مجلس الشيوخ يخفق بمنع عقد صفقة للأسلحة بين أميركا والإمارات
فشل أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون الأربعاء، في محاولتهم منع بيع مقاتلات من طراز إف-35 وطيارات بلا طيار للإمارات العربية المتحدة.
ولم يحصل مشروعا القانونين اللذين قُدّما في هذا الاتّجاه، على الأغلبية البسيطة الضرورية في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه معسكر ترامب.
وقدم السيناتور الأميركي بوب مننديز مشروعي قرار لاعتراض آلية البيع عرضهما للتصويت، وسقطت المحاولة نتيجة تصويت الجمهوريين ضده. وكانت نتيجة التصويت على مشروع المقاتلات: "49 ضد مقابل 47 مع، بينما مشروع الدرونز: 50 ضد مقابل 46 مع".
وكان ترامب هدد بالفعل باستخدام حق النقض الفيتو ضد مشروعي القانونين إذا ما تم تمريرها، ما يعني أن مجلسي الشيوخ والنواب كانا بحاجة إلى حشد أغلبية الثلثين لكسر الفيتو الرئاسي ومنع إتمام الصفقة.
وقال السيناتور الجمهوري روي بلانت، إن بيع الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة يدعم الوظائف الأميركية، ويؤمن "تعزيزاً لأصدقائنا الذين يرون أعداء مشتركين ويعملون بشكل مباشر لتحريك بلادهم ومنطقتهم في اتجاه أفضل بكثير".
ووافق روبرت مينينديز، زعيم الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، على أن "إيران تشكل خطراً"، لكنه قال "لا يزال يتعيَّن علينا أن نفهم بالضبط ما هو التهديد العسكري الذي ستتصدى له طائرات إف-35 والطائرات بدون طيار" في المواجهة مع إيران.
وأشار إلى أن "قطر حليفة الولايات المتحدة التي تخضع لحصار من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تضغط بالفعل من أجل شراء طائرات إف-35"، سائلاً "هل نعتقد حقاً أنه يمكننا بيع هذا فقط للإمارات من دون أن تطرق تلك الدول الأخرى أبوابنا وتبدأ سباق تسلح متطور للغاية؟".
بالتزامن، قال رئيس مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إن "محاولة مننديز هي مضيعة للوقت"، لافتاً إلى أن "الرئيس الأميركي سيستخدم حق النقض الفيتو ضد المشروعين".
كما أعرب مينينديز عن قلقه إزاء اكتشاف شحنات أسلحة إماراتية إلى ليبيا التي تمزقها الحرب، والخاضعة لحظر أسلحة تفرضه الأمم المتحدة، و"بشأن أدلة على سعي الإمارات إلى إقامة علاقات عسكرية مع الصين"، وفق قوله.
أما السناتور راند بول، الجمهوري الذي عادة ما يؤيد ترامب لكنه ينتقد التدخلات العسكرية الأجنبية، فانضم إلى موقف الديموقراطيين، قائلاً "ليس واضحاً ما إذا كان إلقاء تكنولوجيا عسكرية متقدمة في المنطقة هو في الواقع يشجع العلاقات السلمية".
وفي السياق، سأل "هل تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية إذا أساءت الإمارات استخدام هذه الأسلحة المتطورة للغاية؟"، مضيفاً "هل يمكننا الوثوق بأن أشخاصاً شاركوا في حملة قصف لمدنيين في اليمن، سيتصرفون بحكمة أكبر في المستقبل؟".
في غضون ذلك، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، تحدث عن صفقة بيع الأسلحة لتزويد بلاده بطائرات F-35 المتطورة، قائلاً إن "معارضة الصفقة لها دوافع سياسية".
وقال العتيبة في مناقشة عبر الإنترنت استضافها معهد "هدسون" في واشنطن، "من خلال اتفاقيات أبراهام، أعتقد أننا نثبت أساساً أننا نضاعف علاقتنا مع الولايات المتحدة".
كذلك، نقلت "جيروزاليم بوست" قوله: "إننا نشتري أسلحة بأموالنا الخاصة للدفاع عن أنفسنا من تهديد مشترك. نحن نتعاون مع الولايات المتحدة في كل مكان تذهب إليه. لقد عقدنا السلام للتو مع إسرائيل".
السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، قال يوم الاثنين في مقابلة مع قناة "MSNBC"، إن "إسرائيل تعتقد أن الإمارات حليفة في مواجهة إيران، ولا تعتقد أن مبيعات الأسلحة المقترحة للدولة العربية ستخالف التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على تفوق "إسرائيل" العسكري النوعي".
واعتبر ديرمر: "ما يبقيني مستيقظًا في الليل ليس في الواقع بيع F-35 المقترح للإمارات. ما يبقيني مستيقظاً هو فكرة عودة شخص ما إلى الاتفاق النووي مع إيران".
وكانت قضية مقاتلات إف35 التي تسعى أبو ظبي منذ وقت طويل إلى شرائها من واشنطن، قد ألقت بظلالها على اتفاق تطبيع العلاقات الذي وقّعته الإمارات و"إسرائيل" في البيت الأبيض برعاية ترامب.
وسبق لـ"إسرائيل" أن عارضت بيع هذه المقاتلات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ومصر.
في حين، ترغب الامارات منذ وقت طويل في شراء هذه المقاتلات والطائرات المسيرة، لكن "إسرائيل" طالما رفضت ذلك للحفاظ على تفوقها التكنولوجي.