فوز المرشح المدعوم من أنقرة في الانتخابات الرئاسية بشمال قبرص

المرشح المدعوم من تركيا أرسين تتار، الذي يؤيد حلاً بإقامة دولتين في قبرص يفوز في الانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، على خصمه مصطفى أكينجي، المؤيد لإعادة توحيد قبرص على شكل دولة فدرالية.
  • مرشح أنقرة إرسين تتار يحقق فوزاً مفاجئاً في الانتخابات الرئاسية بشمال قبرص

حقق المرشح "القومي" أرسين تتار، المدعوم من تركيا فوزاً مفاجئاً في الانتخابات الرئاسية لشمال قبرص على حساب الرئيس المنتهية ولايته.

ورحبت أنقرة ترحب بفوز مرشحها، حيث حاز تتار الداعي إلى إقامة دولتين في الجزيرة المتوسطية المنقسمة، على نسبة 51,74% من الأصوات، متقدّماً على مصطفى أكينجي، المؤيد لإعادة توحيد قبرص على شكل دولة فدرالية.

وصوّت سكان "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، اليوم الأحد، في اقتراع لاختيار رئيسهم في دورة ثانية من انتخابات، والتي تأتي في ظل التوتر في شرق المتوسط ويتواجه خلالها الرئيس المنتهية ولايته أكينجي والمرشح المدعوم من تركيا تتار.

وحلّ أكينجي الذي يقيم علاقات مضطربة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في المرتبة الثانية في الدورة الأولى بحصوله على قرابة 30 بالمئة من الأصوات، بعد القومي تتار، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، والذي نال أكثر من 32%.

وأشارت النتائج الأولية إلى تنافس محموم بين المرشحين.

وأغلقت مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، ودُعي حوالى 199 ألف ناخب للتصويت من أصل أكثر من 300 ألف نسمة في شمال قبرص. وبلغت نسبة المشاركة 61%.

وقبل تصويت الأحد، نال أكينجي دعم المرشح توفان إرهورمان، الذي حلّ ثالثاًَ في الجولة الأولى.

وجرت الانتخابات في أجواء من التوتر الشديد بسبب ملف التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط، خصوصاً بين أنقرة وأثينا الحليفة الرئيسية لجمهورية قبرص المعترف بها دولياً والتي تمارس سلطتها على ثلثي الجزيرة المنقسمة.

فبعد عمليات التنقيب التي قامت بها تركيا قبالة سواحل شمال قبرص، أُثير مجدداً الخلاف هذا الأسبوع بعد تجديد إرسال سفينة تنقيب تركية إلى المياه التي تطالب اليونان بالسيادة عليها. وندد قادة الاتحاد الأوروبي بـ"استفزازات" تركيا التي تخضع لتهديدات بفرض عقوبات أوروبية عليها.

ومصطفى أكينجي اشتراكي ديموقراطي مستقلّ يبلغ من العمر (72 عاماً) ويؤيد توحيد الجزيرة بصيغة دولة اتحادية، وتخفيف روابط الشمال مع أنقرة. أما تتار (60 عاماً) القومي فيؤيّد حلاً بدولتين.

وبعد الإدلاء بصوتهما، قال أكينجي إنه يأمل أن يستذكر القبارصة الأتراك هذه الانتخابات "كاحتفال بإرادة الشعب"، بينما أشار خصمه إلى أهمية إقامة علاقات جيدة مع تركيا.

وتعتبر أنقرة "جمهورية شمال قبرص التركية" حجر زاوية في استراتيجيتها للدفاع عن مصالحها في شرق المتوسط، وتراقب عن كثب الانتخابات وقد كثّفت مناوراتها لدعم تتار.

وتسبب حفل تدشين قناة تحت الماء تربط شمال قبرص بتركيا، إضافة إلى فتح شاطئ مدينة فاروشا الشهيرة التي أمست مدينة مقفرة منذ انقسام الجزيرة وتطويقها من جانب الجيش التركي، بتوجيه اتهامات لتركيا بالتدخل في الانتخابات، وكذلك إثارة غضب عدد كبير من القبارصة الأتراك على رأسهم أكينجي.

وتقول المحللة في جامعة "شرق المتوسط" في شمال قبرص أوزموت بوزكورت، إن "القبارصة الأتراك ليسوا سعداء باعتبارهم تابعين لطرف آخر أو بكونهم يُلامون على الدوام أو يُحتقرون".

وجاءت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء "كوفيد-19" لتفاقم الوضع. وموّلت أنقرة بناء مستشفى يضمّ مئة سرير في شمال قبرص لمواجهة الوباء.

وحصلت قبرص على استقلالها عن بريطانيا في العام 1960. غير أن القوات التركية غزتها في العام 1974 رداً على محاولة انقلابية لربطها باليونان.

وأحيا أكينجي لدى وصوله إلى الحكم عام 2015، الآمال بالتوصل إلى اتفاق سلام، لكن المحادثات الرسمية الأخيرة باءت بالفشل عام 2017.

وتجمع القبارصة اليونانيون، أمس السبت، قرب المنطقة العازلة للمطالبة بإعادة أراضي الشمال، مؤكدين أن قبرص "يونانية".

المصدر: وكالات