الكرملين يرفض التهم بشأن تسميم نافالني.. وهذا ما كشفته بيلاروسيا!

الكرملين يؤكد أن برلين لم تقدم أي إثباتات لموسكو التهم الموجهة لها بالوقوف وراء تسميم زعيم المعارضة أليكسي نافالني، ورئيس بيلاروس يعلن أن قوات الأمن في بلده اعترضت اتصالات ألمانية تكشف أنه تم تزييف عملية تسميم نافالني.
  • اليكسي نافالني خضع للعلاج في مستشفى محلي وأكد الأطباء عدم وجود أي مواد سامة في دمه

رفض الكرملين، اليوم الخميس، التهم الموجهة لموسكو بالوقوف وراء تسميم زعيم المعارضة أليكسي نافالني، في وقت قالت ألمانيا إنه تعرّض للتسميم بمادة "نوفيتشوك".

وأكدت روسيا عدم وجود أي أدلة على أن نافالني تعرّض للتسميم، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "برلين لم تقدم أي إثباتات لموسكو"، لافتاً إلى أنه "ليس هناك أي مبرر لاتهام الدولة الروسية".

ورفض بيسكوف الحديث عن احتمال فرض عقوبات اقتصادية على موسكو، داعياً الغرب لتجنّب إطلاق "أحكام متسرّعة".

ورداً على ما دعت إليه صحيفة "بيلد" الألمانية لتعليق مشروع "نورد ستريم 2"،  لمد خط أنابيب غاز بكلفة 10 مليارات يورو، الذي على وشك أن يتم استكماله في قاع بحر البلطيق ويتوقع أن يضاعف شحنات الغاز الطبيعي الروسية إلى ألمانيا، رفض بيسكوف هذه الدعوات التي وصفها بأنها "تصريحات عاطفية" قائلاً إن المشروع "يصب في مصلحة روسيا وألمانيا والقارة الأوروبية بأكملها".

وأشارت الصحيفة  إلى أنه "ما لم تتوقف الحكومة الألمانية عن أعمال بناء نورد ستريم 2، سينتهي بنا الأمر قريباً إلى تمويل هجمات نوفيتشوك التي يقوم بها بوتين"، وفق تعبيرها. 

ويذكر أن مشروع "نورد ستريم 2" تأجّل لشهور بعدما تحرّكت واشنطن لفرض عقوبات جديدة على الشركات المنضوية في المشروع على خلفية المخاوف حيال تزايد النفوذ الروسي.

وأعربت حينها ألمانيا عن غضبها حيال الخطوات الأميركية، معتبرة أن واشنطن تتدخل في شؤونها الداخلية.

بدوره، أعلن رئيس بيلاروس، ألكساندر لوكاشنكو، الخميس، أن "قوات الأمن في بلده اعترضت اتصالات ألمانية تكشف أنه تم تزييف عملية تسميم نافالني".

وقال لوكاشنكو لرئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، إن الاتصال الذي تم اعتراضه بين برلين ووارسو يكشف أنه تم "تزييف" الحادثة، مضيفاً خلال لقائه ميشوستين في مينسك "لم يتم تسميم نافالني. قاموا بالأمر على حد قولهم لثني بوتين عن التدخل في شؤون بيلاروسيا".

ويطالب القادة الغربيون موسكو بتوضيحات بعدما أعلنت برلين، الأربعاء، عن وجود "أدلة قاطعة" على أن المعارض الروسي أليكسي نافالني البالغ 44 عاماً تعرّض للتسميم بواسطة غاز الأعصاب.

وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن النتائج التي تم التوصل إليها بشأن تسميم نافالني بنوفيتشوك، تثير "أسئلة جدية للغاية بإمكان روسيا وحدها، بل ويتعين عليها، الإجابة عنها".

واقتصادياً، تسبب الإعلان الألماني بانخفاض الروبل إلى أدنى مستوياته مقابل اليورو منذ 2016 بينما تراجع مؤشر "أر تي إس" في موسكو بأكثر من 3%.

وقالت صحيفة "كوميرسانت" المتخصصة بالمال والأعمال إن "علاقات روسيا بالغرب تسممت مجدداً بواسطة نوفيتشوك"، مضيفة أنه بات من الواضح أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يفكران جدياً بفرض عقوبات جديدة.. لكن السؤال الرئيسي هو، إلى أي مدى سيمضيان قدماً بذلك".

ويذكر أن غاز "نوفيتشوك" سم طوّره السوفيات نهاية الحرب الباردة ويمكن استخدامه كمسحوق ناعم للغاية أو على شكل سائل أو بخار.

ويذكر أن نافالني، الذي يعد بين أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرض عندما كان على متن رحلة جوية الشهر الماضي وخضع للعلاج في البداية في مستشفى محلي في سيبيريا، حيث قال الأطباء إنهم لم بعثروا على أي مواد سامة في دمه، قبل أن يُنقل إلى برلين للخضوع للعلاج في 22 آب/اغسطس. وأشار مقرّبون منه إلى "اشتباههم بأنه تناول كوب شاي احتوى على مادة سامة في المطار". 

يشار إلى أنّ لندن اتهمت موسكو في آذار/ مارس 2018 في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في بريطانيا بواسطة غاز أعصاب، على الرغم من أن موسكو نفت ذلك مراراً.

وعلى إثر ذلك صدرت أوامر لأكثر من 150دبلوماسياً روسياً بمغادرة الولايات المتحدة ودول أوروبية وأخرى في حلف شمال الأطلسي وغيرها من الدول في إجراء منسق تضامناً مع بريطانيا على خلفية تسميم سكريبال.

كما وقد دخلت العقوبات الأميركية ضد روسيا المرتبطة بالاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في سالزبوري ضد الجاسوس سكريبال حيز التنفيذ في 27 آب/ أغسطس 2018.

 

المصدر: وكالات