"وول ستريت جورنال": أمير الكويت الجديد لن يرضح للضغوط للتطبيع مع "إسرائيل"
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الإمارات العربية المتحدة ستمارس الضغط على أمير الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
ونشرت الصحيفة تقريراً ذكرت فيه أن الكويت ستواجه ضغوطاً لتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل"، بعد وفاة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقالت الصحيفة إن إمارة الكويت سارت على مدى عقود في طريق محايد في العديد من الصراعات المستعصية في الشرق الأوسط. لكن وفاة الأمير صباح تضع خليفته الأمير نواف الأحمد الصباح أمام معضلة تتعلق بالقيام بالتطبيع مع "إسرائيل" من دون تحقيق دولة للفلسطينيين أم عدم قيامه بذلك.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن أميرها الراحل الشيخ صباح الذي توفي يوم الثلاثاء كان دبلوماسياً مخضرماً ظل ثابتاً بدعمه للفلسطينيين حتى بعد تراجع دعم الدول العربية لرؤيتهم لدولة مستقلة.
وأضافت الصحيفة أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين كل من الإمارات والبحرين مع "إسرائيل" وضعت ضغوطاً على العديد من الدول العربية بما في ذلك الكويت.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد لقائه في البيت الأبيض مع نجل الصباح الأكبر الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، وهو وزيرلدفاع سابق والمرشح القوي كي يكون ولي العهد، أن الكويت ستكون الدولة التالية للتطبيع. وبعد أسبوع من تصريحات ترامب، شدد رئيس الوزراء الكويتي في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة أن السلام مع الفلسطينيين يجب أن يسبق تطبيع العالم العربي لعلاقاته مع "إسرائيل".
ورأت الصحيفة أنه، بعكس معظم جيرانها، يجب على الكويت أن توازن بين الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة، الضامن الأمني الأعلى لها، والعلاقات السلمية التي تحتفظ بها مع جارتها إيران وكذلك مع الرأي الشعبي المؤيد للفلسطينيين الذي تدعمه وسائل الإعلام المحلية والبرلمان وكلاهما من بين الأقوى في المنطقة.
فقد صادق مجلس النواب الكويتي، الثلاثاء، على تعيين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً جديداً لدولة الكويت. وأعلن الحداد العام لمدة 40 يوماً. ونقلت الصحيفة عن أمير كويتي بارز توقعه أن تضغط السعودية والإمارات على الكويت لتتبع خطهما في قضايا المنطقة التي التزم فيها الأمير الراحل بالحياد.
لكنه قال إن الأمير الجديد مرتبط بالقرارات الكبرى التي اتخذها الأمير الراحل وهو ليس ممن يدعو إلى التطبيع مع "إسرائيل". وقال إن الكويت تريد موقفاً محايداً فهي لن تؤيد أو تثني على ما يحدث (من اتفاقات تطبيع) لكنها لن تنتقده أيضاً.
وسيبدأ الأمير الجديد على الفور مناقشات لتعيين مسؤولين في مناصب رفيعة بالإضافة إلى تعيين ولي عهد جديد. وقد تستغرق هذه العملية أسابيع أو حتى شهور. إذ أن اختيار ولي العهد له أهمية كبيرة، خاصة وأن الأمير الجديد يبلغ من العمر 83 عاماً.
ومن أبرز المرشحين لهذا المنصب الشيخ ناصر الصباح نجل الأمير الراحل البالغ من العمر 72 عاماً، وكذلك رئيس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد البالغ من العمر 79 عاماً.
وقالت الصحيفة إن الاتصالات السرية بين الدول العربية و"إسرائيل" انتشرت في السنوات الأخيرة، لكنها بدأت أخيراً تتطور إلى التطبيع. فبعد دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، يفكر السودان علانية في تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، لكن من غير المرجح أن تحذو السعودية حذوهما قريباً، نظراً للتوترات على مستوى الأسرة الحاكمة هناك، لكنها قد تدفع الدول الأخرى التي لديها نفوذ فيها للقيام بذلك.
وقال بدر السيف، أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت، في حين أن الجيران قد يدفعون الكويت ليروا ما يمكنهم التوصل إليه، لكننا "لسنا دولة تتغير بين عشية وضحاها. الأمر لا يعمل على هذا النحو. هناك مسار". وأضاف أنه بالنظر إلى الرأي العام الكويتي القوي المعارض للتطبيع، "فلن يطلق أي حاكم جديد النار على قدمه بفعله هذا".
وقال كبير العائلة المالكة إن مثل هذه الخطوة ستتطلب إخماد الرأي العام تماماً وبالتالي هي غير ممكنة.
وقال الأمير البارز إن التحرك نحو التطبيع يعني إغلاق باب النقاش العام، وهذا غير عملي. وأوضح أن أولويات الأمير الجديد، بعد اختيار ولي العهد، ستكون الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، والتركيز على الأولويات المحلية مثل مكافحة الفساد وإنعاش الاقتصاد الذي يعاني بسبب الدين العام وانخفاض أسعار النفط وانتشار فيروس كورونا.
وقد حاول الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد تعزيز مقاربته للسياسة الخارجية وتوسط من دون جدوى لحل الحصار على قطر. وقام برعاية كادر دبلوماسي من الأمراء والتكنوقراط.
ورأت الصحيفة أن الخطر هو أن الأمير الجديد سيستسلم للضغط السعودي والإماراتي ويزيد التوتر مع إيران. ونقلت عن يوئيل جوزانشي، المدير السابق لوحدة الخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، قوله إن تطبيع الكويت مع "إسرائيل"، كونها واحدة من أقوى دول الخليج في دعم الفلسطينيين، سيعزز قبول المنطقة لليهود.
ترجمة بتصرف: الميادين نت