بوركينا فاسو: إغلاق عدد من مكاتب الاقتراع للانتخابات الرئاسية بسبب "تهديدات"
يدلي الناخبون في بوركينا فاسو اليوم الأحد، بأصواتهم لانتخاب رئيس في أجواء من التوتر، انعكست إغلاق مكاتب اقتراع على خلفية "تهديدات" في بلد لا يزال فريسة لهجمات جهادية متواصلة.
وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية نيوتن أحمد باري "أن عدداً من مكاتب الاقتراع التي فتحت للتصويت شرقاً وفي مناطق أخرى من البلاد أرغمت على الإغلاق بسبب تهديدات"، بدون أن يعطي تفاصيل إضافية عن عددها وطبيعة التهديدات.
كما تحدث في وقت لاحق عن "منع أفراد السكان من المشاركة في التصويت"، معتبراً أنه مع ذلك "بشكل عام الأمور تسير على ما يرام".
وفي أربيندا في شمال البلاد، "لدينا 100 مكتب اقتراع لكننا لم نتمكن من فتح إلا 25"، وفق رئيس اللجنة الانتخابية.
ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر، لحظت اللجنة الانتخابية أن الانتخابات لا يمكن أن تجري في ما نسبته 17,7% من أراضي البلاد، بسبب انعدام سيطرة الدولة على تلك المناطق، من الناحية الإدارية والأمنية.
وأوضح خبير في الشؤون الأمنية في منطقة دوري لـ"فرانس برس"، أنه في بعض مناطق الشمال "ليس هناك انتخابات، وهي ليست أولوية على الإطلاق بالنسبة للسكان الذين يجاهدون أولاً لتفادي التعرض للقتل من جهة ما أو في نزاع ما"، بحسب تعبيره.
وقال الناخب كريستيان كولا عند خروجه من مركز اقتراع في العاصمة "أنتظر الكثير من الأشياء الجيدة لهذا البلد: أولاً رئيساً سيكون على مستوى التحدي الأمني ونواباً سيصوتون على قوانين تسمح بتعزيز التنمية".
من جهته، أكد عبدالله كولا وهو ناخب آخر في واغادوغو، "ننتظر أن يعملوا كثيراً في مجال الأمن. نعلم أنه ليس بالأمر السهل، لكننا نحب أن نرى السلام والوئام بين السكان وأن نتمكن أن نعيش معاً بوفاق".
في المقابل، صعد ديابري وكومبويغو، اللذان يعتبران جديدين على الساحة السياسية، و4 مرشحين آخرين، الضغوط، مشيرين إلى احتمال حدوث تزوير في الاقتراعين الرئاسي والتشريعي، وهددا بعدم "قبول النتائج التي تشوبها مخالفات".
ورأى ديابري أنه من "غير المعقول" أن ينجح طرف "من الدورة الأولى".
ويرجح فوز كابوري، في مواجهة معارضة أخفقت في توحيد صفوفها على الرغم من حصيلة أدائه على الصعيد الأمني التي ينتقدها معارضوه ومراقبون بشدة، معتبرين أنه لا يتحرك في هذا المجال.
وبعدما أدلى بصوته صباح الأحد، في الحي الذي يقطن فيه في واغادوغو، قال كابوري رداً على اتهامات بالتزوير "لا مكان لإثارة الجدل اليوم".
وتشهد بوركينا فاسو البلد الزراعي الغني بالمناجم في منطقة الساحل والذي كان وجهة مهمة للسياح والمنظمات غير الحكومية، أسوأ أوقاتها منذ استقلاله في 1960، فهي غارقة منذ 5 سنوات في دوامة من العنف، مثل جارتيها مالي النيجر.
وأدت الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة بعضها مرتبط بـ"القاعدة" والبعض الآخر بـ"داعش"، ترافقها في بعض الأحيان أعمال عنف بين مجموعات سكانية، إلى مقتل 1200 شخص على الأقل معظمهم من المدنيين.
كما أدت إلى نزوح حوالى مليون شخص يتجمعون في المدن الكبرى، ولم يتخذ أي إجراء محدد ليتاح للنازحين التصويت.
وفي مؤشر إلى التوتر في البلاد، قتل أميركي، السبت، برصاص قوات الأمن أمام معسكر للجيش في واغادوغو.
وفي المناطق المتضررة من ممارسات المسلحين، تؤكد السلطات أنها تنشر قوات الأمن لتأمين الاقتراع، بدون أن تذكر أي تفاصيل أو أرقام.