الاتفاق بين بغداد وأربيل حول سنجار.. من الرابح؟
ردود فعل متباينة من الأحزاب العراقية حول الاتفاق بين بغداد وإقليم كردستان العراق بشأن قضاء سنجار. أحزاب رأت الاتفاق مثالياً لإعادة الاستقرار في القضاء، وقالت إنه يجب تعميم التجربة على مناطق أخرى من البلاد. بينما وصف محمد البياتي عضو تحالف الفتح ما حصل في سنجار الاتفاق بأنه "خضوع وخنوع لدولة كردستان غير المعلنة".
وينص الاتفاق على اختيار إدارة محلية جديدة لقضاء سنجار وتسلم الشرطة المحلية للملف الأمني، بالإضافة إلى تعزيز هذا الملف بتوظيف 2500 عنصر أمني جديد وإخراج أيّ جماعات مسلّحة، ومن بينها منظمة حزب العمال الكردستاني التي تصنفها تركيا بأنها إرهابية من القضاء.
وسائل اعلام عراقية نشرت وثائق تبين تفاصيل الاتفاق بشأن قضاء سنجار الذي أبرم، وبحسب الوثائق التي عرضتها "السومرية نيوز"، تضمنت الوثيقة أن تتولى الشرطة المحلية وجهازا الأمن الوطني والمخابرات حصراً مسؤولية الأمن في داخل القضاء، ويتم ابعاد جميع التشكيلات المسلحة الاخرى خارج حدود قضاء سنجار.
وتضمنت كذلك تعزيز الأمن بالقضاء من خلال تعيين 2500 عنصر ضمن قوى الأمن الداخلي في سنجار مع ضمان اشراك عادل للنازحين في المخيمات من أهالي القضاء.
في #التحليلية
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 12, 2020
لماذا يوجد جدل واسع وتباين بما يخص الاتفاق بين #أربيل و #بغداد حول سنجار؟ pic.twitter.com/sxm5HW88Xv
المتحدّث باسم رئيس الوزراء العراقي أحمد ملا طلال أعلن في 9 تشرين أول الجاري، إبرام رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي اتفاقاً مع إقليم كردستان، بشأن سنجار وصفه بـ"التاريخي".
وقال في تغريدة على "تويتر"، إن الاتفاق "يعزز سلطة الحكومة الاتحادية في سنجار وفق الدستورِ على المستويين الإداري والأمني"، وينهي "سطوة" من وصفها بالجماعات الدخيلة، مشيراً إلى أن الاتفاق يمهد لعودة أهالي المدينة بالتنسيق مع حكومة الإقليم.
السيد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي@MAKadhimi رعى اليوم إتفاقًا تأريخيًا يعزز سلطة الحكومة الاتحادية في سنجار وفق الدستور، على المستويين الإداري والأمني، وينهي سطوة الجماعات الدخيلة، ويمهد لإعادة إعمار المدينة وعودة أهاليها المنكوبين بالكامل، وبالتنسيق مع حكومة أقليم كردستان.
— احمد ملا طلال (@AhmadMullaTalal) October 9, 2020
الاتفاق جاء بعد عقد الكاظمي اجتماعاً مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان الجمعة، وتمّ الاتفاق خلاله على إعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة.
كذلك أكّد رئيس الوزراء العراقي أن "التأخر في إعادة الاستقرار إلى سنجار، كان على حساب الأهالي الذين عانوا بالأمس من عصابات داعش الإرهابية، ويعانون اليوم من نقص الخدمات"، متعهداً بأن "تبذل الأجهزة الحكومية قصارى جهدها لأجل المضي قدماً في البحث عن المختطفات والمختطفين الإيزيديين".
كلام الكاظمي عن الاتفاق جاء بعد إعلان الحشد الشعبي إحباط هجوم لفلول تنظيم "داعش"، في محافظة صلاح الدين العراقية، مراسلنا أوضح أن قوات "اللواء 41" في "الحشد"، تصدت للهجوم في منطقة تل الذهب جنوب سامراء.
وفي 26 آب/ أغسطس الماضي، كان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق، ديفيد كوبلي، أعلن أن الولايات المتحدة تحث تركيا والعراق للتفاوض لحل كافة الخلافات المتعلقة بوجود أنصار حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وقال كوبلي خلال إحاطة إعلامية "نود أن تعمل تركيا والعراق معاً لحل المخاوف بشأن وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. من المهم احترام السيادة العراقية، لكن من المهم أيضاً الاعتراف بالمصالح الأمنية الخاصة لتركيا".
وأوضح أن "أفضل طريقة لحل كل هذه المشاكل هي أن يعمل الجانبان معاً، وأضاف "نأمل أن نتمكن من لعب دور ما في تعزيز هذا الموقف بحيث يؤدي إلى الاستقرار ويلبي مصالح الجانين".
كلام كوبلي جاء بعدما اخترقت طائرات تركية، الأجواء العراقية، ونفذت ضربات أسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين في قضاء سنجار غربي مركز محافظة نينوى، شمالي العراق.