بلحيمر للميادين: الجزائر جاهزة لكل الاحتمالات.. لن نبارك التطبيع ولن نهرول نحوه

الناطق الرسمي للحكومة الجزائرية ووزير الاتصال عمار بلحيمر، يتحدث في مقابلة خاصة مع الميادين عن الداخل الجزائري والتدخلات الفرنسية وتطبيع المغرب لعلاقاته مع "إسرائيل".
  • الناطق الرسمي للحكومة الجزائرية ووزير الاتصال عمار بلحيمر

أكّد الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية ووزير الاتصال عمار بلحيمر، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان ومزال على اطلاع تام بالوضع الراهن، والجزائر لم تتفاجئ بخطوة المغرب في التطبيع مع "إسرائيل"، حيث أن العلاقات الملكية المغربية مع "إسرائيل" ليست وليدة الساعة وإنما تعود لأزيد من 60 عاماً.

وأضاف بلحيمر في مقابلة خاصة للميادين نت "تابعنا الوضع عن كثب ونحن نأخد الأمور بالجدية التي تناسب بلادنا، وكلام الرئيس يعكس موقف الشعب الجزائري كافة وكما قال سابقاً: الجزائر لن تهرول نحو التطبيع ولن تباركه".

وأشار إلى أن "الجزائر كانت وستظل جاهزة لكل الاحتمالات، ونذكر أيضاً أننا على يقين بأن نظام المخزن (المغرب) إن كان يطمح لأن يحقق أهدافاً سياسية من خلال هذا التطبيع أو يغير من موقفنا اتجاه القضايا العادلة فهو واهم".

بلحيمر: لا يمكن لأي دبلوماسي بمن فيهم السفير الفرنسي الحالي تجاهل القواعد

أما بخصوص ما كشفته مصادر موثوقة للميادين عن استياء جزائري رسمي من تحركات السفير الفرنسي بالجزائر، قال بلحيمر إن "هناك أعرافاً دولية وممارسات دبلوماسية متفق عليها يجب على كل تمثيلية أجنبية في أي بلد كان الالتزام بها واحترامها، وإلا عد ذلك من قبل التصرفات غير اللائقة وأصحابها من الأشخاص غير المرغوب فيهم".

ووفق بلحيمر "لا يمكن لأي دبلوماسي بمن فيهم السفير الفرنسي الحالي تجاهل هذه القواعد الأساسية في الممارسة الدبلوماسية وإلا خضع من الدولة المستضيفة للإجراءات السيادية ذات الصلة"، مشيراً إلى أن "احتراماً لهذه القواعد وعملاً بها يمكن لأي دبلوماسي الالتقاء بأطراف رسمية أو بأطراف معارضة مرخصة".

وعن "الحملة الشرسة" التي تستهدف الجزائر، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، إن "عدداً من المفكرين والمختصين استشرفوا ببعد نظرهم الأوضاع الحالية بسيناريوهاتها المتعددة وبخلفياتها التخريبية العميقة".

أما عن موقف الحكومة الجزائرية الرسمي من التحركات الدبلوماسية والإعلامية الفرنسية، ذكّر بلحيمر بمقولة الجنرال الفيتنامي "جياب"، وأشار إلى أنه كان "محقاً" عندما قال إن "الإمبريالية تلميذ غبي لا يتعلم الدروس وهو ما ينطبق تماماً على تصرفات فرنسا حيال الجزائر".

وتابع: "اليوم كما بالأمس نجدد بكل وضوح رفضنا القاطع للطرح الفرنسي لأن مرحلتهم الانتقالية مرفوضة جملة وتفصيلاً لأنها تجلب للوطن الدم والدمار، كما قال الرئيس تبون، ولأن "الشعب الجزائري قابلها بالخيارات الدستورية".

وتابع: "سياسة الجزائر الجديدة الرافضة لأية وصاية أو تدخل أجنبي تزعج ولا تروق من يعنيهم الأمر وفي مقدمتهم فرنسا خاصة في سياق المواقف الواضحة التي أكدها الرئيس تبون عندما أعلن بكل وضوح أن الجزائر تتعامل بندية مع فرنسا وأنها تحترم من يحترمها ومن لا يحترمها لا تحترمه".

بلحيمر: لقد تبنت الدولة الجزائرية مطالب الحراك المشروعة

وفي ذات السياق، اعتبر بلحيمر أن "محاولات بعض الأطراف اللعب على ورقة التهديدات الأمنية" هي واقع تؤكده آخر التطورات بالمنطقة التي تستهدف الجزائر بالذات وهو ما عبر عنه الوزير الأول عبد العزيز جراد، لافتاً إلى وجود "دلائل تشير إلى وجود تهديدات حقيقية على حدود الجزائر التي وصل إليها الكيان الصهيوني".

وأضاف بلحيمر للميادين نت: "لقد تبنت الدولة الجزائرية مطالب الحراك المشروعة بدسترته وبإجراء الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديل الدستوري قاطعةً بذلك الطريق أمام عرابي الفوضى ودعاة الفتن ومهندسي الدمار تحت مسميات براقة كالثورات الملونة والمرحلة الانتقالية".

بلحيمر: البيان الأوروبي مسيء لأصحابه وليس للجزائر

وعن التقرير الأخير للبرلمان الأوروبي حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر اعتبر بلحيمر أن "محتوى وأهداف بيان البرلمان الأوروبي، بل وحتى بعض العبارات التي صيغ بها تكاد تكون نسخة طبق الأصل للتنظيرات والتصريحات التي تطلقها فرنسا وأذنابها ولوبيات المصالح حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر".

وتابع: "زيادة على هذا فإن سياسة الجزائر الجديدة الرافضة لأية وصاية أو تدخل أجنبي تزعج ولا تروق من يعنيهم الأمر وفي مقدمتهم فرنسا"

أما القول بأن "بيان البرلمان الأوروبي مسيء للجزائر" فالبيان مسيء لأصحابه وليس للجزائر، لأنه ببساطة "مبني على الافتراءات"، وفق الوزير الجزائري.

وقال بلحيمر للميادين نت إن "مصلحة الوطن هي القاسم المشترك الذي يجمع الجزائريين والذي يسمو على كافة المصالح وتذوب لأجله كل الخلافات مهما كانت طبيعتها خاصة إذا كان المقصود منها محاولة التأثير على مواقف الجزائر المبدئية والثابتة الداعمة لقضايا التحرر وفي طليعتها القضية الفلسطينية".

تعاطي الرئاسة الجزائرية مع ملف مرض الرئيس تبون

وعن طريقة تعاطي الرئاسة الجزائرية مع ملف مرض الرئيس تبون قال بلحيمر إن رئيس الجمهورية ظهر بالصوت والصورة يوم 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري ليطمأن شخصياً الشعب الجزائري "ومن يعنيه الأمر لغاية أو لأخرى بأنه يتماثل للشفاء وأنه في مرحلة التعافي".

بلحيمر: فرنسا قامت بتجارب دمار الشامل في صحراء الجزائر

وحول ما كشفته جمعية حقوقية فرنسية منذ أيام، ومرصد التسلح عن ملف سري في أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية، الذي يفيد بوجود نفايات مشعة مدفونة في الصحراء الجزائرية، قال بلحيمر إنه يجب التذكير أن "فرنسا الاستعمارية قامت بتجارب دمار الشامل نووية وكيماوية وباليستية في صحراء الجزائر لازالت تخلف ضحايا وأضراراً جسيمة بالإنسان والبيئة إلى اليوم".

بلحيمر: إجراء استفتاء تقرير المصير حول الصحراء الغربية تسنده الشرعية الدولية

وفي ملف الصحراء الغربية الذي طالبت الجزائر من الاتحاد الإفريقي بلعب دوره في حل "النزاع الصحراوي" قال بلحيمر للميادين نت، إن "عدالة قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار عبر إجراء استفتاء تقرير المصير تسندها الشرعية الدولية".

وفيما أشاد بالموقف الروسي من ملف الصحراء الغربية، شدد بلحيمر على أن "روسيا عندما تجدد موقفها الداعم لاحترام الشرعية الدولية تكون مثلها مثل الجزائر تؤكد تمسكها المبدئي بعدالة القضية الصحراوية وباحترام قرارات تقرير المصير لتسوية النزاع في آخر المستعمرات بقارة إفريقيا".

وأشار بلحيمر إلى أن الاتحاد الإفريقي أكّد مؤخراً في قمته الاستثنائية هذا الموقف، داعياً إلى "تمكين الشعب الصحراوي من التمتع بحقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير".