أسانج يواجه مصيره: هل يُسلَّم مؤسس "ويكيليكس" إلى واشنطن؟
استأنف القضاء البريطاني، اليوم الاثنين، بحث طلب الولايات المتحدة تسليمها مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج.
الشوارع خارج محكمة لندن المركزية، كانت محتشدة بعشرات المتظاهرين الذي خرجوا ليطالبوا بالعدالة، صائحين على وقع الطبول: "لا تسلموا أسانج" و"أطلقوا أسانج".
والده طالب خارج المحكمة بمنع تسليمه للسلطات الأميركية، وقال: "العدالة هنا ضعيفة"، منتقداً تعاون بريطانيا مع الطلب الأميركي، ومؤكداً على ضرورة "احترام الحدود الوطنية، وهذا ما سينقذ جوليان".
واشنطن تتهمه بتعريض مصادر الاستخبارات الأميركية للخطر، عقب نشره عام 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سرية تتعلق بالأنشطة العسكرية والدبلوماسية الأميركية، خاصة في العراق وأفغانستان، كما اعتبرته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "عدواً لأميركا" وسعت لمحاكمته على أراضيها.
ولم يفسح القضاء البريطاني في جلسة اليوم، الفرصة أمام محامي أسانج لتأجيل تسليمه عاماً واحداً، ومنحهم المزيد من الوقت للرد على مزاعم أميركية، بأنه تآمر مع قراصنة للحصول على معلومات سرية.
وأوقِف أسانج في نيسان/ ابريل 2019 بعد أن قضى 7 أعوام خلف جدران سفارة الإكوادور في لندن. وتعتبر محاميته، أن تسليمه سيكون بمثابة "عقوبة إعدام".
لكن لواشنطن رأي آخر، فهي تعتبر أن "الصحافة ليست عذراً لأنشطة إجرامية أو ترخيصاً لخرق القوانين"، وفق ما يقول المحامي جيمس لويس، الذي يمثل الحكومة الأميركية.
وأضاف لويس أن مؤسس "ويكيليكس" هو "ليس متّهماً لأنه كشف معلومات محرجة أو مزعجة" بل لأنه عرّض للخطر مصادر أميركية عبر نشر هذا الكم من المستندات"، مؤكداً أنه المسؤول عن "إحدى أكبر عمليات الكشف عن معلومات سرية في تاريخ الولايات المتحدة".
وزارة العدل الأميركية وسّعت اتهاماتها بحق أسانج في حزيران/ يونيو، لكن محامي أسانج مارك سمرز، قال إن التعامل مع المزاعم الجديدة في الوقت المناسب، لجلسة المحكمة، يوم الاثنين، كان "مهمة مستحيلة" للفريق القانوني، خاصةً وأن "وصولهم محدود" إلى أسانج في السجن.
لكن لا يبدو أن السلطات البريطانية تبدو مهتمة بالعدالة، ولا بمطالب حوالى 40 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة، التي دعت مؤخراً إلى "الإفراج الفوري" عن أسانج بوصفه صحافياً عمل على الدفاع عن حرية المعرفة والمعلومة.
وفيما تسعى المملكة المتحدة لتعزيز علاقتها بالولايات المتحدة، عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي، هل يكون أسانج هدية ووسيلة في هذا السبيل؟