ما الذي يبرر قرار الرباط التخلي عن القدس والقضية الفلسطينية؟
عندما بدأت جولة التطبيع الجديدة مع الاحتلال إلاسرائيلي، كان التبرير المعلن من بعض دول الخليج أن الهدف وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وهو ما لم يحصل مطلقاً. اليوم يطرح الإعلان عن التطبيع بين المغرب والإسرائيليين أسئلة حول مبررات الرباط وأسبابها للقيام بهذه الخطوة، وإذا ما كان الانضمام إلى المطبعين يعني الدخول في تحالف الحرب الذي يضمهم إلى "إسرائيل".
العلاقة بين المغرب و"إسرائيل" ليست بالجديدة، فهي كانت علنية وقائمة على مصالح تجارية وسياسية مشتركة قبل أن تقطع ظاهرياً على الأقل إثر اندلاع الانتفاضة الثانية، والقمع المتزايد الذي مارسه جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، فما الذي اختلف الان ليعود المغرب عن قراره هذا؟
حاولت السلطة في المغرب مخالفة ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التطبيع، بالقول إنها مجرد عودة إلى ما كان قائماً في مكتب الاتصال لتبرير فعلتها، لكنها لم تنجح.
هذا الكلام بالتأكيد قد لا يقنع الكثيرين، وبالأخص الشعب المغربي، فخطوة استئناف العلاقات ستليها حكماً خطوات تطبيعية أخرى رسمها مسبقاً ثلاثي واشنطن تل أبيب والرياض، وتتوج بالانضمام إلى تحالف الحرب ضد محور المقاومة.
الرفض الأول جاء مغربياً، من خلال مواقف شعبية ومنظمات وطنية وهيئات قومية، فبالنسبة إلى المغربيين التطبيع خيانة وفلسطين ستبقى عنوان الدفاع عن الحقوق ومحاربة الاحتلال.
وعليه، كيف يعقل أن حكومة مغربية يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي قد تقبل بمد اليد إلى المحتلين في فلسطين لمصافحتهم من خلف ظهور أحزاب إسلامية فلسطينية مماثلة تتبنى خيار المقاومة؟
الموقف الفلسطيني كان واحداً في رفض الخطوة هذه واعتبارها خطيئة سياسية وخيانة عظمى وتفريطاً بالقدس وفلسطين.
أي ثمن للتطبيع هذا، وما هي حجة الرباط لإعادة استئناف العلاقات مع تل أبيب والانضمام إلى تحالف الحرب الذي ترسم خطوطه النهائية بين الاحتلال وعدد من دول الخليج تحت عنوان مواجهة عدو مشترك لا علاقة للمغرب به.
الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوتي، قال للميادين "نراهن على ردة فعل الشعب المغربي من التطبيع"، مضيفاً أن "الشعب الفلسطيني يدفع ثمن غياب الديمقراطية في العالم العربي".
وأوضح البرغوثي أن "إسرائيل تمكنت من تعميم روايتها في المنطقة من أن العدو هي إيران"،
وقال إن "نحن نثق بالشعب المغربي وعظمته ونضاله وكفاحه الى جانب فلسطين"، لافتاً إلى أنه "نحتاج لسماع رأي الاحزاب المغربية والمجتمع المدني أذا ما كان يقبل بالتطبيع".
البرغوثي اعتبر أن "السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ كبيراً بالعودة إلى التنسيق الأمني"، منوهاً إلى أن "استمرار حالة الانقسام بين فتح وحماس يستخدم ضد الفلسطينيين لتبرير التطبيع".
وشدد على أنه "لو حصل التطبيع مع 20 بلداً عربياً، لن يغير ذلك في مسيرتنا"، موضحاً أن "ترامب يقوم بخطوات لاحراج بايدن بحيث أنه لا يستطيع التراجع عنها، وأميركا تريد الخروج من المنطقة وتحاول إعطاء إسرائيل دوراً أكبر في تحالفها هنا".
#المسائية | ما هي المبررات و الدوافع التي جعلت #المغرب يقدم على خطوة التطبيع مع "إسرائيل"؟ pic.twitter.com/jKt9gA8gEF
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 11, 2020
من جهته، قال المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي خالد السفياني، إن "القدس بالنسبة للمغرب خط أحمر"، مضيفاً "نحن ننتظر لنسمع ما سيقوله حزب العدالة والتنمية في الحكومة حول التطبيع".
وأوضح السفياني للميادين، أنه "المعروف أن حزب العدالة والتنمية داعم لفلسطين لكننا ننتظر موقف ممثلي الحزب في الحكومة"، مؤكداً أن "كل الشعب المغربي موقفه واضح ضد التطبيع ويقاطع المطبعين".
#المسائية | ما الذي يدفع حزب العدالة و التنميّة الإسلامي إلى الموافقة على التطبيع مع الاحتلال؟ pic.twitter.com/CBPunWTUx3
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 11, 2020
بدوره، المنسق العام لتيار فلسطين الحرة الديمقراطية، ميشال شحادة، أكد أن ترامب يعمل على خلق واقع في الشرق الأوسط لافشال بايدن"، مشيراً إلى أنه "إذا كانت إسرائيل غير قادرة على مهاجمة غزة أو لبنان فهل يمكنها مهاجمة إيران؟".
#المسائية | مع بقاء فترة قصيرة لانتهاء ولاية #ترامب، هل ما يقوم به هو فقط خدمة مجانيّة لـ "إسرائيل"؟ pic.twitter.com/eMuzv3gQbV
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 11, 2020