اندماج المجموعات المسلحة الـ3 الكبرى مع اقتراب الانتخابات في أفريقيا الوسطى
أعلن قادة المجموعات المسلحة الـ3 الكبرى التي تسيطر على الغالبية العظمى من أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى، والتي تشنّ هجوماً في شمال وغرب البلاد، اندماجها وتشكيل تحالف، وفق ما صدر عنها في بيان اليوم السبت.
وذكر البيان، أن أعضاء المجموعات المسلحة قرروا دمج جميع تحركاتهم في كيان واحد، يدعى "تحالف الوطنيين من أجل التغيير"، ووضعه تحت "قيادة موحدة". ودعوا جميع المجموعات المسلحة الأخرى إلى الانضمام.
كما دعا التحالف أعضاءه إلى "التآخي مع جنود القوات النظامية الذين يرغبون في الانضمام إليهم و الاحترام التام لنزاهة السكان المدنيين، مع السماح بحرية تنقل مركبات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني".
ويضم تحالف "الوطنيين من أجل التغيير" الآن مجموعات من "سيليكا" وميليشيا "انتي بالاكا" ضد سلطة الرئيس فوستين أرشانج تواديرا.
وبات هذا التحالف يهدد العاصمة بانغي، بحصار عن بعد، بينما من المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 27 كانون الأول/ديسمبر الجاري، لكن المعارضة تخشى حدوث تزوير واسع النطاق.
وبعد الإعلان عن تشكيل التحالف، اتهمت الحكومة، الرئيس الأسبق فرانسوا بوزيزيه بـالإعداد لـ"محاولة انقلاب وسط الفترة الانتخابية".
وقال المتحدث باسم الحكومة أنج ماكسيم كازاغي، إن "فرانسوا بوزيزيه موجود حالياً في ضواحي مدينة بوسمبيلي، التي تبعد 150 كيلومتراً شمال غرب العاصمة، بغية التوجه مع رجاله إلى مدينة بانغي".
وأضاف "يبدو بوضوح أنها محاولة انقلابية، وتوّد الحكومة التنديد بها في هذه الفترة الانتخابية".
واتهم كازاغي قوات بوزيزيه "باغتيال جبان لثلاثة من رجال الدرك، فضلاً عن مهندس عسكري"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
كما ندد "بالمشروع الانتحاري الذي يتمثل هدفه الوحيد في الطعن في قرار المحكمة الدستورية"، الذي أبطل مؤخراً ترشيح بوزيزيه للانتخابات الرئاسية.
وبالتوازي، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى- مينوسكا - في بيان صدر أمس الجمعة، أن قوات حفظ السلام "في حالة تأهب قصوى لمنع الجماعات المسلحة من تعطيل الانتخابات".
وذكرت مصادر من منظمات للعمل الإنساني والأمم المتحدة أن مجموعات مسلحة استولت على مناطق تقع على المحاور المؤدية إلى العاصمة بانغي.
ويذكر أن الحرب الأهلية دمّرت جمهورية أفريقيا الوسطى، بعد أن أطاح تحالف المجموعات المسلحة "سيليكا" بنظام الجنرال فرانسوا بوزيزيه في عام 2013.
وأدت الاشتباكات بين "سيليكا" و"انتي بالاكا" إلى سقوط آلاف القتلى. ومنذ العام 2018، تحولت الحرب إلى نزاع أقل حدّة في البلاد.