روسيا: قرار ترامب سحب قواته من أفغانستان لن يكون له أثر كبير فيها
رأى المبعوث الروسي الخاص لدى أفغانستان، زامير كاوبولف، أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تسريع عملية سحب القوات الأميركية من أفغانستان أخذت أكثر من حجمها، مشدداً على أن هذه الخطوة لن يكون لها أثر كبير في الوضع في البلاد، في وقت كان حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، من أن أي انسحاب متسرّع للحلف من أفعانستان سيكون ثمنه باهظاً جداً.
كابولوف أشار إلى أن ترامب سيسحب جزءاً من قواته، وليس جميعها، وسيبقى هناك 2500 جندي أميركي في أفغانستان، وأضاف أن المسؤولين في كابول يأملون بأن يلغي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن هذا القرار فور توليه منصبه، لافتاً إلى أن خطوة ترامب هدفها خلق المزيد من الضوضاء.
وتوجه الدبلوماسي الروسي في كلامه إلى الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ قائلاً: "هل أدى وجود "الناتو" في أفغانستان إلى تحسين الوضع هناك؟ دعهم يلقوا نظرة فاحصة على أنفسهم في المرآة".
الرد الروسي يأتي بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، كريستوفر ميلر، بشكل رسمي عن تنفيذ أوامر الرئيس دونالد ترامب بإعادة تموضع القوات الأميركية وخفضها في أفغانستان إلى 2500، وفي العراق إلى 2500، بحلول 15 من كانون الثاني/يناير المقبل.
وخلال مؤتمر صحافي، قال ميلر إن الرئيس الأفغاني أشرف غني "تحدث عن قدرات قواتنا من حيث النوع، وليس العدد، وأقول إن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية حلفائنا وشركائنا في العالم"، مضيفاً: "نحن مستمرون في إنهاء المهمة التي بدأناها قبل حوالى عقدين في أفغانستان والعراق، وتلك الحرب التي امتدت لعدة أجيال".
وقال ميلر: "سننهي هذه الحروب ونعيد قواتنا خلال السنوات المقبلة"، مضيفاً أن "القوات المسلحة ملتزمة بحماية الشعب الأميركي وتدعم الحلفاء".
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس دونالد ترامب قد يسحب كل القوات الأميركية من الصومال، في إطار خفض القوات الذي أقرّه من أفغانستان والعراق.
من جهته، وجّه زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ميتش ماكونيل تحذيراً شديد اللهجة إلى حليفه الرئيس دونالد ترامب من مغبّة تسريع وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أو العراق، معتبراً أنّ من شأن إجراء كهذا إعطاء تنظيم القاعدة "نصراً دعائياً عظيماً".
وقال ماكونيل في خطاب في مجلس الشيوخ، أمس الإثنين، إن "عواقب انسحاب أميركي سابق لأوانه قد تكون أسوأ حتّى من انسحاب الرئيس السابق باراك أوباما من العراق في العام 2011، والذي أدّى إلى صعود تنظيم داعش".
وأضاف أنّ انسحاباً كهذا "سيمثّل تخلّياً من جانب الولايات المتّحدة عن حلفائها، وسيفسح المجال أمام حركة طالبان لبسط نفوذها في أفغانستان، وسيتيح لتنظيمي داعش والقاعدة إعادة توحيد صفوفهما في العراق.