قمة الاتحاد الأوروبي مثقلة بقضايا ساخنة: تركيا وكورونا والمناخ
باشر قادة دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، في بروكسل، قمةً مثقلة بالقضايا تستمر يومين، من مثل خطة الإنعاش لمرحلة ما بعد "كوفيد-19"، وتحديد أهداف المناخ، وإمكانية فرض عقوبات على تركيا.
الملف الحساس المهم خلال المفاوضات هو مسألة العقوبات على تركيا التي هدد الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بفرضها، بسبب أعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها أنقرة في مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان وقبرص.
مسؤول أوروبي أكد لوكالة الأنباء الفرنسيّة أن كل الدول الأعضاء "تدين موقف أنقرة، لكن المصالح تختلف، ويبدو أن المناقشات ستكون صعبة".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "يجب أن نكون منسجمين مع قرارات تشرين الأول/أكتوبر، وأن نستخلص العبر".
وبينما تبدي دول عدة، منها ألمانيا وإيطاليا وبولندا، تحفظاً أكبر، تنصّ مسودة القرارات على نهج يسير على مراحل مع إضافة أسماء جديدة إلى اسمين تتضمنهما لائحة سوداء، بسبب عمليات تنقيب في قبرص وإعلان عقوبات إضافيّة في حال تواصلت نشاطات تركيا.
هل توافق المجر وبولندا على خطة مواجهة كورونا؟
أمّا التنسيق الأوروبي في مواجهة فيروس كورونا، فسيكون مطروحاً على جدول الأعمال بعد الارتفاع الكبير في الإصابات مع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة.
وبعد الوقوف دقيقة صمت على روح الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان، الذي يوصف بـ"مهندس الوحدة الأوروبيّة"، انتقل قادة الدول والحكومات في الدول الـ27 إلى البند الرئيسي، وهو إطلاق خطة الانعاش لمرحلة ما بعد "كوفيد-19" البالغة قيمتها 750 مليار يورو، والتي أقرت في تموز/يوليو الماضي.
EU leaders observed a minute of silence for Valéry Giscard d’Estaing ahead of the start of the European Council. The former French President passed away last week. #EUCO pic.twitter.com/W6bNCVcRv2
— EU Council (@EUCouncil) December 10, 2020
هذه الخطة وميزانية الاتحاد الأوروبي للأعوام 2021-2027 (1074 مليار يورو) تعاني من العرقلة بسبب اعتراض المجر وبولندا اللتين تتهمان بانتظام بعدم احترام "القيم الديموقراطيّة"، فيما تحتجان على آليّة تشترط احترام دولة القانون للحصول على الأموال الأوروبيّة.
ولتجاوز هذه الأزمة، اقترحت ألمانيا التي تتولى الرئاسة الدوريّة للاتحاد الأوروبي تسوية تقوم على إرفاق الآليّة التي لم تتغيّر ببيان "توضيحي" يهدف إلى معالجة مخاوف البلدين، وينص على إمكان رفع شكوى أمام محكمة العدل الأوروبيّة بشأن شرعيّة الآليّة قبل تطبيقها، حتى لو كان ذلك يعني تأخيرها لعدة أشهر.
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أكد أنّهم "على بعد سنتمتر واحد من الحل"، وقال نظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي: "الخلاصات تتضمن خطة واضحة جداً لتجنب أيّ استخدام تعسفيّ للآلية".
أمّا رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، فأوضح أنّه يرغب في التأكد من أن ذلك "لا يغيّر في المعنى السياسي والقانون بشأن التوجيه حول دولة القانون".
المناخ على رأس نقاشات الاتحاد الأوروبي
وقبل يومين من الذكرى الخامسة لإبرام اتفاق باريس حول المناخ، ستكشف الدول الأعضاء عن هدفها الجديد على صعيد انبعاثات الغازات الدفيئة للعام 2030.
ولا يوجد اعتراض على اقتراح اللجنة خفضاً بنسبة 55% على الأقل مقارنة بمستوى العام 1990، فيما الهدف الحالي نسبته 40% فقط.
لكن النقاشات لا تزال حادة بشأن سبل تحقيق ذلك وكيفية توزيع الجهود، حيث ترفض بولندا التي لا تزال تعتمد كثيراً على الفحم تحديد أيّ هدف وطني خشيةً من تبعات اقتصاديّة كبيرة.
الرئيس إيمانويل ماكرون تمنى من جهته أن "نتمكن من التوصل إلى موقف أوروبي واضح وقاطع حول المناخ".
Il y a un an, le Conseil européen adoptait l'objectif de neutralité carbone 2050. À deux jours du cinquième anniversaire de l'accord de Paris, il nous faut, Européens, rehausser notre ambition. Objectif pour 2030 : réduire d’au moins 55% les émissions de gaz à effet de serre.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) December 10, 2020
وبنيّة تجنب فيتو بولندي، قد تكتفي الدول الأعضاء بـ"هدف مشترك يأتي ثمرة جهد يأخذ في الاعتبار الإنصاف والتضامن من دون أهمال أيّ طرف"، بحسب مسودة نتائج القمة التي حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منها.
وقبل 3 أيام من حسم المفاوضات بين لندن وبروكسل للتوصل إلى اتفاق حول علاقاتهما المستقبليّة، سيكون ملف "بريكست" حاضراً أيضاً خلال مأدبة عشاء مع كلمة تلقيها رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أورسولا فون دير لايين، غداة مباحثات أجرتها مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.