بعد تحرك "الناتو".. رئيس بيلاروسيا يوجه أوامر للجيش لحماية حدود البلاد
اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الدول الغربية بالتدخل المباشر بالوضع في بلاده، مؤكداً وجود محاولات لدفع بيلاروسيا "للمشاركة في مباحثات بصيغة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية عن لوكاشينكو قوله إن "الأعمال والخطابات للدول الغربية هي تدخل مباشر بالوضع في البلاد".
وأضاف "الحديث يدور عن تمويل مشاركتنا في المفاوضات بصيغة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومن المعروف ما الغرض وراء ذلك".
وحذّر من أن "تحرك قوات الناتو إلى حدودنا يأتي بغرض محاولة جلب رئيس جديد إلى هنا، أي إن الرئيس يطالب دول الناتو بحماية السكان ويقومون بإدخال القوات.. وهذه نهاية بيلاروسيا".
وأكد لوكاشينكو أن الأحداث في بيلاروسيا تتطور وفق مخطط "الثورات الملونة" بمشاركة "عوامل خارجية"، مشيراً إلى أنه "كما كنا نتوقع، كل شيء يتطور وفق مخطط الثورات الملونة مع زعزعة الوضع الداخلي في الدولة، والوضع يتميز بمشاركة عامل خارجي".
هذا وكلف الرئيس البيلاروسي القيادة العسكرية للدولة باتخاذ أشد التدابير من أجل الحفاظ على وحدة أراضي الدولة.
وتشهد بيلاروسيا تظاهرات احتجاج حاشدة، من قبل متظاهرين لم يعترفوا بنتائج الانتخابات التي جرت مؤخراً في بيلاروسيا وفاز فيها الرئيس لوكاشينكو في 9 آب/أغسطس الجاري.
وبحسب البيانات الرسمية، تمّ اعتقال أكثر من 6.7 ألف شخص في الأيام الأولى. كما ذكرت وزارة الشؤون الداخلية للجمهورية، أن أعمال الشغب أسفرت عن أصابة مئات الأشخاص، بينهم أكثر من 120 من عناصر حماية القانون، ومقتل ثلاثة متظاهرين.
ورفض لوكاشنكو البالغ (65 عاماً) عدة مرات فكرة التنحي عن السلطة، وأمر بتشديد الرقابة على الحدود وضمان "وقف الاضطرابات في مينسك".
وعلى خطٍ موازٍ بدأ حراك أميركي روسي لحل أزمة بيلاروسيا. وتلفت مهمة وكيل وزارة الخارجية الأميركية ستيفن بيجون، إلى دور أميركي أكبر في مساعي تسوية الأزمة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد من جانبه رفضه التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، و"المحاولات الرامية إلى ممارسة الضغط الخارجي على السلطات الشرعية في مينسك".
الكرملين من جهته قال إن "أي محادثات أجنبية مع المعارضة في روسيا البيضاء ستُعد تدخلاً".
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن "الحوار الداخلي في روسيا البيضاء مطلوب أولاً، وإن التواصل الروسي مع المعارضة سيُعد تدخلاً كذلك".
وباشرت سلطات بيلاروسيا، الخميس الماضي، ادعاءً قضائياً بتهمة "تقويض الأمن القومي" في حق "مجلس التنسيق" المعارض، الذي شكلته المعارضة للإشراف على انتقال سلس للسلطة في البلد عقب الانتخابات الرئاسية.
وقبل أيام جرت مناورات عسكرية بيلاروسية على الحدود مع ليتوانيا، امتدت لـ4 أيام، كانت تحاكي الدفاع عن محطة "اوستروفيتس" الكهروذرية.