سعود للميادين: لا يمكن تشكيل حكومة والحريري متمسك بكل شروطه

بعد مرور شهرين على تكليف سعد الحريري لتشكيل الحكومة وتعثر تأليفها، الكاتب اللبناني غسان سعود يقول إن الحريري يكسب الوقت بدون نيّة جدية لتأليفها وأنه متمسك بشروطه.
  • الحريري يصف اللقاء الذي جمعه مع الرئيس عون في قصر بعبدا بالايجابي

قال الكاتب السياسي اللبناني غسان سعود، إن الإيجابية التي تحدث عنها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لم تعكس طبيعة اللقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون.

وأضاف سعود في حديث للميادين أنه لا يمكن التحدث عن تذليل للعقبات أمام التشكيل والحريري متمسك بكل شروطه.

وأوضح أن الإيجابية كانت على المستوي الشخصي فقط، وليس على مستوى النقاشات، مشيراً إلى أن عون كان هو من دعا الحريري ووضع ملاحظاته على التشكيلة التي قدمها الحريري، إلا أنه لم يحصل أي نقاش يدل على ايجابية أو تقدم في مسار التشكيل.

ولفت الكاتب السياسي إلى أن الحريري لا يزال متمسكاً بأكثرية الحقائب الوزارية، وأن يسمّي هو الوزراء للحقائب. وفي المواضيع الخلافية الأساسية لم يكن هناك أي تراجع من جهة الحريري تسمح بالتفاؤل وتشي بقرب ولادة الحكومة.

ورأى أن المشكلة تتمثل بإصرار الحريري على تسمية حتى الوزراء من حصة رئيس الجمهورية.

سعود أشار إلى أن الشعور في القصر الجمهوري هو أن الحريري كان يكسب الوقت بدون نيّة جدية لتأليف الحكومة.

  • سعود للميادين: لا يمكن تشكيل حكومة والحريري متمسك بكل بشروطه

وعن تذليل العقوبات أمام تشكيل الحكومة، قال سعود إنه حتى الآن لا يمكننا الحديث عن تذليل العقوبات، إذ إن الرئيس عون وضع ملاحظاته على تشكيلة الحريري، ووضع عدة مخارج لتكون متوفرة.

وعن ماهيّة الشروط التي يتمسك بها الحريري والتي تعيق تأليف الحكومة أوضح سعود أن الحريري "متمسك أن يكون هو من يوزع الحقائب، بما في ذلك حقائب المسيحيين من حصة رئيس الجمهورية. ومع أنه يمثل أقلية، يصرّ الحريري أن يكون عنده الثلث المعطل، والنصف زائد واحد، وهذا من غير الممكن، إضافة إلى تمسكه بوزارتي الداخلية والعدل".

ورأى سعود أن "الحريري لا يلتزم بأي معايير. وأنه خلال اجتماعه مع عون لم يتنازل عن أي من شروطه"، مشيراً إلى أن الرئيس عون وفريقه اليوم يتنازلون عن وزارة الطاقة، إلا أن الحريري لا يتنازل عن وزارة الداخلية والعدل. وهذ أمر يصعّب تشكيل الحكومة.

هذا واجتمع الحريري، أمس الثلاثاء، مع الرئيس عون في قصر بعبدا، وبعد اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة، تحدث الحريري الى الصحافيين وقال: "إن اللقاء مع عون كان بالفعل إيجابياً، حيث ساد جو من الانفتاح، وتمّ الاتفاق على لقاء ثانٍ الأربعاء، من دون تحديد موعد انعقاده لدواعٍ أمنية، وستحصل لقاءات متتالية للخروج بصيغة تشكيل حكومية قبل الميلاد إن شاء الله".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وكان البطريرك الراعي كشف خلال زيارته يوم الجمعة الماضي للرئيس عون في قصر بعبدا أنه طلب من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إطلاعه على سبب التأخير في تأليفها، وأشار إلى أنه لا يمكن للبنان أن يبقى في ظل حكومة تصريف أعمال.

الرئيس الحريري كان قد قدّم في 9 كانون الأول/ديسمبر الجاري تشكيلة لحكومة جديدة، وقال إن لقاءه بالرئيس عون جرى "في جو إيجابي"، إلا أنه لم يسجل أي خرق في جدار أزمة تأليف الحكومة.

يذكر أن حكومة تصريف الأعمال الحالية استقالت  بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في آب/ أغسطس وأودى بحياة أكثر من 200 شخص وآلاف الجرحى ودمر قطاعات كبيرة من العاصمة اللبنانية بيروت.

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان كان قد حذّر من "خطر يهدد لبنان" في ظل حالة "إنكار اللبنانيين لواقعهم". واصفاً لبنان بأنه يغرق مثل "سفينة تايتانيك تغرق من دون موسيقى"، وفق تعبيره.

المصدر: الميادين نت