"شهيد القدس" على الميادين.. عن قاسم سليماني وفلسطين
منذ توليه منصب قائد "قوة القدس" في العام 1998 خلفاً لأحمد وحيدي، حمل الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني على عاتقه تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. كيف لا وهو قائد قوّة سُمِّيت على اسم عاصمة فلسطين!
"الفارس النبيل"، كما يصفه رفاقه، حضر في كل ساحات المقاومة ضد الطغيان، وكان حضوره الأبرز في فلسطين، من خلال دعم فصائل المقاومة الفلسطينية بكل الأشكال، إضافةً إلى تعزيز حلف المقاومة في دول الطوق لمحاصرة العدو وخنقه.
لم يبخل الشهيد يوماً بتقديم الفكرة والمشورة والتدريب والسلاح والمال، ووضع كامل قدرات قواته بشرياً ومادياً بتصرّف فلسطين وأهلها، بل كانت هذه القضية في صدارة أولوياته.
ولأنّ الميادين على طريق القدس، فإنها ستتناول في وثائقي من 3 أجزاء تحت عنوان "شهيد القدس" مسيرة الشهيد اللواء قاسم سليماني في دعم القضية الفلسطينية ورفدها بكل ما من شأنه تعزيز حضورها في مواجهة العدو.
يبدأ عرض الجزء الأول من الوثائقي اليوم الجمعة عند الساعة 23:00 بتوقيت القدس الشريف، بعنوان "نقل الشرارة".
شهيد #القدس وثائقي يحكي سيرة الحاج #قاسم_سليماني مع فلسطين وأمتها ومقاومتها.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 12, 2021
قاسم سليماني - شهيد القدس في ثلاثة أجزاء يأتيكم الجمعة الساعة 23:00 بتوقيت القدس الشريف على شاشة #الميادين.#وثائقي_الميادين pic.twitter.com/Q1IBUCcBWX
هدف الوثائقي
يقول معدّ الوثائقي الصحافي عباس فنيش للميادين نت: "يوجد شيء لافت في تشييع الشهيد قاسم سليماني في إيران، وهو أن الحاج عمل خلال مسيرته في الكثير من الساحات؛ في الحرب العراقية الإيرانية، في أفغانستان، وفي مكافحة الإرهاب، وبعد ذلك في "قوة القدس"، وفي العراق وسوريا، وربما كان لديه تواصل مع اليمن، لكن هناك علامة فارقة، بمعزل عما رآه الناس من العام 2012 وحتى استشهاده خلال 8 سنوات في سوريا والعراق، تتمثل في أن الساحة الأطول التي عمل فيها ولها، وكان له حضور وتعاون وخبرة فيها، هي ساحة فلسطين".
الفيلم يُظهر، وفقاً لفنيش، "كيف رعى الحاج قاسم مسيرات العودة، وما الهدف منها، وكيف بدأ النقاش حولها، وصولاً إلى الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية ودوره فيها، وأيضاً مراسلته القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقادة الجهاد الإسلامي".
بحسب فنيش، "كان عمل الحاج قاسم عند استلامه قوة القدس مركّزاً على فلسطين لسنوات طويلة، وخصوصاً أن الفترة الأولى في التسعينيات لم تشهد قضايا كبرى في المنطقة، كما حدث لاحقاً في غزو أفغانستان والعراق".
في خبايا الوثائقي تفاصيل عن علاقة الشهيد سليماني بقادة المقاومة ولقاءاته بهم ومضامين هذه اللقاءات وانطباعاتهم عنه، وعن أول إنجاز له في هذا المجال، وهو الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)، وكيفية إنشائه لجنة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية والحرس الثوري، وكيفية حصول التنسيق بين هذه الأطراف وتبادل الخبرات على صعيد التدريبات.
وفي تفاصيل الفيلم، أيضاً، كيف رأى الحاج في "الربيع العربي" فرصة لينطلق من مصر لدعم المقاومة الفلسطينية. وقد شهدت هذه المرحلة "صفقة الأحرار" (شاليط)، التي كان له دور فيها، من خلال إرسال فريق لمساعدة الفلسطينيين في مرحلة التفاوض.
ضيوف الوثائقي
ضمن الوثائقي، سنستمع للمرة الأولى إلى شهادة كل قادة المقاومة الفلسطينية بحقّ الحاج قاسم، وعلى رأسها شهادة تاريخية للقائد محمد الضيف، القائد العام لقوات "القسام"، يمرّ فيها على تاريخ الصراع وكيفية تطور المقاومة ودور الحاج قاسم فيها.
ومن الضيوف أيضاً القائد العسكري العام لسرايا القدس أكرم العجوري، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد نخالة، وأبو أحمد فؤاد وطلال ناجي (الجبهة الشعبية القيادة العامة)، ومسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أسامة حمدان، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، فضلاً عن شهادة لقائد جهادي في "حزب الله" عمل في الملفّ الفلسطيني.
ماذا سيتناول الوثائقي؟
يقول المعدّ إنّ الوثائقي يتناول رحلة الحاج قاسم مع المقاومة الفلسطينية منذ توليه قيادة "قوة القدس" في العام 1998 وحتى استشهاده، ودوره في نموها ودعمه لها وتطويرها والتعاون مع فصائلها.
ورغم أنّ هذه المقاومة منذ انطلاقتها كانت قائمة ذاتياً عندما احتلت "إسرائيل" فلسطين، ومنذ انطلاقة المقاومين الأوائل عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني، ومن ثم المقاومة المسلحة والفدائيين ومنظمة "التحرير" وأبو عمار وبروز "الجهاد الإسلامي" وحركة "حماس"، فإنَّ الفيلم يركز على تاريخ العلاقة بين إيران وفلسطين بعد انتصار الثورة الإسلامية، ودور الحاج قاسم في تطوير المقاومة ورعايتها ودعمها لتصنيع الصواريخ ونقل الأسلحة النوعية، ودوره في حرب 2008 - 2009، وكيفية إنشائه في دمشق غرفة عمليات لفصائل المقاومة وبقائه فيها 22 يوماً مراقِباً وموجِّهاً.
وكان لافتاً بشكل كبير ما قاله إسماعيل هنية في طهران يوم تشييع الشهيد قاسم سليماني، وخصوصاً وصفه الشهيد بصوتٍ عالٍ، ثلاث مرات، بعبارة "شهيد القدس".. وكأنه يؤكّد الفكرة ويؤصّلها، ويحاول أن يوصل الصوت إلى من أرادوا صمّ الآذان وتهميش دور هذا الرجل أو شيطنته.