انشقاق داخل "الليكود".. أي تأثير لذلك على مستقبل نتنياهو السياسي؟
في أول انشقاق داخل حزب "الليكود" الإسرائيلي الحاكم، أعلن عضو "الكنيست" جدعون ساعر، "انشقاقه عن الحزب وتأسيس حزب سياسي جديد"، وذلك بحسب ما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية.
الإعلام الإسرائيلي نقل عن ساعر قوله إنه قرر "إقامة حركة سياسية جديدة، والمنافسة على رئاسة الحكومة مقابل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، من أجل استبداله".
ساعر قال خلال مؤتمر صحفي، إن "نتنياهو لا يستطع إعطاء إسرائيل الوحدة والاستقرار"، مضيفاً أنه "لا يستطيع دعم نتنياهو، وأن أمر الساعة هو تغيير سلطته".
ووفق الإعلام الإسرائيلي اتهم ساعر الحكومة بـ"النهب"، مشيراً إلى أن "التركيبة الحالية لن تكون قادرة على إجراء التغيير اللازم".
وأوضح جدعون ساعر أنه "قبل عام حاولت التغيير وترشحت لرئاسة الليكود وخسرت أمام رئيس الوزراء نتنياهو"، لافتاً إلى أنه "في العام الماضي، أدركت أكثر من أي وقت مضى أن الليكود قد غير وجهه وابتعد عن مسار الدولة".
وأكد ساعر، حسب الإعلام الإسرائيلي، أن الليكود أصبح "حركة تملق وأداة ضمن محاكمة رئيس الوزراء"، مشدداً على أنه "لا يمكنني تأييد هذه الظواهر، وأن إسرائيل بحاجة إلى الاستقرار والوحدة ونتنياهو غير قادر على ذلك".
وأعلن موقع "يديعوت أحرنوت"، أن عضوي "الكنيست" يوعاز هندل (وزير الاتصالات) وتسفيكا هاوز (رئيس لجنة الخارجية والأمن) من كتلة "ديرخ إيرتس" أعلنا "الانضمام إلى حزب ساعر الجديد". كما أن رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت، "لا يستبعد أيضاً الانضمام إلى حزب ساعر".
موقع "i24news" قال إن "ساعر ينتهج السياسة نفسها التي يتبعها نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنه "الوحيد الذي تحدى نتنياهو داخل صفوف حزب الليكود الحاكم، وبذلك يواجه نتنياهو أخطر تهديد له داخل الحزب الذي يتزعمه منذ عقد من الزمن".
وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن خطوة ساعر قد "تحطم أحزاب يسار الوسط وتمنع نتنياهو من الحصول على 61 مقعداً في الكنيست".
من جهته، اتهم "الليكود" ساعر بـ"الانجرار لليسار الإسرائيلي"، معتبراً أن "ساعر يغادر لأنه هزم في الانتخابات التمهيدية".
بدوره، قال نتنياهو في مؤتمر صحافي عن وصول لقاحات الكورونا إلى "إسرائيل"، إنه "حين انشغلت بإحضار اللقاحات، ساعر حاول إنقاذ وظيفته السياسية"، معتبراً أنه "ليس هناك أي سبب للذهاب إلى إنتخابات".
وساعر (54 عاماً) من أبرز شخصيات حزب "الليكود" منذ عقد، وشغل عدداً من المناصب الوزارية، وتشكل خطوته "ضربة قاسمة لنتنياهو"، بحسب مواقع إسرائيلية.
وبحسب ما كشفت "القناة 12"، فإن استطلاع رأي انتخابي "أظهر أن حزب جدعون ساعر الجديد سيحصل على 16 مقعداً في حال جرت الانتخابات الآن، مقابل حصول الليكود على 26 مقعداً، يمينا 18 مقعداً، هناك مستقبل 15 مقعداً، القائمة المشتركة 11 مقعداً، ويهدورت هتورا 8 مقاعد، وكذلك شاس 8 مقاعد، أما كل من أزرق-أبيض، وإسرائيل بيتنا، وميرتس، فسيحصلون بحسب الاستطلاع على 6 مقاعد لكل حزب منهم".
ويستمر الآلاف من الإسرائيليين بالتظاهر أمام مقر إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوتيرة شبه أسبوعية منذ أشهر، وذلك احتجاجاً على "عدم استقالته وعلى الفساد السلطوي".
وأشار رئيس الحكومة البديل ووزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، السبت، إلى أنه "من شبه المؤكد أن الكنيست سيحل قريباً وستجرى انتخابات جديدة"، في حين يصر نتنياهو من جهته على أنه "لا داع للانتخابات"، متهماً حزب "أزرق أبيض" بتشكيل حكومة داخل الحكومة.