"التطبيع الأسرلة" بتوقيت باهت.. ما هي انعكاسته على الاستقرار في دول الخليج؟

على هامش "التطبيع الأسرلة"، تبرز الحقائق في حديقة البيت الأبيض. في الشكل والمضمون، هو اتفاق باهت يتيم يغيب عنه العالم، والموقعون دول وظيفية لا قرار لها تعلن علاقاتها السرية تاريخياً مع الاحتلال.
  • حانت لحظة إعلان بعض الأنظمة الخليجية عن علاقات سرية مع تل أبيب تعود إلى 50 سنة خلت

بعد صخب كبير، جاء التوقيع على الاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي من دون أن تحظى مراسيم "التطبيع الأسرلة" الإماراتي البحريني بزخم دولي، في غياب زعامات الدولتين المطبعتين.

المشهد بدا أقرب إلى تلميع صورتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل استحقاقات انتخابية مقبلة.

حانت لحظة إعلان بعض الأنظمة الخليجية عن علاقات سرية مع تل أبيب تعود إلى 50 سنة خلت، وعن تعاون وتنسيق ترسخ في السنوات الأخيرة، والشواهد على ذلك كثيرة، آخرها دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دول الخليج إلى حل خلافاتها للتركيز على مواجهة إيران.

وفيما يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران بهجوم أكبر بألف مرة من أي رد على اغتيال الشهيد قاسم سليماني، حرص بومبيو في الدوحة على الإشادة بأدوار لقطر في المنطقة، من بينها استقرار غزة وخفض التوترات في سوريا ولبنان.

كان ذلك تمهيداً منه للإفصاح عن دور وظيفي جديد لا يحتمل استمرار تنازع دول الخليج العربية، وهو توسيع تحالف الحرب الإسرائيلي ضد إيران ومحور المقاومة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اعترف بتحديات تواجههم في 6 ساحات، فعن أي ساحات يتحدث كوخافي؟ هل هي خارطة امتداد محور المقاومة؟

منذ إعلان التطبيع، والتطبيل إعلامياً جارٍ على قدم وساق، سعياً لتسويق الخيانة، إلا أن كل تلك العنتريات الإعلامية غابت عن حفلة التطبيع الإماراتية البحرينية.

في التسابق على إرضاء البيت الأبيض، غاب ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وبالمثل فعل ملك البحرين حمد بن خليفة، فهل خشي هؤلاء تذكر العرب صورة لهم مخزية مع صديقهم وحليفهم نتنياهو أم أن المانع للظهور هو الاحتفالية المهجورة إلا من عرابها الأميركي شريك التطبيع؟ 

الأهم من هذا وذاك، ما يعكسه التسابق على بيت الطاعة الأميركي، فهو يعزّز كون دول الخليج العربية دولاً وظيفية يبلغها الأميركي ما يريد، فتذعن بالسمع والطاعة.

يقول الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي، إن ما حصل في واشنطن اليوم هو "رقص على دماء الشهداء وآهات الفلسطينيين".

وأضاف موسوي في حديث إلى الميادين أن "التوقيع في واشنطن اليوم هو توقيع إذلال وظيفي تورطت به البحرين والإمارات"، مشدداً على أن "الدول التي وقعت اتفاق التطبيع ستجلب المصائب لنفسها".

 وأكد أن "إيران سترفع يدها عن أمن واستقرار الأنظمة الخليجية التي وقعت اتفاق التطبيع".

  • موسوي للميادين: موقف الشعب البحريني موقف مشرف برفضه التطبيع مع "إسرائيل"

من جهته، قال رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم" الإلكترونية، عبد الباري عطوان، إن "اجتماع واشنطن اليوم هو تأبين لعروبة الخليج، وهو اتفاق مذل ومهين".

وأكد في لقاء مع الميادين أن "الدول الخليجية المطبعة ستدفع ثمناً غالياً في حال حصلت حروب في المنطقة"، لافتاً إلى أن "اتفاق التطبيع سيشكل عامل عدم استقرار للأنظمة الخليجية التي وقعته".

عطوان أوضح أن "قرار الإمارات والبحرين لم يكن سيادياً، وأنهما تعرّضتا لضغوط لتوقيع اتفاق التطبيع"، لافتاً إلى أن "إسرائيل" أصبحت الآن في الجزيرة العربية، وباتت هي "الحاكم الفعلي في الخليج".

  • عطوان للميادين: الاتفاق الإماراتي والبحريني مع "إسرائيل" سيتسبب بعدم استقرار لهما
المصدر: الميادين