كيف سيتصدى محور المقاومة لتحالف الحرب القديم المتجدّد؟
على الرغم من مرور 38 عاماً، لا تزال مشاهد الذبح والقتل والاغتصاب ماثلة في ذاكرة من نجوا من مجزرة "صبرا وشاتيلا" ومن عايشوها.
حوالي 3 آلاف معظمهم من الفلسطينيين، من الأطفال والنساء والشيوخ ذبحوا خلال 48 ساعة، كما يروي الناجون.
تواطؤ عربي ودولي سهل للإسرائيليين جريمتهم التي عززت مسيرة الخيانة بالتزامن مع انطلاق المقاومة اللبنانية.
المتواطىء نفسه حينها، بات اليوم جزءاً من محور الحرب بسلوكه، درب "التطبيع الأسرلة"، يقابله محور للمقاومة يهدف لتحرير الأرض ورفض الهيمنة.
توسع حلف الحرب الإسرائيلي، ليشمل دولاً خليجية، أدخلت نفسها في دائرة الخطر بإعلانها تواطؤا بقي سريا لسنوات.
فكيف يحمي محور المقاومة نفسه في مواجهة الأسرلة؟ ومن أجل ماذا باع البعض قضية العرب الأولى بعدما فقد نعمة الأمن؟
عام 1982 بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان، تجسدت بشاعة الاجتياح بمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، ليعلن بعدها قيام جبهة المقاومة اللبنانية (جمول).
براً وجواً وبحراً، بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بغطاء أميركي.
الهدف المعلن هو إبعاد منظمة التحرير الفلسطينية مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود لتكون المستوطنات بأمان من صواريخ المقاومة الفلسطينية لكن أرييل شارون وزير الأمن الإسرائيلي حينها أصر على الوصول إلى بيروت.
اجتياح إسرائيلي للأراضي اللبنانية بكامل العتاد. قوات الاحتلال دمرت وقتلت وأجبرت معظم سكان الجنوب على النزوح تحت وطأة ضربات لا تفرق بين أهداف عسكرية ومدنية.
القرار بالمواجهة والمقاومة وعدم الاستسلام أشعل الشرارة الأولى لجبهة المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال. مقاومة شاركت فيها أحزاب ومنظمات لبنانية وفلسطينية وسورية تحت راية واحدة.
وسط الحصار الإسرائيلي للمدينة، انطلقت المقاومة من العاصمة بيروت بإمكانيات بسيطة وتصميم صلب وقررت محاربة الاحتلال فأخرجته من بيروت أول عاصمة يحتلها الاسرائيليون بعد اتفاق "كامب ديفيد" الذي دشن زمناً بدا فيه الاستسلام خياراً للكثيرين.
المقاومة اللبنانية أجبرت الاحتلال على الانسحاب من الأراضي اللبنانية على مراحل إلى أن دحرته بالكامل عام 2000 من دون اتفاقات ولا شروط.
في تلك المرحلة تأسست النواة الأولى لمقاومة لبنانية ضد مشاريع الاحتلال والاستعمار لتشكل اليوم جزءاً أساسياً من محور مقاوم يمتد على طول الخارطة العربية والإسلامية.
في سياق متصل، قال الأكاديمي حبيب فياض إنّ فلسطين يجب أن تبقى العنوان والمبتدأ والخبر.
وأضاف فياض للميادين "مجزرة صبرا وشاتيلا شكلت أكبر عملية استنهاض لنا في مواجهة إسرائيل".
كما أشار إلى أنّ معالم المؤامرة واضحة من بعض العرب منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان. ولفت إلى أنه كان هناك تواطؤ عربي وغربي مع الاحتلال الاسرائيلي خلال مجزرة صبرا وشاتيلا.
وأشار فياض إلى أنّ "الأنظمة التي طبعت مع إسرائيل ستلقى محاسبة من قبل الشعوب العربية".
في #المسائية الدكتور حبيب فياض يسلط الضوء على التواطؤ العربي والغربي مع الاحتلال الاسرائيلي خلال مجزرة #صبرا_وشاتيلا pic.twitter.com/aZEeOEj9zI
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 16, 2020
من جهته، ذكر الخبير العسكري واصف عريقات، للميادين أن "عام 1982 قاتلنا لوحدنا من فلسطين وسوريا ولبنان ولم يقف معنا أحد".
وتابع: "أن نكون على الهواء من مكان مجزرة صبرا وشاتيلا فهذه رسالة استنهاض".
كما أكد عريقات أنّ الحلف الذي يواجه المحتل للأرض هو حلف يرعب الآخرين، مشيراً إلى أنّ "الاتفاق الاماراتي البحريني مع اسرائيل هو اتفاق مصالح يخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
عريقات شدد على أنّ "الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وطني إنساني تحرري".
في #المسائية الخبير العسكري واصف عريقات يؤكد أن الإتفاق #الإماراتي #البحريني مع "إسرائيل" هو اتفاق مصالح يخدم نتنياهو pic.twitter.com/KqxpmHCQg0
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 16, 2020
بدوره، قال الأسير المحرر أنور ياسين إنّ الالتزام بالقضية ساهم بتوفير السلاح للمقاومة والحرية هي التي تحفظ هذا السلاح.
وأشار ياسين للميادين إلى أنّ الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وطني إنساني تحرري.
#الأسير المحرر أنور ياسين يشرح طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني في #المسائية pic.twitter.com/6Y2QCdfiMN
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 16, 2020