وساطة ألمانية لتخفيف حدة التوتر بين أثينا وأنقرة

وزير الخارجية الألماني يقوم بمهمة وساطة بين أثينا وأنقرة، خلال زيارة للبلدين اللذين يجريان اليوم تدريبات عسكرية متوازية في شرق البحر المتوسط، ويدعو إلى "الحوار" و"الانفراج" في التوتر حول التنقيب عن الغاز.
  • ماس: نافذة الحوار بين اليونان وتركيا يجب الآن أن تكون مفتوحة على وسعها وألا تغلق

قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن "نافذة الحوار بين اليونان وتركيا يجب الآن أن تكون مفتوحة على وسعها وألا تغلق".

وقبيل مغادرته إلى أثينا التي يزورها للمرة الثانية في أقل من شهر، أشار ماس إلى أنه "بدلاً من استفزازات جديدة، نحن نحتاج إلى اتخاذ تدابير انفراج وإلى بدء محادثات مباشرة".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية أن التصعيد "لا يمكن إلا أن يلحق الضرر بالجميع وخصوصاً المعنيين مباشرة في المكان".

وخلال لقاء عُقد قبيل ظهر الثلاثاء، شددّ وزير الخارجية الألماني ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، على "ضرورة خفض التصعيد".

وقالت الحكومة اليونانية في بيان إن "مبادرة ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي تعمل بشكل إيجابي في هذا الاتجاه".

والتقى بعدها ماس نظيره اليوناني نيكوس ديندياس، قبل أن يعقد اجتماعاً بعد الظهر في أنقرة مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو.

من جهته، أشار وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، الثلاثاء إلى أن "سفن التنقيب التركية تواصل عملياتها كما هو مقرر"، متوقعاً "فتح آبار تنقيب في أماكن واعدة".

وأضاف في تصريح صحفي "حججنا قوية بحسب القانون الدولي. اليونان تتحالف مع بعض الدول لتُظهر نفسها على حق، لأنها تفتقر الى المصداقية".

بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، إن لدى أثينا "هدف ترسيم الحدود البحرية في المنطقة"، مضيفاً أن "ألمانيا من خلال تواجدها في أثينا وأنقرة، تحاول إيجاد مخرج عاجل للمأزق الذي تسبب به الموقف التركي".

أيضاً من الجانب اليوناني، نقلت "فرانس برس" عن مصدر عسكري قوله، إن "تدريباً للطيران قبالة جزر كريت وكاربوثوس وكاستيلوريزو اليونانية، تشارك فيه قوات يونانية فقط"، مضيفاً أنه "سيجري تدريب قريباً مع الطيران الإماراتي، فيما جرى تمرين آخر في جنوب جزيرة كريت بين قوات يونانية وأميركية".

من الجانب التركي، أعلنت وزارة الدفاع إجراء "تدريبات عسكرية انتقالية بمشاركة سفن تركية وأخرى حليفة" الثلاثاء في جنوب جزيرة كريت اليونانية. ووصفت وسائل إعلام تركية هذه التدريبات بأنها "ردّ" على الإشعار البحري الذي أصدرته أثينا الأحد.

وأعلنت أنقرة وأثينا أنهما ستجريان اعتباراً من الثلاثاء، تدريبات عسكرية متوازية في شرق المتوسط.

وتخشى ألمانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، "تصعيداً جديداً" بين تركيا واليونان، العضوين في حلف الأطلسي.

وتعتبر أثينا أن المياه المحيطة بجزيرة "كاستيلوريزو" الواقعة على بعد كيلومترين من المياه التركية، تقع تحت السيادة اليونانية، إلا أن أنقرة تردّ بالقول إن هذا الموقع يحرم تركيا من مساحات بحرية غنية بالغاز تمتدّ على مئات آلاف الكيلومترات.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتبر أمس أن المناورات العسكرية اليونانية "تهدد الرحلات البحرية المنطقة"، محمّلاً إياها مسؤولية أي تطور سلبي في منطقة شرق المتوسط.

وأعلن تمديد عمل سفينة التنقيب التركية "عروش رئيس"، في منطقة شرق المتوسط حتى 27 من الشهر الجاري، والتي كان توعد اليونان، بالرد إذا اعتدت عليها، وقال إن تركيا "لن تنحني أبداً أمام البلطجة. لن نتراجع أمام لغة العقوبات والتهديدات".

واعتبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن أفعال أنقرة تتسم بـ"العداء والخطورة"، بعد اجتماع طارئ عقد بطلب من أثينا، واتهمت الأخيرة أنقرة بـ"تهديد السلام" في شرق المتوسط خلال اجتماع إثر إرسال أنقرة مجدداً سفينة للتنقيب عن المحروقات قرب جزيرة يونانية.

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، دان سابقاً، التحركات "المقلقة للغاية" للبحرية التركية في المتوسط بعد توقيع اتفاق بحري بين مصر واليونان.

والاتفاق يهدف إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ويبدو أنه رد مباشر على اتفاق مماثل أبرم في تشرين الثاني/ نوفمبر بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية في مقرها في طرابلس.

يشار إلى أنّ الاتفاق المبرم بين ليبيا وتركيا والذي بموجبه تم توسيع الفضاء البحري التركي بشكل كبير، أثار غضب معظم الدول الواقعة شرق المتوسط وفي مقدمها اليونان.

وكانت اليونان أعلنت أنها مستعدة لبدء مباحثات مع تركيا حول المناطق البحرية المتنازع عليها بين البلدين لاستكشاف النفط والغاز في بحر إيجه.

ويذكر أن مصر واليونان وقعتا اتفاق تعيين الحدود البحرية بين البلدين، فيما رأت وزارة الخارجية التركية، أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية - اليونانية، تعتبر "باطلة". 

المصدر: وكالات