هل هناك أيادٍ أميركية وراء استهداف المنطقة الخضراء في العراق؟

مع قرار خفض عديد القوات الأميركية في العراق، تمّ استهداف المنطقة الخضراء في بغداد، والمقاومة وصفت العمل الغبيّ والمشبوه.. من وراءه؟
  • أفراد أميركيون عسكريون يحملون جثة زميل لهم قتل في العراق (أ ف ب).

بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر، الثلاثاء، بشكل رسمي عن تنفيذ أوامر الرئيس دونالد ترامب بإعادة تموضع القوات الأميركية وخفضها إلى 2500 جندي في أفغانستان، وإلى 2500 جندي في العراق، بحلول 15 كانون الثاني/يناير المقبل، 5 صواريخ سقطت على المنطقة الخضراء في بغداد أمس الثلاثاء. وقد ذُكر أنّ هذه الصواريخ انطلقت من حي "الأمين الثانية" في منطقة "الألف دار" في بغداد الجديدة.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وتحدثت معلومات عن سماع صوت منظومة "سيرام" الأميركية في بغداد، بعد سماع صوت سقوط القذائف. يشار إلى أن المنطقة الخضراء في بغداد شديدة التحصين، وهي تضم المباني الحكومية وبعثات دبلوماسية أجنبية.

بعد سقوط الصواريخ، كتائب حزب الله العراق أكّدت أن هذه العملية تدل على "الجهل والغباء"، وأنها جاءت للتغطية على خسارة ترامب للانتخابات.

وقالت قيادة العمليات المشتركة: "مع استمرار الحكومة العراقية بتحقيق المكتسبات السيادية، ورفع مستوى مهنية وكفاءة قواتنا الأمنية وجاهزيتها لمجابهة التهديدات الارهابية، وهو ما تكلل بالاعلان عن سحب المئات من القوات الاجنبية من العراق، تصر بعض القوى الخارجة على القانون، وعلى الإجماع الوطني، وعلى رؤية المرجعية الدينية، على إعاقة مسار تحقيق المنجزات السيادية، وتؤكد من جديد رهانها على خلط الأوراق ومحاربة الاستقرار، خدمة لمصالحها ولأهدافها الضيقة البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية". 

وزارة الخارجية العراقية أعلنت اليوم الأربعاء عن اتفاق مع أميركا على خفض وجودها العسكري في العراق إلى 2500 جندي، مع تحديد جدول زمني للانسحاب الأميركي.

وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي في بغداد: "كانت لنا في الفترة الماضية اجتماعات مع الجانب الأميركي لبحث آليات ومخرجات الحوار الاستراتيجي بين الطرفين".

مع قرار خفض عديد القوات الأميركية في العراق، تمّ استهداف المنطقة الخضراء في بغداد. المقاومة وصفت العمل الغبيّ والمشبوه.. فمن وراءه؟

الحاج للميادين: المنطقة الخضراء قصفت لإيجاد مبررات لبقاء القوات الأميركية 

الباحث في مركز الهدف للدراسات كاظم الحاج قال إن "استهداف المنطقة الخضراء هدفه خلط الأوراق لعرقلة خفض عدد القوات الاميركية في العراق".

وفي حديث إلى "الميادين"، اليوم الأربعاء، اعتبر الحاج أن "قصف المنطقة الخضراء هدفه ايجاد مبررات لبقاء القوات الأميركية في العراق، معتبراً أن فصائل المقاومة إذا أرادت إنهاء الهدنة، فإنها تقول ذلك بشكل علني أو تبلغ الحكومة العراقية.

وقال إن الخياران أمام القوات الاميركية هي إما الرضوخ لإرادة الشعب العراقي والانسحاب، وإما مواجهة المقاومة بعد الهدنة، وأضاف: "لن نرى شيئاً من اتفاقية الاطار مع الولايات المتحدة عندما تعرض العراق لتهديدات داعش".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

كلوب: ترامب تحرك للوفاء بالوعود التي قطعها

الباحث في الشؤون الدفاعية لورانس كورب لورانس قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحرك للوفاء بالوعود التي قطعها في حملته الانتخابية بشان خفض عدد القوات الأميركية في العراق.

واعتبر كورب في حديث إلى "الميادين" أن الاطراف التي قامت بقصف المنطقة الخضراء لا تريد رؤية انسحاب القوات الأميركية من العراق، مشيراً إلى أن الإنجاز الرئيسي لترامب في المنطقة هو دفع الإمارات والبحرين إلى التطبيع مع "إسرائيل".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

الرنتاوي: هناك أطراف لديها مصلحة في بقاء القوات الأميركية في العراق

مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، اعتبر أن "الصواريخ التي أطلقت على المنطقة الخضراء غبية أو مشبوهة".

وأكّد الرنتاوي في حديث إلى "الميادين" أن "هناك أطرافاً إقليمية لديها مصلحة في بقاء القوات الأميركية في العراق، وعلى رأسها الدول الخليجية".

الرنتاوي أشار في السياق إلى أن "هناك أطرافاً تريد تصعيد الموقف ضدّ إيران في الربع الساعة الأخيرة من ولاية ترامب".

يذكر أن شبكة "سي أن أن" نقلت توقّعات قادة عسكريين أميركيين بصدور أمر هذا الأسبوع من ترامب، لسحب المزيد من القوات الأميركية من العراق وأفغانستان.

وتحدثت مصادر "سي أن أن"، يوم الإثنين، عن أنّ وزارة الدفاع الأميركيّة أصدرت إشعاراً لبدء التخطيط لخفض عدد القوّات إلى 2500 جندي في كل من العراق وأفغانستان، قبل مغادرة ترامب منصبه في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، في خطوة ستعني في حال حصولها أنّ الولايات المتّحدة ستبقي على كتيبة عسكرية واحدة في كلّ من هذين البلدين، قوامها حوالى 2500 جندي.

 

 

 

 

المصدر: الميادين