ارتفاع عدد أبناء الأسرى عبر تهريب النطف إلى 94 طفلاً

أول من خرج بفكرة "تهريب النطفة" أو الإحتفاظ "بنطفة" هو الأسير عباس السيد، المحكوم بـ35 مؤبدا و100 عام، والذي كان مطلوباً للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
  • كان أول من التقط الفكرة وطبقها هو الأسير عمار الزين المحكوم بالمؤبد 25 مرة وزوجته

في ظل الأحكام العالية التي يفرضها الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين، والتي تصل إلى الحكم بالمؤبد أو لسنوات طويلة، يخرج معها الأسير مسناً، ابتكر بعض الأسرى طريقة تمكنهم من الإنجاب وهم داخل السجن، وذلك عن طريق تهريب السائل المنوي أو ما يُعرف بالنطفة المهرَّبة التي يتم تلقيحها في زوجة الأسير، بإشراف أحد مراكز الإخصاب الموجودة داخل الأراضي المحتلة. 

وأعلن رياض الأشقر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الإثنين، ارتفاع عدد أبناء الأسرى الذين أُنجبوا عبر عمليات تهريب النطف إلى الخارج، إلى 94 طفلاً بينهم 18 حالة توائم، بعد أن رزق أمس الأحد، الأسير أحمد الجيوسي بطفل أطلق عليه إسم "أويس" وهو معتقل منذ عام 2000 ومحكوم بالسجن المؤبد 35 مرة.

كان أول من خرج بفكرة "تهريب النطفة" أو الإحتفاظ "بنطفة" هو الأسير عباس السيد، المحكوم بـ35 مؤبدا و100 عام، والذي كان مطلوباً للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة ولا يستطيع اللقاء بزوجته، فطرأت له فكرة الاحتفاظ بنطف لدى مركز رزان للإخصاب في نابلس، إلا ان الفكرة اعترضتها نقاشات دينية وسياسية واجتماعية، إلى أن تم الحصول على فتوى بذلك، وتأييد سياسي من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات والقائد في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي.

ورغم فشل تجربة الأسير عباس السيد في الإنجاب بهذه الطريقة إلا أنها أصبحت بمثابة  "براءة الاختراع" لهذه الطريقة الجديدة.

وكان أول من التقط الفكرة وطبقها هو الأسير عمار الزبن المحكوم بالمؤبد 25 مرة وزوجته، بعد استشهاد الشقيق الوحيد لعمار، ووفاة والده ووالدته، أي ما يعني انقطاع النسل في حال لم ينجب عمار. ما دفع عمار وزوجته لهذا القرار.

ونجحت زوجة الأسير الزبن دلال الربايعة في الترويج لفكرة الإنجاب عبر نطفة مهربة من زوجها الأسير الزبن، بين عائلتها وأقاربها وجيرانها إلى أن أصبح الأمر مطلب الجميع، وشكلوا دافعاً كبيراً لدلال من أجل التطبيق، وفي 2011 نجح الأسير الزبن في تهريب النطفة، إلى أن أنجبت الزوجة في اَب/ أغسطس 2012  أول مولود عبر النطف، أُطلق عليه إسم مهند، مما فتح الباب أمام العشرات من الأسرى لحذو حذوه.

وبعد نجاح حمل زوجة الأسير الزبن دلال، اندفعت زوجات الأسرى إلى حث أزواجهن على ذلك، حيث يؤكد المتحدث بإسم مركز رزان للإخصاب أنه "بعد 6 شهور من نجاح قصة دلال كانت هناك أربع زوجات أسرى حوامل بعد تهريب نطف من أزواجهن، فيما تم تكرار الأمر من بعض الأسرى أكثر من مرة (حوالي 10حالات)، كدلال، حيث أنجبت مهند ثم صلاح الدين، وهناك أكثر من حالة لتوائم اثنين أو ثلاثة".

وما زال الاحتلال عاجزاً حتى الاَن عن اكتشاف كافة طرق تهريب النطف من داخل السجن.

المصدر: وكالات