نتنياهو في الرياض...فهل تعلن السعودية "التطبيع"؟
لافتاً جداً كان تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على هامش "قمة العشرين" السبت ، إذ أكّد أنّ بلاده "كانت دائماً داعمة للتطبيع الكامل مع إسرائيل"، مشيراً كذلك إلى أن السعودية "مع صفقة السلام الدائم والشامل التي تفضي إلى دولة فلسطينيّة تأتي قبل التطبيع".
وبعد التطبيع الإماراتي الذي تلاه تطبيع بحريني للعلاقات مع "إسرائيل"، كانت الأنظار متجهة نحو السعودية وعمّا إذا كانت ستعلن تطبيع العلاقات هي الأخرى.
بعد البحرين، أعلنت السودان كذلك عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مصادر في السودان ومصر كشفت أن السعودية ستدفع بدلاً من السودان التعويضات للولايات المتحدة البالغة 335 مليون دولار أميركي. وذلك لتسريع تطبيع االعلاقات بين الخرطوم وتل أبيب.
ووفقاً لتقارير صحافية فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدخل على وجه السرعة، بعد أن وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب شرطاً يقضي بأن يدفع السودان تعويضات لواشنطن. وبعد الدفع، ترامب أعلن رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب مقابل دفع 335 مليون دولار، ووصف الحدث بـ"الخبر العظيم".
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال السفير الأميركي في "إسرائيل"دافيد فريدمان في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" إن السعوديين ساهموا كثيراً في مسألة التطبيع، وتقدموا خطوات هائلة والأمر رهن جدولهم الداخلي، وأمل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في غير مرة أن تدرس السعودية تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، فهل درست الرياض التطبيع فعلاً؟
وسائل إعلام إسرائيلية كشفت اليوم الإثنين عن رحلة سرية إلى السعودية أقلعت أمس الأحد من مطار بن غوريون، وقالت إن نتنياهو وبرفقته رئيس الموساد التقيا ولي العهد السعودي في مدينة نيوم السعودية بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فأن "الطائرة الخاصة التي أقلعت بالأمس من مطار بن غوريون إلى المدينة الساحلة نيوم في السعودية، وعادت منها خلال الليل إلى "إسرائيل"، وقد سبق وأن استخدمها نتنياهو في السابق".
رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، كان كشف أن "السعودية تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية من أجل تقديم هدية للرئيس المنتخب". وبحسب "القناة12" الإسرائيلية، قال كوهين إن "هناك جهداً كبيراً جداً في الساحة السعودية، ضغط كبير، نتمنى أن يولّد شيئاً، مشيراً إلى أن "السعوديين ينتظرون الانتخابات الأميركية لتقديم هدية للرئيس المنتخب".
أتى هذا الكشف، بجسب القناة، على ضوء "الزيارة الخاطفة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي المناوب ووزير الأمن بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة لعقد لقاءات أمنية مع نظيره الأميركي في البنتاغون مارك إسبر".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سمّي بـ "عرّاب التطبيع" في الشرق الأوسط، توقّع في شهر آب/أغسطس انضمام السعودية إلى الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
كما تحدثت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في وقت سابق عن تقرير لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، أشارت إلى أنّه مع بداية التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، فإنّ السعودية معنية بتعاون عسكري واستخباري فيما البحرين وعُمان بعلاقات أمنية وتجارية.
وبحسب تقرير وزارة الاستخبارات، فإن "الاتفاق الناشئ مع الإمارات العربية المتحدة قد يفتح الباب أمام النهوض بالعلاقات مع المزيد من الدول العربية الخليجية، وبالدرجة الأولى (بحسب ترتيب الاحتمالية) سلطنة عُمان والبحرين والمملكة العربية السعودية".
وفيما يخص الانتخابات الأميركية الأخيرة، تساءلت وكالة "رويترز" للأنباء عن سبب ما أسمته "تمهّل" الرياض في تقديم التهنئة لمرشح الحزب الديموقراطي جو بايدن بالفوز في الانتخابات الأميركية رغم تهنئة العديد من زعماء العرب والعالم له.
وقالت الوكالة في تقرير لها، إن "السعودية التي يحتمل أن تخسر أكثر من أي دولة عربية أخرى من فوز بايدن، تمهلت في التعليق على الانتخابات الأميركية، بعد هزيمة الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب، الذي حظي بدعم الرياض لسياساته في الشرق الأوسط، ومعارضته الشديدة لإيران".
وفي وقت سابق، قالت مجلة "فورين بوليسي" إنَّ "محمد بن سلمان راهن بشدّة على إعادة انتخاب دونالد ترامب عندما قدّم ضمنياً الموافقة على قرار نظيره الإماراتي محمد بن زايد توقيع اتفاق "تطبيع" مع إسرائيل"، مشيرةً إلى أنه "إذا فاز جو بايدن، فالموقف السعودي الذي جاء على حساب الإساءة إلى المشاعر الإسلامية على الصعيد العالمي سيجعله يبدو أكثر عزلة".
هذه الدلالات السياسية تشير في مسارها إلى أن السعودية ستتجه إلى إعلان تطبيع رسمي مع "إسرائيل"، وفي مؤشر عملي واضح على تقارب غير معلن سعوديّاً، ورد اسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن قائمة الفائزين بجائزة "أصدقاء إسرائيل" في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.