"إسرائيل" تفضح شركاءها الجدد في المنطقة.. ما يحصل "تحالف حرب"
يحاول "تحالف الحرب" إحياء مسار الشرق الأوسط الجديد الذي دفنته "حرب تموز" من بوابات سعودية-إسرائيلية-إماراتية.
الإمارات واجهة "اتفاق حرب" لا "اتفاق سلام"، وما يحكى في تل أبيب يشير أكثر إلى أياد وتنسيق سعوديين في كل خطوة.
تل أبيب تتحدث عن تعاون عسكري واستخباري في إطار ثنائي كجزء من تحالفات إقليمية. فما هي خطط هذا التحالف؟ وضد منْ؟ وهل تتوقع أطرافه ألا تدفع أثمانا؟
بين طائرة التطبيع الإماراتية-الإسرائيلية و"عاصفة الحزم" السعودية التي لا تنتهي في اليمن تتبلور معالم تحالف إقليمي إسرائيلي-سعودي-إماراتي برعاية أميركية.
تحالف يحمل في كل إطلالاته شعار "السلام" وهو في الواقع لا يعمل إلا للحرب. فاتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات تبين أنه أمني-عسكري-استخباري بامتياز، هدية مجانية لتل أبيب وها هي "درة هذا الانجاز" تظهر في سقطرى حيث أفادت المعلومات عن سعي الطرفين لإنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في الجزيرة اليمنية.
هذه الجزيرة المطلة على المحيط الهندي وتربط بين باب المندب ومضيق هرمز استماتت الإمارات من أجل احتلالها. وهذا يعني التجسس والرصد والتنصت وجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من باب المندب غربا وحتى سقطرى جنوبا.
ما هو "تحالف الحرب"؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 5, 2020
تقرير في #المسائية يلقي الضوء👇
قراءة: غراسيا بيطار pic.twitter.com/r07OUMhiVa
في هذا الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي نزار بنات، إنّ "الإمارات ذاهبة إلى تطبيع ساخن ومستعجل وكأنها تحضر لشيء ما في المنطقة".
وأشار بنات للميادين إلى أنّ الأنظمة الخليجية "كيانات وظيفية لا تملك مفردات سياسية وعقولها مستوردة"، مضيفاً أنه "لم يعبث أحد في الأمن العربي سوى السعودية".
وأكد بنات أنّ محور المقاومة ليس وهمياً إنما محور حقيقي على العديد من الجبهات، مشيراً إلى أن "دعم المقاومة الفلسطينية يعتبر بنداً رئيسياً في الميزانية الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية".
الكاتب والمحلل السياسي نزار بنّات لـ #المسائية: سبب الإعلان عن "تحالف الحرب" هو أن #إيران عالجت المشروع الصهيوني باحتضان الفصائل في عدة بلدان. pic.twitter.com/M8oZ00bSoE
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 5, 2020
من جهته، لفت عضو الحزب "الديمقراطي" الأميركي مهدي عفيفي، إلى أنّ الخنوع العربي والإسلامي هو الذي أدى إلى ما وصلت إليه الأمور بشأن التطبيع.
وقال عفيفي للميادين إن هناك الكثير من العلاقات غير المباشرة بين الدول العربية و"إسرائيل" وخصوصاً في المجال الأمني.
ورأى عفيفي أنه من الطبيعي أن يحتضن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أي مبادرة للسلام بين إسرائيل وأي دولة عربية"
وأشار عفيفي إلى أنّ "المحاور في المنطقة هي وهمية بما في ذلك محور المقاومة" على حد تعبيره. كما ذكر أنّ "صعود الديمقراطيين لا يعني أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل".
هل تنجح إدارة #ترامب في استكمال مسلسل #التطبيع بين "إسرائيل" ودول عربية وإسلامية؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 5, 2020
عضو الحزب الديمقراطي الأميركي مهدي عفيفي يجيب في #المسائية. pic.twitter.com/iWG0FNKxgN
بدوره، قال الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي، إنه تم توزيع الأدوار في المنطقة بموجب صفقة القرن، معتبراً أنه "بدأت الآن بوادر التعبئة لحرب عسكرية بشكل مباشر في المنطقة".
وأشار الشريفي إلى أنّ "الصفقة واضحة في المنطقة وهي قائمة على توزيع الأدوار بين دول الخليج"، معتبراً أن الأمور "تأخذ الآن منحى آخر عبر تمرير صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية".
وكان وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين قال إ ن الاتفاق مع الإمارات كان البداية فقط وأنه متأكد من أن "إسرائيل" ستشهد في المستقبل القريب اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى في المنطقة.
ورأى كوهين أنّ مثل هذه الاتفاقيات ستكون "سلام مقابل سلام وليس سلام مقابل الأرض، حيث سيتم التوصل إليها بسبب المصالح المشتركة وبغض النظر عن القضية الفلسطينية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
كوهين أشار إلى أنّ هذه الاتفاقيات "ستساهم بشكل كبير لكلا الجانبين، وستشكل أرضية خصبة للتعاون في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الاقتصاد والأمن والتكنولوجيا وغير ذلك".
كما تحدثت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تقرير لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، يشير إلى أنّه مع بداية التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، فإنّ السعودية معنية بتعاون عسكري واستخباري فيما البحرين وعُمان بعلاقات أمنية وتجارية.
الصحيفة قالت إنه في أعقاب التقدم السريع في عملية التطبيع مع الإمارات، قامت وزارة الاستخبارات بتحليل العلاقات المستقبلية المحتملة مع 3 دول أخرى في المنطقة ووجدت أرضاً خصبة لتعاون قوي، وخاصة في مجالي الأمن والتجارة.
وبحسب تقرير وزارة الاستخبارات، فإن "الاتفاق الناشئ مع الإمارات العربية المتحدة قد يفتح الباب أمام النهوض بالعلاقات مع المزيد من الدول العربية الخليجية، وبالدرجة الأولى (بحسب ترتيب الاحتمالية) سلطنة عُمان والبحرين والمملكة العربية السعودية".
وخلصت الوزارة، على سبيل المثال، إلى أن مخاوف الرياض الأمنية تتوافق بشكل كبير مع مخاوف "إسرائيل"، مما يمهد الطريق أمام تعاون بين الطرفين.
ولفت التقرير إلى أن "شبكة التهديدات في المملكة تتداخل بشكل كبير مع شبكة التهديدات الإسرائيلية، وهو ما قد يكون أساساً لتعاون عسكري واستخباري في إطار ثنائي أو كجزء من تحالفات إقليمية".
في سياق متصل، ذكر التقرير أن البحرين الدولة الجزرية الصغيرة التي أظهرت استعداداً ضمنيا للتعامل مع "إسرائيل"، تعاني من أزمات مختلفة، بما في ذلك الاقتصاد الراكد بسبب انخفاض أسعار النفط.
وبالتالي فإن المملكة حريصة كما أكد باحثو الوزارة، على تحويل نفسها إلى مركز إقليمي للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، لا سيما في قطاع التكنولوجيا المالية، "مما قد يخلق فرصا لدمج الشركات الإسرائيلية".
وكتب الباحثون في التقرير المؤلف من 11 صفحة، إنه "في المجال الأمني، حصلت البحرين في السنوات الأخيرة على أنظمة أسلحة متقدمة وقد تصبح مهتمة بأن تصبح عميلا لتكنولوجيا الأمن الإسرائيلية".
من جهة أخرى، تتمتع سلطنة عمان – الدولة الخليجية الوحيدة حتى الآن التي استضافت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا، في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 – بعلاقات وثيقة مع إيران، لذا فإن احتمالات صفقات الأسلحة محدودة، وفقا للوزارة.