ما أثر انسحاب ساعر من "الليكود" على موازين السياسة الإسرائيلية؟
تشعّبات الأزمة السياسية الاقتصادية داخل "إسرائيل" ازدادت عقب استقالة وزير حزب "الليكود" السابق والقطب في الحزب مؤخراً جدعون ساعر، الأمر الذي أعاد خلط الأوراق وفتح المشهد السياسي على مروحة واسعة من الاحتمالات.
يتفق المراقبون على أن ما بعد تمرد ساعر ليس كما قبله، فبنيامين نتنياهو اعتمد استراتيجية الكتلة الأكبر، فيما اعتمد منافسوه استراتيجية الحزب الأكبر، إلا أن استراتيجية تتنياهو بعد استقالة ساعر باتت على حافة الانهيار.
معلّقة الشؤون السياسية في القناة الإسرائيلية 12، قالت إنه "إذا ما جرت انتخابات الآن، فإن كتلة نتنياهو لن تحصل على 61 مقعداً، وإذا قمنا بإحصائها بأي اتجاه لن يكون لنتنياهو أغلبية لترؤوس الحكومة".
وتُظهر استطلاعات الرأي العام، التي أجريت في 9 كانون الأول/ديسمبر، أنه سيحصل في الانتخابات المقبلة على 15-18 مقعداً، ما يعني أن نفوذ نتنياهو داخل "الليكود" سيتآكل، بعد انشقاق واحد من أبرز قادة الحزب.
ووفق آخر استطلاع أجرته صحيفة "إسرائيل هيوم"، أمس الجمعة، فإن حزب "يمنيا" برئاسة نفتالي بنيت وزير الأمن السابق، هو أكبر الخاسرين بعد انشقاق ساعر عن حزب "الليكود"، وأغلبية الأصوات التي حصل عليها تأتي أساساً من الجمهور الداعم للحزب اليميني الإسرائيلي المتعصب.
فقد شغل ساعر عدة مناصب وزارية في حكومات نتنياهو، وكان يعتبر على نطاق واسع خليفة محتملاً له، ويُعتبر من أبناء حزب "الليكود"، كما حصل على مقعد في "الكنيست" عام 2003 عن كتلة "الليكود" بزعامة أرييل شارون، وكان يبلغ من العمر آنذاك 37 عاماً.
ويتهم زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس نتنياهو، بأنه لا يتصرف إلا وفق مصلحته السياسية الخاصة، ويضع التصدي لمحاكمته المستمرة بالفساد فوق احتياجات الإسرائيليين العاديين، الذين يعانون من صعوبات اقتصادية غير مسبوقة، إلا أن ظهور ساعر على ساحة المنافسة قد تقلب كل تحركات نتنياهو وغانتس، وقد تدفعهم للمحافظة على الاتفاق بشأن الحكم.
وقال محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام، إن خطوة ساعر طبيعية حيث تعرّض في الفترة الأخيرة لانتقادات وتهكمات من داخل حزب "الليكود". وأضاف أنه وفي حال كان انسحابه حاسماً، فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة نتنياهو في الانتخابات أو مطالبته زعيم حزب "أزرق أبيض" للعودة للاتفاق.
وأوضح اللحام أن هذه الانتخابات التي تحدث للمرة الرابعة خلال فترة قصيرة، "ستكون يمين مقابل يمين، وبالتالي نحن أمام مشهد يميني، وهذا اليمين إذا تشكل سيتشكل مع وصول جو بايدن إلى الحكم، وسيؤدي إلى صدام مفترض بين أميركا وإسرائيل حول الملف الإيراني والملف الفلسطيني وغيره من الملفات".