كيف ستوفّق طهران بين ضرورة الردع والعلاقة مع الإدارة الأميركية الجديدة؟
في تشييع الشهيد محسن فخري زاده وداع ورسالة، خلف جثمان العالم الإيراني وقف من يمتلك القدرة على تنفيذ عملية الثأر، فالرد حتمي وعلى الأعداء انتظاره بتوقيت طهران وفي المكان والمدى اللذين ستختارهما أما العدو فوجهت إليه طهران أصابع الاتهام في يوم التشييع: إنه الموساد ومنافقو الداخل.
إذا الجاني لا يمثّل مفاجأة ولا سيما بعد تهويلات تحالف الحرب من واشنطن وتل أبيب وعواصم التطبيع الخليجي، فتوقيت الجريمة مقصود على يبدو لكون حكومة نتنياهو تستثمر حتى الرمق الأخير المرحلة الانتقالية الأميركية بعد فشل سياسة الضغوط القصوى على طهران.
فهل هي فعلاً سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها ترامب لإِعاقة عمل إدارة بايدن؟ وهل زادت جريمة الاغتيال التعقيدات بوجه بايدن بسبب التغيّرات في الشرق الأوسط؟ وكيف سيواجه تحالف الحرب؟
لكن الحال قبل أربعة أعوام كان أصعب على محور المقاومة، فدمشق وبغداد كسرتا طوق الإرهاب ووجّهتْ له الضربة القاضية في حلب والموصل وجرود لبنان.
والقلق الإسرائيليّ من غزة يتعاظم برغم الحصار، والتحالف السعودي تراجع عن صنعاء إلى حدود مأرب فيما باتت قدرات القوات المسلحة اليمنية تطاول العمق السعودي، أفلا تمثّل إنجازات محور المقاومة عاملاً أقوى من علاقات التطبيع المستجدة؟
وانطلاقاً من ما ورد قال الخبير في الشؤون الإقليمية الدكتور طلال عتريسي إن الخط الأحمر لدى إيران هو عدم إشعال حرب في المنطقة مع حتمية حصول الرد على الاغتيال.
وضمن النشرة المسائية على الميادين لفت عتريسي إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن يسلّم بايدن منطقة ملتهبة في الشرق الأوسط.
وأضاف عتريسي "إذا كانت نية بايدن العودة إلى الاتفاق النووي فعليه إرسال رسائل طمأنة إلى إيران منذ الآن".
#المسائية | هل يمكن القول بأن #طهران تبحث عن رد رادع وذكي في نفس الوقت؟ @TalalAtrissi pic.twitter.com/ZcnfPGyVmP
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 30, 2020
ووفق الباحث والخبير في الشؤون الاسرائيلية عادل شديد فان "إسرائيل تترقب رداً إيرانياً على اغتيال العالم محسن فخري زادة"، مضيفاً أن "إسرائيل تريد ترهيب العلماء الإيرانيين بعد اغتيال فخري زادة".
وأوضح شديد أن استهداف أرامكو لا يشكل حافزاً كبير للسياسات الأميركية طالما أنه بعيد عن "إسرائيل".
كما لفت شديد إلى أن "إسرائيل" تريد من بايدن عدم التدخل في المنطقة أو التدخل لصالحها فقط،
كذلك رأى شديد ان "اتفاقيات التطبيع زادت من أوراق إسرائيل أمام إدارة بايدن".
أما الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني للدراسات الاستراتيجية ديفيد دي روش قال ضمن النشرة نفسها إن بايدن سيواجه تحديات من حلفاء واشنطن إذا أراد رفع العقوبات عن إيران.
#المسائية | هل يمكن اعتبار اغتيال #محسن_فخرى_زاده بمثابة الطلقة الأولى لحرب #ترامب في أيامه الأخيرة على #إيران؟ pic.twitter.com/3NgXUx8TBJ
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 30, 2020