حمدوك: العقوبات الأميركيّة تهدد الانتقال الديمقراطي في السودان
اتهم رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك، الولايات المتحدة بـ"تهديد مسار الانتقال إلى الديمقراطية"، عبر إبقاء بلده مصنفاً على "قائمة الدول الراعية للإرهاب".
حمدوك قال في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيل تايمز" نشرت اليوم الأحد، إن العقوبات "تشلّ اقتصادنا، نحن معزولون عن العالم، وإزالتنا من القائمة ستغيّر المعطيات"، منبهاً إلى "عدم وجود ضمان لاستمرار الديمقراطية حتى الانتخابات المقررة في 2022".
واعتبر حمدوك أنه "من غير العادل معاملة السودان كدولة منبوذة بعد مرور أكثر من عقدين على ترحيل أسامة بن لادن خارجها وإطاحة السودانيين في نيسان/أبريل 2019 بنظام عمر البشير الذين استضافه".
حمدوك أوضح أن "السودانيين لم يكونوا قط إرهابيين، النظام السابق هو من فعل ذلك"، مشيراً إلى أن "عمليات الانتقال دائماً ما تكون مضطربة، فهي ليست خطيّة ولا تسير جميعها في اتجاه واحد".
كما نفى حمدوك ما يُشاع عن تطبيع مرتقب للعلاقات بين السودان و"إسرائيل" مقابل شطبه من القائمة، مبرزاً في هذا السياق أنهم في الحكومة الانتقالية يريدون التعامل مع المسارين "بشكل منفصل".
EXCLUSIVE @ft INTERVIEW with Abdalla Hamdok, Sudan’s prime minister https://t.co/8A5Kuk5d4v via @financialtimes
— david pilling (@davidpilling) October 11, 2020
وفيما يتعلق بتوقيع اتفاق سلام مع جماعات متمردة مؤخراً، قدّر رئيس الوزراء السوداني أنّه سيكون لذلك "أثر إيجابي على الاقتصاد المنهار. ويعود ذلك أساساً إلى خفض موازنة الجيش من 80% إلى نسبة تتراوح بين 10 و15% من الموازنة، لأن السودان لم يعد يعيش ضمن اقتصاد حرب".
من جهة أخرى، كشف حمدوك أنّه أجرى نقاشات مع المحكمة الجنائيّة الدوليّة "حول إمكانية محاكمة البشير أمامها"، مشيراً إلى "احتمال إنشاء محكمة مختلطة في السودان من قضاة المحكمة الدوليّة وآخرين سودانيين".
لكنه اعتبر أنّ "أفضل خيار هو إصلاح النظام القضائي السوداني ليتولى المسألة".
يذكر أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على السودان عام 1993 على خلفية إيوائه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بين عامي 1993 و1996.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، أجرى مفاوضات خلال أيلول/سبتمبر الماضي مع وفد أميركي في الإمارات لرفع اسم السودان من "قائمة الإرهاب"، في ظل حديث مصادر متعددة عن أنّ المقابل سيكون التطبيع مع "إسرائيل" بعد التطبيع الإماراتي البحريني.