهما التجارية المستقبلية، يسمح لهما بأن يتجنبا في اللحظة الأخيرة "بريكست بلا اتفاق" والذي ستكون عواقبه الاقتصادية وخيمة.
وكان الاتحاد الاوروبي وبريطانيا قد أعلنا في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، التوصل لاتفاق على مجمل قضايا "بريكست". وذلك بعد بيانٍ أوروبي-بريطاني مشترك، ذكر أن "الظروف غير متوافرة لاتفاق بين لندن وبروكسل لمرحلة ما بعد بريكست".