واشنطن تتجه لنقل قواتها من ألمانيا إلى مناطق قريبة من الحدود الروسية
أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن واشنطن تعتزم تعزيز حضورها العسكري في شرق أوروبا، بسبب ما وصفه "بالتهديدات من جانب روسيا".
وفي كلمة ألقاها أمام المجلس الأطلسي في واشنطن أمس الثلاثاء، قال إسبر إن بلاده نريد تقليص حضورها العسكري في ألمانيا فقط، ولكن ليس في أوروبا بشكلٍ عام، "ونحن بحاجة إلى إعادة نشر القوات، لأننا نعلم بالتهديدات المرتبطة بروسيا التي يواجهها حلفاؤنا".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى نقل القوات باتجاه الشرق"، موضحاً أن الحديث يدور حول تعزيز التواجد العسكري الأميركي في دول البلطيق وبولندا وبلغاريا ورومانيا.
إسبر تابع أن "الإدارة الأميركية تدرس نقل فوج المدرعات الثاني الذي يضم 4.5 ألف عسكري من ألمانيا إلى دولة أقرب من روسيا"، مشيراً إلى أن "هناك إمكانيات لنشره بشكلٍ دائم في رومانيا أو بلغاريا أو دول البلطيق".
جاء ذلك في معرض تعليقه على القرار الأميركي السابق بتقليص عدد القوات في ألمانيا، وإعادة نشرها في المنطقة، والذي تمّ الإعلان عنه في 24 حزيران/يونيو الماضي.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس كان قد شدد على "أهمية" وجود القوات الأميركية في ألمانيا لأمن الولايات المتحدة وأوروبا على السواء، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على خفض هذا الوجود العسكري إلى النصف.
وكان ترامب أوضح في وقت سابق سبب قراره بسحب نحو 12 ألف جندي أميركي من ألمانيا. وقال في 30 تموز/يوليو الماضي إن لدى ألمانيا مستحقات لم تدفعها لـ"الناتو"، مضيفاً أن "برلين تدفع سنوياً لموسكو مليارات الدولارات مقابل الطاقة، ومن المفترض في المقابل أن نؤمن لها الحماية من روسيا".
ورأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في قرار واشنطن سحب نحو 12 ألف جندي أميركي من ألمانيا، تأكيداً لاستمرار التزام أميركا تجاه "الناتو" وأمن أوروبا.
وفي السياق، لفت إسبر إلى أن إدارة الرئيس ترامب "نجحت في جهودها للدفع بالحلفاء في الناتو نحو زيادة النفقات الدفاعية، لتصل إلى 2% من ناتجها المحلي الإجمالي".
وأضاف: "منذ العام 2016 وحتى الآن، زاد حلفاؤنا في الناتو من النفقات الدفاعية بمقدار 130 مليار دولار، بفضل قيادة الولايات المتحدة"، متوقعاً أن يزداد هذا الرقم إلى أكثر من 400 مليار دولار بحلول العام 2024.
كما لفت إلى أن 9 دول من أعضاء الناتو أوصلت نفقاتها الدفاعية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي حتى شهر حزيران/يونيو الماضي، فيما كان عددها 5 دول فقط في بداية ولاية ترامب.
من جهة ثانية، أعلن إسبر أنه سيزور مع وزير الخارجية مايك بومبيو الهند الأسبوع المقبل، "لتعزيز التحالف في مواجهة الطموحات الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".