السيد نصر الله: الفكر التكفيري الإرهابي حمته الدول الغربية ولا علاقة للمسلمين بهذه الجرائم
دان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف حادثة مدينة نيس الفرنسية بشدة، وقال إن "المسلمين يرفضونها كذلك الإسلام الذي يحرّم قتل الأبرياء".
واعتبر السيد نصر الله أنه "لا يجوز للسلطات الفرنسية أن تُحمّل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد للإسلام والمسلمين"، لافتاً إلى أنه "لو فرضنا أن مسيحياً ارتكب جريمة فلا يصح أن نُحمّل مسؤوليتها للمسيحيين والدين المسيحي، كما لا يصح الحديث عن الإرهاب الإسلامي والفاشية الإسلامية، واحترام الإسلام كديانة يتطلب عدم استخدام مصطلحات الإرهاب الإسلامي والفاشية الإسلامية".
وأضاف: "لا أحد من المسلمين وصف جرائم الولايات المتحدة وأوروبا في الجزائر وليبيا وأفغانستان بالإرهاب المسيحي، والأعمال الإرهابية وهدم الكنائس والمساجد والآثار إساءة كبيرة للإسلام والنبي، وإذا أساء بعض المسلمين إلى الإسلام فهذا لا يعطي الحق لأي جهة بالإساءة إليه".
كما قال إن "الفكر التكفيري الإرهابي الذي تبنى القتل لمجرد الاختلاف الفكري في منطقتنا حمته الدول الغربية التي قدمت كل التسهيلات للجماعات الإرهابية التكفيرية لمجيئها إلى العراق وسوريا وقدمت لها السلاح، وعلى الغرب أن يبحث أولاً عن مسؤوليته بشأن الجماعات التكفيرية، كما استخدام دول غربية للجماعات التكفيرية يجب أن يتوقف"، مشدداً على أنه "لا علاقة للرسول والأمة الإسلامية بجرائم الجماعات التكفيرية".
وفي السياق نفسه، تابع السيد نصر الله: "الأزمة بدأت عندما بدأت المجلة الفرنسية المشؤومة (شارلي ايبدو) بنشر الرسوم المسيئة للرسول، وبدلاً من معالجة التداعيات يجب على السلطات الفرنسية أن تعالج أسباب الأزمة، ويجب أن تقنع السلطات الفرنسية مسلمي العالم بأن ادعاءها حماية حرية التعبير ادعاء صائب، لكن لدينا شواهد كثيرة بأن السلطات الفرنسية قمعت حرية التعبير في مسائل أقل حساسية من الإساءة للرسول".
وفي مثال طرحه السيد نصر الله على قمع حرية التعبير في فرنسا،قال إن "الفيلسوف روجيه غارودي طرح نقاشاً أكاديمياً حول استغلال الهولوكوست ورغم ذلك حكم عليه بالسجن"، موضحاً أنه "عندما يمس أي شيء بـ"إسرائيل" تقف حرية التعبير في فرنسا والأمثلة كثيرة، وما تستند إليه السلطات الفرنسية في تبرير السماح بالرسوم المسيئة للرسول غير صحيح، وحرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة باعتبارات أمنية وسياسية".
وتمنى "إعادة النظر في مفهوم حرية التعبير خصوصاً عندما تهتك الكرامات"، وقال إن "المطلوب من السلطات الفرنسية معالجة الخطأ وهذا ليس خضوعاً للإرهاب، وفي العالم الإسلامي لا يوجد من يبحث عن عداوات جديدة، والمسلمون يعملون لإبعاد شبح الحروب عنهم، لكن لا يمكن لمسلم في هذا العالم أن يقبل بإهانة نبيّه، حتى الأنظمة التي تبيع وتشتري في بعض قضايا الشعوب لا يمكنها تغطية إهانة نبي هذه الشعوب"، مشدداً على أنه "لا يجب أن تسمح السلطات الفرنسية بهذه السخرية من الرسول".
وأشار إلى أنه "يمكن الأخذ بالاقتراح الذي قدمه شيخ الأزهر حول اعتماد تشريع عالمي لتجريم معاداة الإسلام، الذي يعفي السلطات الفرنسية من الأزمة"، مؤكداً أن "مسؤولية معالجة ما جرى تتوقف اليوم على أداء السلطات الفرنسية".
من جهة أخرى، قال السيد نصر الله إنه "رغم الحرب والحصار والتجويع نجد الجماهير اليمنية تجتمع للاحتفاء بمولد النبي محمد والدفاع عنه. ويجب التوقف عن الدلالات القوية لحضور الشعب اليمني في ميادين الدفاع عن النبي رغم كل الصعوبات"، وأضاف "اليمنيون المحاصرون الغرباء المعتدى عليهم لا يتذرعون بأي شيء ويستمرون بدعم القضية الفلسطينية، وهذا الموقف هو حجة إلهية على كل الصامتين كي يخرجوا عن صمتهم".
وشدد على أنه "يجب أن يتشكل تيار كبير في العالم العربي للضغط في سبيل إنهاء الحرب الظالمة على اليمن وهذا أقل الواجب. وأعظم ما يمكن أن يقدمه مسلم اليوم للنبي محمد هو الوقوف إلى جانب اليمنيين الذين يعشقون هذا النبي".
أما في الملف اللبناني، فقال السيد نصر الله "نأمل أن يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية من تأليف حكومة لبنانية جديدة سريعاً، إذ لا يمكن الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال ومعطياتنا تقول أن أجواء تأليف الحكومة جيدة ومقبولة"، مؤكداً أنه "سنتعاون وسنسهل تأليف الحكومة، والوقت الآن ليس للمناكفات في الداخل اللبناني".