عائلة منفذ عملية نيس: بات متديّناً قبل سنتين ووصل إلى فرنسا عشية الهجوم
وصل إبراهيم العيساوي المشتبه فيه بشنّ هجوم في مدينة نيس إلى فرنسا عشية الاعتداء، وهو أصبح متدنياً قبل سنتين تقريباً، وفق ما أفادت به عائلته المتواضعة الحال، التي تقطن حيّاً شعبياً في محافظة صفاقس وسط تونس.
تجلس والدة إبراهيم وشقيقه في بيتهما المتواضع، يجيبان على أسئلة الصحافيين وعلامات الصدمة والذهول الشديدين بادية عليهما.
والدته قمرة، تحدثت لـ"فرانس برس"، وهي تبكي، قائلة: "عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية".
وأكدت أن ابنها "جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار (حوالى 400 يورو) وأنشأ كشكاً لبيع البنزين"، على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية.
وأضافت أن ابنها إبراهيم بدأ يلتزم الصلاة ويرتاد المسجد خلال السنوات الأخيرة، "منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحداً من أبناء الحيّ".
وتابعت أن ابنها حاول الهجرة بطريقة غير قانونية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك. وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر أخبر العائلة إنه عمل في قطف الزيتون.
وأشارت إلى أنه قبل أن يتعلم الصلاة "كان يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات.. كنت أقول له لماذا تنفق أموالك ونحن محتاجون"، وكان يجيبني "إن هداني الله فسوف يهديني لروحي".
بدوره، قال شقيقه ياسين "هذا غير عادي"، مبدياً استغرابه من سرعة وصول شقيقه إبراهيم الذي يبلغ من العمر 21 عاماً فقط، وقيامه بالهجوم.
وأبلغ ابراهيم العائلة بوصوله الأربعاء الماضي إلى فرنسا للبحث عن عمل.
وشرع القضاء التونسي التحقيق مع أفراد عائلته. وقال المتحدث القضائي التونسي محسن الدالي لـ"رويترز"، الخميس إن "المشتبه به التونسي في هجوم نيس بفرنسا يدعى إبراهيم العويساوي"، مشيراً إلى أنه "لم يكن مصنفاً كمتشدد قبل أن يغادر تونس". وقال مصدر بالشرطة الفرنسية إن "العويساوي غير مصنف كمتشدد في فرنسا أيضاً".
وقُتل في هجوم الخميس في إحدى كنائس كنيسة جنوب شرق فرنسا رجل وإمرأة بطعنات بالسكين على يد ابراهيم العيساوي الذي صرخ "الله أكبر". فيما توفيت امرأة أخرى متأثرة بجروح بالغة أُصيبت بها، في حانة قريبة لجأت إليها.