لماذا تسعى "إسرائيل" لتعطيل صفقة تزويد الجزائر بطائرة "سو 57" الروسية؟

سعي "إسرائيل" إلى تعطيل صفقة شراء الجزائر للطائرات الحربية الروسية من الجيل الخامس، ليس هدفه تحقيق التفوق الإسرائيلي في المنطقة، بحسب صحيفة "الشروق"، وإنما الضغط على الدول الرافضة للتطبيع، وذلك من خلال معاقبة الجزائر بإفشال صفقة طائرات الـ"سو 57".
  • طائرة "سو 57" الروسية

جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تأكيده على رفض التطبيع مع "إسرائيل"، منتقدراً المهرولين نحو تل أبيب، "ليزيد من الضغط على هذا المحور، الذي استفاد من صمت الكثير من زعماء الدول العربية والإسلامية"، وفق تبون.

صحيفة الشروق الجزائرية ذكرت أن "موقف الجزائر لم يزعج فقط الدول المطبعة، بل أربك المعني الأول بالتطبيع وهي "إسرائيل"، التي تسعى إلى الانتقام من الجزائر على موقفها هذا، وتجلى ذلك من خلال تسريب الإعلام الإسرائيلي معلومات تستهدف الجزائر ضمنياً، تتحدث عن قرار تل أبيب تفعيل قرار ينص على منع تقنية التصنيع الحربية الإسرائيلية على أوكرانيا"، مقابل إقدام روسيا على منع نقل أو بيع تقنيتها إلى "أعداء إسرائيل".

وأضاف أن ذلك "في وقت روسيا وأوكرانيا في نزاع كبير، بسبب إلحاق روسيا لأجزاء من أوكرانيا، التي تستفيد من التقنية الإسرائيلية في تطوير صناعة السلاح الروسي ومنها طائرات الميغ، في حين أن روسيا تبيع عتادها العسكري إلى "أعداء إسرائيل"، وعلى رأسهم الجزائر".

تسريب الإعلام الإسرائيلي لم يتحدث عن الجزائر مباشرة، واكتفى بالحديث عن "أعداء إسرائيل"، وقد يفهم البعض على أن الأمر يتعلق بإيران، التي توجد في حرب كلامية دائمة مع الاحتلال الإسرائيلي.

الصحيفة لفتت إلى أن العارفين بخبايا الصراع الجزائري الإسرائيلي، يؤكدون أن المسألة تتعلق بالجزائر، التي توجد في حرب صامتة مع تل أبيب منذ عقود، لاعتبارات تاريخية وقومية وعقدية (ما تعلق بالاحتلال).

ووفق تلك التسريبات، بحسب الصحيفة، فإن الهدف من وراء تفعيل قرار منع التقنية الإسرائيلية على أوكرانيا، هو تأجيل تسليم روسيا طائرات الجيل الخامس "سو 57"، وهي الطائرة الوحيدة التي بإمكانها مواجهة أحدث طائرة أميركية من الجيل ذاته، وهي طائرة "آف 35"، التي لا توجد في حوض المتوسط إلا في "إسرائيل" وإيطاليا، بعد توقيف الصفقة مع تركيا في أعقاب شرائها المنظومة الدفاعية الروسية المتطورة، الـ"آس 400".

وتابعت أن حصول الجزائر على طائرة الجيل الخامس الروسية "سو - 57"، يعني تحقيق التوازن مع "إسرائيل" التي تحوز على "أف 35" الأميركية، في الوقت الذي تقود فيه الجزائر لواء رفض التطبيع مع تل أبيب، الأمر الذي يضعف موقع الدول المطبعة، التي ربطت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع "إسرائيل"، بحصولها على هذا الطراز المتطور من المقاتلات الأميركية، والتي تبين فيما بعد أن تل أبيب ورغم ذلك ترفض تلك الصفقة، لأنها تحقق التوازن في سلاح الجو، بين دولة عربية و"إسرائيل".

"الشروق" أشارت إلى أن التسريبات الواردة في الإعلام الإسرائيلي، تفيد بأن تل أبيب تضغط على موسكو، ليس من أجل إفشال صفقة طائرات الـ"سو 57" بين الجزائر وروسيا، لأن ذلك من المستحيلات، بالنظر لخصوصية العلاقات الجزائرية الروسية في مجال التسليح (90 بالمائة من السلاح الجزائري مصدره روسيا)، وإنما تأجيل تلك الصفقة إلى عام 2025، وهي المدة التي يمكن لـ"إسرائيل" الحصول على سلاح آخر يتفوق على طائرات الجيل الخامس الروسية.

سعي "إسرائيل" إلى تعطيل صفقة شراء الجزائر للطائرات الحربية الروسية من الجيل الخامس، ليس هدفه تحقيق التفوق الإسرائيلي في المنطقة، بحسب صحيفة "الشروق"، وإنما الضغط على الدول الرافضة للتطبيع، وذلك من خلال معاقبة الجزائر بإفشال صفقة طائرات الـ"سو 57" أو تأجيلها، حتى لا يدفع الموقف الجزائري المتشدد من التطبيع مع "إسرائيل"، الدول المترددة إلى تحطيم المسار الذي بدأته مؤخراً الإمارات العربية والبحرين، وهو ما لا تتمنى تل أبيب وواشنطن وقوعه.

العارفون بخبايا الصراع الجزائري الإسرائيلي يتحدثون عن عقدة إسرائيلية من الجزائر، وفق الصحيفة، وأن عمرها عقود، بدأت بالحرب العربية الإسرائيلية في 1967 و1973، وانتهت بفشل "إسرائيل" في قصف اجتماع إعلان الدولة الفلسطينية في نادي الصنوبر غرب العاصمة، في عام 1988، رغم الترتيبات والتحضيرات العسكرية المكثفة التي سبقت هذا الاجتماع من قبل تل أبيب، وهو ما يجعلها تترصد دوما لرد الاعتبار.

المصدر: جريدة الشروق الجزائرية