بوتين يتعهد بالدفاع عن أرمينيا.. ماذا في الخلفيات؟
ردّاً على طلب أرمينيا، أعلنت روسيا أنها ستقدّم المساعدة اللازمة لأرمينيا في حال انتقال الأعمال القتالية إلى الأراضي الأرمنية مباشرةً، فما هي خلفيّات الموقف الروسي؟ وماذا في الأبعاد؟
هل تتدخل روسيا عسكرياً على خط النزاع المستمر بين أرمينيا وأذربيجان؟ مقاربة السؤال تفرض التوقف عند الاستراتيجية الروسية لناحية الدور والحضور في مناطق النزاع القريب منها والبعيد.
في الموقف الروسي المستعد لمساعدة أرمينيا عسكرياً رسائل في أكثر من اتجاه، أولها أميركا. لا شك أن موسكو الحريصة على ما تعدها حدائقها الخلفية في منطقة القوقاز منزعجة من المضايقات الأميركية لها من قرغيزيا إلى روسيا البيضاء، وصولاً إلى كاراباخ وهنا الرسالة الروسية الثانية الموجهة تحديداً إلى تركيا.
فالاتفاقية العسكرية المتعلقة بالأمن الجماعي الموقعة بين أرمينيا وروسيا لا تشمل الإقليم المتنازع عليه، بل تتحدث تحديداً عن "اعتداء خارجي يطال الأراضي الأرمينية مباشرة"، فهل هو تحذير روسي مباشر لتركيا للكف عن التصعيد وتسهيل مسارات السلام؟
لا شك أن في حسابات موسكو أمنها القومي واقتصادها الوطني، وهذا باتت أنقرة تساهم في تهديده من نافذة القوقاز، بالإضافة إلى دورها في الشرق الأوسط الذي لا يريح موسكو بطبيعة الحال وتحديداً في سوريا وليبيا.
وهذا ما يشي به الكلام الواضح الذي قاله فلاديمير بوتين لنظيره التركي، والمتعلق بقلقه البالغ من استمرار الانخراط المتزايد للإرهابيين من الشرق الأوسط في الحرب في كاراباخ.
من المفيد التذكير أن لروسيا قاعدة عسكرية في غيومري ثاني مدينة في أرمينيا، لكن الحسابات تطول في أي خطوة عسكرية للتدخل لا سيما أن ساحة كاراباخ واحدة لكن اللاعبين كثر.
في هذا الإطار، قال الباحث في معهد الدراسات الشرقية أندريه أونتيكوف للميادين إن "روسيا لن تتدخل عسكرياً في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا إذا بقيت محصورة في ناغورنو كاراباخ".
الكاتب والصحافي أندريه اونتيكوف في #المسائية:#روسيا لن تتدخل عسكرياً في المعارك بين #أذربيجان و أرمينيا إذا بقيت محصورة في #ناغورنو_كاراباخ. pic.twitter.com/rtAwYnrN2t
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 31, 2020
أونتيكوف رأى أن روسيا مستعدة لمساعدة أرمينيا بشروط، ومنها إيقاف تعاونها مع الدول الغربية، لافتاً إلى أنه "لا يمكن لروسيا أن تسلم بدور تركيا في القوقاز، وغضب موسكو من ممارسات أنقرة واضح".
وبحسب أونتيكوف فإن ما جرى في ناغورنو كاراباخ خطوة تصعيد من تركيا نحو روسيا، مضيفاً "لا يمكن لأرمينيا أن تهاجم روسيا ومن ثم تطلب مساعدتها".
كذلك، اعتبر أن التدخل الروسي المباشر لصالح أرمينيا "سيكون سلبياً، لذلك تدير موسكو الأمور وفق توازن دقيق".
وهنا أكد الخبير في الشؤون التركية حسني محلي للميادين أن بوتين لا يمكنه المضي بمسارات في القوقاز شبيهة بسوريا، موضحاً أن "صبر الرئيس الروسي نفد من ممارسات تركيا لكن السؤال ما الخيارات المتاحة أمامه للقيام بها؟".
الخبير في الشؤون الشؤون التركية حسني محلي في #المسائية: صبر #بوتين نفد من ممارسات #تركيا لكن السؤال ما الخيارات المتاحة أمامه للقيام بها؟ pic.twitter.com/4kBNLo7FWf
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 31, 2020
كما، سأل محلي "ماذا فعلت موسكو أمام سيطرة أذربيجان على مساحات مهمة في ناغورنو كاراباخ بدعم تركي؟".
وفيما يخص القدرات العسكرية والاستراتيجية، قال الكاتب والباحث في الشؤون السياسية التركية فراس أوغلو، إن هناك فرق واضح بين روسيا وتركيا من حيث القدرات، لافتاً إلى أن "الجو الاستراتيجي الآن يناسب أذربيجان لاستعادة أراضيها".
وأوضح أوغلو أن القوقاز هي جبهة صراع واضحة بين روسيا وتركيا لاعتبارات عديدة، مضيفاً "أن أرمينيا تتحول إلى نقطة متقدمة لفرنسا وأميركا وهذا الأمر ترفضه روسيا وتركيا".