"إخفاق.. وإفراط في استخدام العقوبات".. ما هي نتائج سياسة ترامب؟
أكدت مجلة "ذي أميريكان كونسيرفاتيف" الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "أخفق" في حشد دعم استرالي للسياسة الأميركية بمحاصرة الصين تحت عنوان "استبداد الصين الجديد"، وذلك ما أسفرت عنه الزيارة رفيعة المستوى لكل من وزيري الخارجية والدفاع الاستراليين للقاء نظرائهما في واشنطن، في نهاية الشهر الماضي، والتي كانت "فشلاً محرجاً" لواشنطن، وفق النشرة.
وقالت "ذي أميريكان كونسيرفاتيف" إن الجانب الأميركي كان يطمح بشدة لحمل استراليا التخلي عن "لاءاتها الثلاثة: لا لتواجد دائم للقوات الأميركية على الأراضي الاسترالية، لا لإنشاء قاعدة بحرية أميركية كبرى على الساحل الغربي للبلاد، ولا لسعي الولايات المتحدة لوضع صواريخ نووية متوسطة المدى في استراليا لردع طموحات الصين النووية".
وأبلغ الاستراليون نظرائهم الأميركيين، خلال الزيارة رفيعة المستوى لواشنطن حسب المجلة أن بلادهم "أوضحت مراراً عن عدم ارتياحها لتواجد نحو 2،500 عنصر من مشاة البحرية الأميركية بالقرب من مدينة داروين، ورفضها لأي تواجد عسكري أميركي دائم".
وأردفت المجلة أنه ينبغي على صناع القرار في واشنطن العمل مع "دول الإقليم لتشكيل جبهة مشتركة ضد مزاعم الصين ونشاطاتها في بحر الصين الجنوبي"، والتي أخفقت في الوصول إليها بعد ثلاث سنوات من إدارة الرئيس ترامب، بدلاً من سياسة بومبيو بإنشاء "تحالف الديموقراطيات".
وتابعت: توجهات حلفاء أميركا الآسيويين "وخصوصاً استراليا أبدوا دعماً فاتراً لسياساتها بمحاصرة ومواجهة الصين، ومفاضلتهم استراتيجية الانخراط مع الصين تتضمن تعميق العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية معها".
من جهتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إفراط الرئيس ترامب استخدام "استراتيجية العقوبات" ضد أفراد ودول ومؤسسات دولية لم تؤتِ أكلها، ومن شأنها أن "تعود لتلاحق الاستراتيجية الأميركية"، فضلاً عن نتائج انسحابها من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحمل منافسيها وخصومها "على الاصطفاف خلفها بفعل القوة العسكرية والاقتصادية".
وأوضحت الصحيفة أن العقوبات السارية بلغت ما ينوف عن 8،000 إجراء، وكانت بمعدل ناهز ضعفي ما فرضه أسلافه في العام الواحد، وخصوصاً ضد إيران التي "بلغت نحو 700 عقوبة فرضت عليها في يوم واحد، في العام 2018".
وتساءلت الصحيفة "في ظل عقوبات فرضت وتهديد بفرضها على حلفاء واشنطن مثل تركيا وألمانيا، ما الذي يدفع الأولى لتفعيل سلاح العقوبات كأسلوبها المفضل للسياسة الخارجية؟ مجيبة بأن "كلفتها ضئيلة لحمل الأطراف الأخرى على تغيير توجهاتها ولا تتطلب إرسال قوات عسكرية أميركية أو توفير موارد مالية عالية كمساعدات، وجاذبيتها تكمن في عدم تقديم التزامات معينة" من الجانب الأميركي.
وحذرت الصحيفة من إفراط استخدامها كخيار أول في السياسة الأميركية لما ينطوي عليها من مضاعفات داخلية "لضمان هيمنة الدولار الأميركي" على التجارة الدولية "ودفع الدول الأخرى على اجتراح بدائل أخرى".