الخوارزميات لتوزيع لقاح كورونا.. كيف تعمل؟
احتج أطباء في مستشفى "ستانفورد" الجامعي في كاليفورنيا على استثنائهم من الحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا، مع بدء الحملة الوطنية للتطعيم في الولايات المتحدة.
واتهم المحتجون الذين رفعوا لافتات كتب عليها "الشفافية" و"حماية الخطوط الأمامية" المسؤولين في الجامعة باختيار أطباء العظام وأطباء الأمراض الجلدية وبعض أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون من المنزل، ليكونوا ممن يأخذون اللقاح أولاً، مع استبعاد العاملين الذين يعالجون المرضى وجهاً لوجه.
وقد ألقى المسؤولون في مستشفى اللوم على النظام الخوارزمي الذي أنشأه المستشفى لتوزيع اللقاح.
مدير فريق الرعاية الإسعافية، تيم موريسون، قال تعقيباً على الأمر: "يبدو أن خوارزميتنا التي عمل علماء لأسابيع على تطويرها لم تعمل بشكل صحيح".
Facing angry doctors, Stanford official tries to explain why vaccine went to others instead.
— Dan Diamond (@ddiamond) December 19, 2020
The algorithm “clearly didn’t work,” he says, as doctors boo + accuse him of lying.
“Algorithms suck!” shouts one protester. “Fuck the algorithm,” says another. (video via tipster) pic.twitter.com/0ScNFeceLx
واعتذرت جامعة "ستانفورد" عن ذلك، ووعدت بإصلاح فوري من شأنه أن يمنح الأطباء الأولوية في الحصول على التطعيم ضد الفيروس.
Our response to the Stanford Medicine health care workforce: pic.twitter.com/Lr9UFm2iHW
— Stanford Health Care (@StanfordHealth) December 19, 2020
كيف تعمل خوارزمية "ستانفورد"؟
اعتبر كثيرون أنَّ لوم النظام الخوارزمي ما هو إلا ذريعة، إذ إن النظام الذي اعتمدته "ستانفورد" يعتمد على صيغة بسيطة على جدول البيانات "إكسل"، على عكس النظم الآلية المعقدة التي تتركز على شبكة الإنترنت.
ويُظهر تفصيل الخوارزمية أن خطأها الحقيقي جاء من مصمّميها، أي إعطاء الأولوية للموظفين على أساس العمر، بدلاً من خطر تعرضهم للفيروس في العمل، وفق ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
استخدمت خوارزمية "ستانفورد" عدداً قليلاً من المتغيرات، بما فيها عمر الموظف ووظيفته. ويحصل الموظف على نقاط معينة في كل من هذه الفئات، وتبلغ أعلى نتيجة إجمالية ممكنة 3.48. وكلما كانت النتيجة عالية، ارتفعت أولوية الشخض في قائمة الأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح أولاً.
ويحصل الأشخاص فوق 65 عاماً أو أقل من 25 عاماً على نقاط إضافيّة، ويحصل الموظف الذي يعمل في وظيفة ثبتت فيها إصابة نصف الموظفين بفيروس كورونا على 0.5 نقطة إضافية فقط، ما يمنح الأولولية للموظفين الأكبر سناً والأصغر سناً، ويضرّ بالأطباء العاملين في الخطوط الأمامية.
ومع بدء الحكومات طرح اللقاح، يتّجه الكثيرون إلى خوارزميات مماثلة وأنظمة تسجيل أخرى، وبدأت العديد من الشركات بالفعل بإجراء مسح لموظفيها، بحثاً عن بيانات يمكنهم استخدامها "للحصول على نتائج نظيفة".
لكنَّ مثال "ستانفورد" يوضح أن الخوارزميات ليست بديلاً من السياسات المدروسة، وأن الأدوات الرياضية البسيطة تصبح كبش فداء لعيوب صنع القرار، بحسب "واشنطن بوست".
وفي الواقع، يمكن أن تؤدي الخوارزميات دوراً مهماً في المساعدة على نحو سريع ومنصف في توزيع الإمدادات المحدودة من اللقاحات لمن هم في أمس الحاجة إليه، فعلى عكس المصممين البشريين، لا يمكن الضغط على الخوارزميات أو ترهيبها أو رشوتها، وهي تطبق القاعدة على الكل، غير متأثرة بأي علاقة شخصية.
ومن الشائع استخدام الخوارزميات في الرعاية الصحية لمنح المرضى أولوية تبعاً لمستوى الخطر، في محاولة لتقسيم الموارد والرعاية بشكل أكثر إنصافاً، ولكن أظهرت دراسة نشرت في مجلة "ساينس" في العام 2019، أن 10 خوارزميات مستخدمة على نطاق واسع لتوزيع الرعاية في أميركا، انتهى بها المطاف إلى تفضيل المرضى من ذوي البشرة البيضاء على المرضى من ذوي البشرة السمراء.
وتبيَّن حينها أنَّ المشكلة تكمن في افتراض مصممي الخوارزميات أن المرضى الذين ينفقون مبالغ أكبر على الرعاية الصحية كانوا أكثر مرضاً، وأنهم يحتاجون إلى المزيد من المساعدة، ولكن على أرض الواقع، فإن الذين ينفقون مبالغ أكبر على الرعاية الصحية أكثر ثراءً، ومن المرجح أن يكونوا من ذوي البشرة البيضاء. ونتيجة لذلك، خصصت الخوارزمية رعاية أقل للمرضى من ذوي البشرة السمراء الذين يعانون الحالات الطبية نفسها التي يعانيها ذوو البشرة البيضاء.
وقال منتقدون إن الخوازميات تتيح لأصحاب النفوذ تجنب تحمل المسؤولية وإلقاء اللوم عليهم، وإن الأشخاص هم الذين يقررون من سيحصل على اللقاح، ويقتصر دور الخوارزمية على تنفيذ إرادتهم.
وبدأت الولايات المتحدة التلقيح بلقاح "فايزر-بايونتيك"، كما منحت السلطات الأميركية ترخيصاً طارئاً لاستخدام لقاح شركة "مودرنا" المضاد لـ"كوفيد-19"، وفق ما أعلنت إدارة الغذاء والدواء، ليُصبح اللقاح الثاني الذي توافق عليه بعد لقاح فايزر-بايونتيك.
وتسجل الولايات المتحدة 19,111,326 إصابة بفيروس كورونا، إضافة إلى 337,066 وفاة.