أرمينيا "غير مستعدة" لمفاوضات سلام مع باكو تحت إشراف روسيا
صرح رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أنه في حالات محددة يمكن استخدام إمكانيات القاعدة العسكرية الروسية الموجودة في أرمينيا.
وقال باشينيان في تصريحات خلال لقائه مع ممثلين عن الإعلام الروسي، إن "القاعدة العسكرية الروسية رقم 102 المتمركزة في أرمينيا تعدّ بمثابة عنصر مهم لأمن الجمهورية".
وحول ما إذا كانت يريفان تدرس إمكانية استخدام القاعدة لتحييد التهديدات في سياق الأعمال العدائية الحالية في ناغورنو كاراباخ على وجه الخصوص، مع الأخذ في الاعتبار نشاط تركيا؛ أجاب قائلاً "القاعدة العسكرية الروسية هي جزء لا يتجزأ من النظام الأمني لأرمينيا، ويجب استخدام إمكانيات القاعدة في مواقف محددة".
واعتبر أن بلاده غير مستعدة لمفاوضات سلام مع باكو تحت إشراف روسيا.
كما رأى باشينيان أن عقد أي قمة مع أذربيجان وروسيا لن يكون مفيداً في ظل "الأعمال العدائية المسلحة"، وفق تعبيره، موضحاً "نبحث في إمكانية توقيع اتفاق دفاع مشترك أو اتفاق شراكة استراتيجية مع ناغورنو كاراباخ".
وأضاف، "هل هذا هو الوضع الحالي؟ من الواضح أنه ليس كذلك"، مشيراً إلى أنه "قد ينشأ موقف عندما تكون هناك حاجة لاستخدام إمكانيات القاعدة".
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الأرمينية بأن طائرات إف 16 ومسيّرات تركية تنفذ غارات شمال إقليم ناغورنو كاراباخ، مضيفةً أنها تملك تسجيلات صوتية لحوارات بين طيارين أتراك فوق إقليم ناغورنو كاراباخ.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية آرتسرون هوفهانيسيان "أذربيجان تشن غارات جوية في الاتجاه الشمالي لخط التماس، وتستخدم طائرات تركية من دون طيار، وقد تم رفع مقاتلات "أف16" متعددة الوظائف التابعة للقوات الجوية التركية في السماء، ويعمل العدو من بعيد، دون الدخول إلى منطقة عمل أنظمة الدفاع الجوي، وتستخدم صواريخ جو - أرض بعيدة المدى".
وزارة الدفاع الأرمينية لفتت إلى أن "إعلان أذربيجان تدمير المنظومة الدفاعية لصواريخ إس 300 لا يتوافق مع الواقع".
ونشرت وزارة الدفاع الأرمينية صوراً للطائرة الحربية التي أسقطتها مقاتلة من طراز "إف 16" تابعة للجيش التركي في المجال الجوي لأرمينيا.
فبحسب الوزارة فإن المقاتلة التركية انطلقت من مطار مدينة كنجة الأذربيجانية، وسجلت أجهزة التحكم ذلك على عمق 60 كم باتجاه أراضي أذربيجان،وحلقت على ارتفاع 8200 متر.
وفي وقت سابق أكدت السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، أن مقاتلة تركية من طراز "إف-16" أسقطت مقاتلة أرمينية من طراز "سو-25" في المجال الجوي لأرمينيا.
بدورهما نفت كل من أنقرة وباكو خبر إسقاط الطائرة الأرمينية، ونقلت "رويترز" أن مسؤولين تركيين نفيا خبر إسقاط طائرة "إف-16" تركية لطائرة حربية أرمينية، كما نفته بدورها وزارة الدفاع الأذربيجانية.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن قواتها تمكنت من تطويق مجموعة من العسكريين الأرمن على خط التماس في ناغورنو كاراباخ.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية صباح اليوم، عن تدمير منظومة صواريخ "إس-300" تابعة للقوات الجوية الأرمينية في كراباخ.
وأوضحت أن المعارك مع القوات الأرمينية أدت إلى مقتل وجرح 2700 من عناصر هذه القوات.
يأتي ذلك بعدما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحاته، وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات.
وقال أوغلو إن أنقرة ستقوم بما يلزم إذا طلبت أذربيجان الدعم العسكري منها.
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون التصريحات التركية حول كاراباخ "خطيرة"، وقال إنه وسيجري محادثات مع الرئيسين الروسي والأميركي حول الإقليم.
وتنتشر القاعدة العسكرية الروسية في مدينة كيومري بمنطقة شيراك بأرمينيا، وفقاً لاتفاقية عام 1995 بين الدول وفي عام 2010، تم تمديد فترة ولايتها حتى عام 2044.