رؤساء أميركيون لم يفوزوا بولاية ثانية.. هل يكون ترامب هو التالي؟

مرت 28 عاماً من دون أن يفشل رئيس أميركي في الفوز بولاية ثانية. اليوم، يواجه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، فهل يكون ترامب هو الرئيس التالي الذي يخسر ولايته الثانية؟
  • هل يكون ترامب الرئيس التاسع الذي يفشل في الفوز بانتخابات تخوله البقاء في البيت الأبيض لـ4 أعوام أخرى؟

منذ تأسيس مكتب الرئيس الأميركي في العام 1789، وخلال 231 عاماً من انتخاب أول رئيس أميركي، حاز اللقب 45 رئيساً.

وبحسب الدستور الأميركي، يحق للرئيس البقاء في منصبه لولايتين كحد أقصى، مدة كل ولاية 4 سنوات. ورغم أن الدستور لا يحدد جنس الرئيس، فإن الرؤساء الـ45 جميعهم كانوا من الرجال.

العديد من رؤساء الولايات المتحدة بقوا في منصبهم لولاية واحدة فقط، سواء لعزلهم من قبل مجلس النواب، أو لتخلي أحزابهم عنهم وعدم ترشيحم لولاية ثانية، أو ببساطة لعدم رغبتهم في الترشح مجدداً بعد انتهاء ولايتهم الأولى.

وهناك 8 رؤساء ترشحوا لولاية ثانية، وخاضوا الانتخابات، إلا أنهم فشلوا في الفوز بإعادة انتخابهم، وهنا نستعرضهم:

جون أدامز (1797-1801) - الحزب الفيدرالي الأميركي

كان جون آدامز ثاني رؤساء أميركا، وأول ساكني البيت الأبيض الذي انطلق العمل ببنائه في العام 1792، وشغل أيضاً منصب النائب الأول لرئيس البلاد عندما تم الإعلان عن المنصب في العام 1789.

خلال فترة رئاسته، انخرط آدامز في شبه حرب مع فرنسا، بعد أن استولت على سفينة تجارية في ميناء مدينة نيويورك، الأمر الذي يعتبره محللون أحد أهم أسباب فشل آدامز في الفوز بولاية ثانية.

جون كوينسي آدامز (1825-1829) - الحزب الديموقراطي الجمهوري

كان آدامز، الابن الأكبر لجون آدامز، ثاني رؤساء الولايات المتحدة وسادس رجل يشغل هذا المنصب.

خلال فترة رئاسته، كانت هناك انقسامات كبيرة في حزبه، الحزب الديمقراطي-الجمهوري، ما منعه من تحقيق تقدم كبير.

انقسم الحزب بعد فشل آدامز الابن في الفوز بإعادة انتخابه، وتحول إلى طرفين هما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري.

بينجامين هاريسون (1889-1893) - الحزب الجمهوري

بينجامين هاريسون، الرئيس الثالث والعشرون للبلاد، فاز بالرئاسة عندما هزم غروفر كليفلاند في العام 1889، لكنه  بعد 4 سنوات، خسر بدوره الانتخابات الرئاسية. والمفارقة أن هاريسون هزم على يد كليفلاند الذي حكم البيت الأبيض لولايتين، لكنهما لم تكونا متتاليتين! 

وليام هوارد تافت (1909-1913) - الحزب الجمهوري

كان وليام هوارد تافت الرئيس السابع والعشرين للبلاد، ورابع الرؤساء الأميركيين الذي يفشل في إعادة انتخابه، رغم أنه الشخص الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي شغل منصب الرئيس ورئيس المحكمة العليا للولايات المتحدة.

كرئيس، قال تافت إنه لن يعين الأميركيين من أصل أفريقي في الوظائف الفيدرالية، وعزل غالبية أصحاب المناصب من ذوي البشرة السمراء في الجنوب، ويعتبره معظم المؤرخين رئيساً عادياً، لأن السنوات الأربع التي قضاها في منصبه كانت غير ملحوظة.

هربرت هوفر (1929-1933) - الحزب الجمهوري

الرئيس الواحد والثلاثون للبلاد. طغى الانهيار الاقتصادي على رئاسته في العام 1929، وواجه ما يعرف بـ"الكساد العظيم" وانهيار سوق الأسهم في العام 1929، وقضى معظم فترة ولايته في محاولة تحسين اقتصاد البلاد.

لم تكن الولايات المتحدة قد تعافت بحلول موعد انتخابات 1932، وخسر أمام فرانكلين دي روزفلت.

جيرالد فورد (1974-1977) - الحزب الجمهوري

جيرالد فورد، الرئيس الـ38 للولايات المتحدة، لم يفشل فقط في الفوز بإعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة لولاية ثانية، بل إنه لم يترشح أيضاً في الانتخابات الرئاسية الأولى، إذ تولّى المنصب عقب استقالة ريتشارد نيكسون، بصفته نائباً للرئيس، على خلفية فضيحة "ووتر غيت".

جيمي كارتر (1977-1981) - الحزب الديموقراطي

جيمي كارتر، الرئيس الـ39 للولايات المتحدة، خسر انتخابات العام 1980 أمام رونالد ريغان. وبذلك، أصبح كارتر وفورد أول رئيسين يفشلان على التوالي في الفوز بإعادة انتخابهما.

جورج بوش الأب (1989-1993) - الحزب الجمهوري

كان جورج بوش الأب، الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، آخر رئيس يفشل في إعادة انتخابه، عندما هزمه "الديموقراطي" بيل كلينتون في انتخابات العام 1992.

وكان بوش مدير وكالة المخابرات المركزية من العام 1976 إلى العام 1980، وشغل منصب نائب رونالد ريغان من العام 1981 وحتى العام 1989، عندما تم انتخابه لتولي منصبه.

خلال رئاسته، شارك بوش في حرب الخليج. وفي العام 2000، انتخب ابنه جورج دبليو بوش رئيساً، وأكمل فترتين كاملتين، قبل أن يتولى باراك أوباما منصب رئيس الولايات المتحدة، ويكمل أيضاً فترتين كاملتين.

وكانت أطول فترة مرت بها الولايات المتحدة من دون أن يفشل رئيس في إكمال ولايتين بين العامين 1932 و 1976.

واليوم، مع إعلان معظم الولايات الأميركية نتائج فرز الأصوات، وفي ظل المؤشرات التي تظهر تقدم المرشح "الديموقراطي" للرئاسة الأميركية جو بايدن، يبدو أن المرشح "الجمهوري" دونالد ترامب ليس بعيداً جداً عن أن يكون الرئيس الأميركي التاسع الذي يفشل في الفوز بالانتخابات التي تخوله البقاء في البيت الأبيض لـ4 أعوام أخرى. 

المصدر: الميادين نت