رجل "الدبلوماسية الوفية" بعيون سورية وروسية وإيرانية
أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، أنّ وزير الخارجيّة الراحل وليد المعلم كان "قادراً على اجتراح حلول فيها مرونة وموقف صلب بنفس الوقت".
علي أشار في مقابلة مع الميادين اليوم الإثنين، إلى أنّ الوزير المعلم "أمضى 10 سنوات سفيراً لدى واشنطن وكانت تجربة بالغة الأهمية"، مشدداً على أنّه "استطاع قيادة دبلوماسيّة فيها ذكاء وحكمة وشجاعة".
وتحدث علي عن أنّ "كل ما كان يروّج عن سقوط سوريا تمّ فشاله بقيادة الرئيس بشار الأسد ودبلوماسية وليد المعلم"، مشيراً إلى أنّ "جهات كثيرة حاولت تقديم اغراءات للنيل من قامات كبيرة لكن المعلم أثبت امتلاك إرادة صلبة".
#المسائية | علي عبد الكريم علي سفير #سوريا في #لبنان: كل ما كان يروج عن سقوط #سوريا تم إفشاله بقيادة الرئيس الأسد ودبلوماسية #وليد_المعلم. pic.twitter.com/OgtcUDihL3
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 16, 2020
كما شدد السفير السوري في لبنان على أنّ "الموقف الذي اتخذته سوريا كان له حاضنة شعبية على المستوى العربي"، وعلى أنّ بلاده "منفتحة على المبادرات التي تجمع بين سوريا وكل العرب".
السفير السوري روى أنّه التقى الوزير المعلم في وزارة الخارجيّة خلال اجتماع لفريق عمل الوزارة أمس الأحد، مبرزاً أنّ "حضوره الذهني خلال الاجتماع كان قوياً، لذلك كان رحيله مفاجئاً ومؤلماً".
وأضاف علي عبد الكريم علي: "من يعود إلى سوريا يكون قد عاد إلى عروبته، وصمودها وانتصارات المقاومة حقق رؤية واضحة وعميقة للجسم الدبلوماسي للمحور والحلفاء".
كما تطرق علي إلى الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّه "يدرك النجاح الذي حققته المقاومة والدبلوماسيّة، لذلك نجد الخوف لدى حكومته".
#المسائية | الدبلوماسي السابق ألكسندر زاسبيكن : #وليد_المعلم كان أحد الثوابت الأساسية للعلاقات الروسية -السورية. pic.twitter.com/xGOqzStgmA
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 16, 2020
من ناحيته رأى الدبلوماسي الروسي السابق السفير الكسندر زاسبيكن، خلال حديثه مع الميادين، أنّ دور وليد المعلم "كان مهماً جداً لتحقيق أهداف السياسة الخارجيّة لسوريا"، مبرزاً أنّ "العلاقات بين روسيا وسوريا تقدمت بشكل كبير في محاربة الإرهاب ومواجهة العقوبات".
أماني للميادين: المعلم وضع خطوطاً متينة في الدفاع عن بلده وشعب
أمّا الدبلوماسي الإيراني السابق السفير مجتبى أماني، فقال لـ الميادين إنّه "خلال 14 عاماً، وضع الوزير المعلم خطوطاً متينة في الدفاع عن بلده وشعبه".
وأضاف أماني: "كان لوليد المعلم دوراً مهماً في نجاح سوريا في مواجهة الحرب عليها خلال 10 سنوات"، منوهاً بالعلاقات الوطيدة بين دمشق وطهران "منذ انطلاق الثورة الإسلاميّة".
في السياق نفسه، أوضح مجتبى أماني للميادين، أن محور المقاومة داخل المنطقة "متماسك، وأيّ هجوم على جزء منه هو هجوم عليه كاملاً".
#المسائية | الدبلوماسي السابق مجتبى أماني يتحدث عن العلاقة الوطيدة بين #إيران و #سوريا. pic.twitter.com/N2BpLnTtbD
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 16, 2020
يذكر أنّ مجلس الوزراء ووزارة الخارجيّة في سوريا نعا فجر اليوم الإثنين، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة والمغتربين، وليد المعلم، حيث شيّع جثمانه من مستشفى "الشامي" عصر اليوم، ثمّ ووري في الثرى في مقبرة "المزة".
الراحل دبلوماسي مخضرم، من مواليد دمشق عام 1941. درس في المدارس الرسميّة من العام 1948 ولغاية 1960، حيث حصل على الشهادة الثانويّة، ثمّ التحق بجامعة "القاهرة"، وتخرج منها في العام 1963 بشهادة بكالوريوس بالاقتصاد.
التحق بوزارة الخارجيّة السوريّة في العام 1964، وخدم في البعثات التالية: تنزانيا، السعودية، إسبانيا، وإنكلترا. وفي العام 1975، عيّن سفيراً لسوريا في جمهورية رومانيا حتى العام 1980، وعين مديراً لإدارة التوثيق والترجمة في وزارة الخارجيّة من العام 1980 ولغاية العام 1984، ثمّ مديراً لإدارة المكاتب الخاصة من العام 1984 حتى العام 1990.
كذلك عُيّن المعلم سفيراً لدى الولايات المتحدة من العام 1990 حتى العام 1999، ثمّ معاوناً لوزير الخارجيّة مطلع العام 2000، حتى شغل منصب وزير الخارجيّة منذ العام 2006، وتمّت تسميته نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للخارجية والمغتربين منذ العام 2012.