مواجهة افتراضية في الأمم المتحدة بين الصين وأميركا
دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ، العالم إلى "رفض التسييس والتهميش" على خلفية فيروس كورونا المستجد، معتبراً أن التضامن الدولي هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة.
وفي كلمته المسجّلة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا قادة العالم إلى تبني "مفهوم الأسرة الكبيرة... وتجنب الوقوع في فخّ صدام الحضارات"، وذلك بعد أن شنّ نظيره الأميركي دونالد ترامب هجوماً حاداً على الصين في خطابه.
لكن الرئيس الصيني أكّد لقادة العالم أن ليس لبلاده أي نية "هيمنة أو توسع أو (توسيع) مجال النفوذ".
وقال إن "الصين ليس لديها نية خوض حرب باردة" مشيراً إلى "واقع أن بكين مؤيدة لمنظمات دولية مثل منظمة التجارة العالمية"، ومشدداً على "الحوار من أجل تجاوز الخلافات وعلى التفاوض لحل النزاعات".
ترامب: على الأمم المتحدة محاسبة الصين على أفعالها
من جهته، قال الرئيس الأميركي دوناد ترامب، في كلمة مسجلة عبر الفيديو في البيت الأبيض، إن على الأمم المتحدة "محاسبة الصين على أفعالها"، مشيراً إلى "أزمة كوفيد-19"، فيما تجاوزت الولايات المتحدة عتبة 200 ألف وفاة بالوباء.
واتهم ترامب بكين بالسماح لفيروس كورونا الذي كرر وصفه بأنه "فيروس صيني"، "بالخروج من الصين وإصابة كل العالم مع بدء انتشار الفيروس".
وقال "حظّرت الصين الرحلات الجوية الداخلية فيما سمحت للطائرات بمغادرة البلاد".
وأضاف أن "الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية، التي تسيطر عليها الصين تقريباً، أعلنتا خطأً أنه لا يوجد دليل على انتقال الفيروس بين البشر"، ليبرر انسحاب الولايات المتحدة من هذه الوكالة الأممية.
Today, President @realDonaldTrump delivered remarks to the 75th @UN General Assembly. #UNGA pic.twitter.com/hwwhc7S9Ss
— Department of State (@StateDept) September 22, 2020
سفير الصين في الامم المتحدة يرفض اتهامات ترامب
ولم تسمح كلمة الرئيس الصيني شي جينبينغ المسجلة بالفيديو له بالرد على ترامب مباشرة، لكن سفير الصين في الأمم المتحدة تشانغ جون، أعلن "رفض" بلاده هذه "الاتهامات التي لا أساس لها" متهما ترامب بـ"نشر فيروس سياسي".
وقال للصحافيين "في وقت يحارب المجتمع الدولي بشدة كوفيد-19، تنشر الولايات المتحدة فيروساً سياسياً هنا في الجمعية العامة".
وأكد شي في كلمته التي ألقاها أمام لوحة جدارية ضخمة لسور الصين العظيم أن "الصين لا تنوي الدخول في حرب باردة"، داعياً إلى "عدم تسييس مكافحة كوفيد-19".
ودعا بدون أن يسمي الولايات المتحدة، إلى "إنهاء عقلية الكتل والمناورات التي لا تجدي نفعاً".
غوتيريش يحذر من "الانقسام الكبير"
في مواجهة هذا المناخ الذي يوتر العلاقات الدولية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "الانقسام الكبير بين أكبر اقتصادين" في العالم، ملقياً كلمته التي افتتح بها الجلسة أمام قاعة شبه فارغة في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وقال بصدد الخصومة المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة "هذا اتجاه خطير جداً، للغاية"، داعياً العالم إلى القيام بكل ما من شأنه "تجنب حرب باردة جديدة".
كما قال "لن يتحمل عالمنا مستقبلاً يقسم فيه أكبر اقتصادين الكوكب إلى نصفين، لكل منه قواعده التجارية والمالية وشبكة الإنترنت وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي".
كذلك، قال أمام قاعة الجمعية العامة شبه الخالية في نيويورك إنه في مواجهة وباء "كوفيد-19"، يتعين على العالم "وضع حد للنزاعات 'الساخنة'"، في حين تشهد مناطق عديدة من العالم حروباً ونزاعات على الرغم من حالة الطوارئ الصحية.
وأضاف غوتيريش "حان الوقت لإعطاء دفع جديد للسلام والمصالحة. أدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، تحت قيادة مجلس الأمن، من أجل تحقيق وقف عالمي لإطلاق النار بحلول نهاية العام".
Today, I appeal for a new push by the international community to make a global ceasefire a reality by the end of this year.
— António Guterres (@antonioguterres) September 22, 2020
We have 100 days. The clock is ticking.#UNGA https://t.co/LMUAzkgBRc pic.twitter.com/4O6RqJHSxb