أنباء عن "محاولة انقلاب".. عسكريون متمردون يعتقلون رئيس مالي ورئيس الوزراء
أعلن أحد قادة التمرد في مالي أن عسكريين متمردين "اعتقلوا" بعد ظهر الثلاثاء في باماكو الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، ورئيس الوزراء بوبو سيسيه.
وقال العسكري: "يمكننا أن نؤكد لكم أن الرئيس ورئيس الوزراء في قبضتنا، وتم اعتقالهما في منزل الرئيس"، فيما ذكر مصدر عسكري آخر في معسكر المتمردين أن "الرئيس كيتا ورئيس الوزراء في آلية مدرعة تتجه إلى كاتي"، القاعدة العسكرية في ضاحية باماكو حيث بدأ التمرد.
وقال مصدر أمني لـ"سبوتنيك" إنه تم اعتقال رئيس البرلمان المالي ونقله إلى جهة مجهولة من قبل عسكريين أطلقوا النار قرب مقر إقامته، مضيفاً أنه تم إطلاق نار كثيف قرب قاعدة عسكرية قريبة من العاصمة المالية باماكو مع سماع دوي انفجارات.
وفيما أشار المصدر إلى أن "من المبكر الحديث عن وقوع انقلاب عسكري"، فإنه لفت إلى أن "التلفزيون الرسمي والإذاعة يستعدان لبث بيان الانقلاب".
إلى ذلك، دان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد، "بشدة" توقيف عسكريين لرئيس مالي.
وأفاد مراسل "فرانس برس" بأن المتمردين سيطروا على القاعدة (كاتي) والشوارع القريبة، قبل التوجه ضمن قافلة إلى وسط العاصمة.
وفي باماكو، استقبلهم متظاهرون تجمعوا للمطالبة برحيل الرئيس في محيط ساحة الاستقلال، مركز حركة الاحتجاج التي تهز مالي منذ أشهر، قبل أن يتوجهوا إلى مقر إقامة الرئيس، بحسب المصدر نفسه.
وقبل إعلان توقيف الرئيس، أعربت مجموعة دول غرب أفريقيا وفرنسا والولايات المتحدة عن قلقها، ونددت بأي محاولة للإطاحة بالسلطة.
وبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأزمة في باماكو مع نظرائه في النيجر محمد يوسفو، وساحل العاج الحسن وتارا، والسنغال ماكي سال، مؤكداً "دعمه التام لجهود الوساطة الجارية من دول غرب أفريقيا".
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في بيان: "فرنسا تبلغت بقلق أمر التمرد الذي حصل اليوم في مالي، وتدين بشدة هذا الحدث الخطير"، مؤكدة أن باريس "تشاطر المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الموقف الذي عبرت عنه، ودعت فيه إلى حماية النظام الدستوري".
ودان الاتحاد الأوروبي الانقلاب في مالي، رافضاً أي محاولة لتغييرات غير دستورية. كما دان الاتحاد الأفريقي اعتقال الرئيس المالي وأعضاء الحكومة، ودعا إلى الإفراج الفوري عنهم.
وعبرت الولايات المتحدة، بدورها، عن معارضتها أي تغيير للحكومة في مالي خارج الإطار الشرعي، حتى من قبل الجيش.
وأعلن المبعوث الأميركي لمنطقة الساحل، بيتر بام، عبر تويتر: "نتابع بقلق تطور الوضع اليوم في مالي. إن الولايات المتحدة تعارض أي تغيير للحكومة خارج إطار الدستور، سواء من قبل الذين هم في الشارع أو من جانب قوات الدفاع والأمن".
وأكد أحد العسكريين من المجموعة التي سيطرت على القاعدة أنهم "يحتجزون عدداً من كبار الضباط في الجيش".
الاتحاد الأفريقي يدين اعتقال الرئيس المالي
ودانت دول غرب أفريقيا، الثلاثاء، ما اعتبرته "تمرداً" في باماكو، داعيةً العسكريين الماليين إلى "العودة فوراً إلى ثكناتهم".
كما أكدت مجموعة دول غرب أفريقيا في بيان "رفضها الثابت لأي تغيير سياسي غير دستوري"، ودعت العسكريين إلى "احترام النظام الجمهوري".
وكان عسكريون ماليون أطلقوا النار في الهواء لأسباب مجهولة صباح الثلاثاء، في قاعدة كاتي العسكرية الكبيرة القريبة من ضواحي باماكو.
وقال طبيب في مستشفى "كاتي" هذا الصباح: "حمل عسكريون غاضبون سلاحهم في قاعدة كاتي، وأطلقوا النار. كانوا كثراً، كما كانوا متوترين".
كما أكد مصدر أمني في المكان أن هناك إطلاق نار في الهواء في كاتي. وأضاف: "العسكريون هم من يطلقون النار"، ولم يتضح على الفور سبب هذا الغضب.
وتواجه مالي، بؤرة التهديد للمجموعات المسلحة في منطقة الساحل منذ العام 2012، أزمة اجتماعية وسياسية خطيرة منذ حزيران/يونيو.
وأعلنت المعارضة الإثنين تظاهرات جديدة هذا الأسبوع من أجل المطالبة باستقالة الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا، وبلغت ذروتها باحتلال مكان رمزي في وسط باماكو يومي الجمعة والسبت.
ويضاف إلى هذه المطالب السياسية "وضع اجتماعي وخيم"، وفق ما أشارت الإثنين المسؤولة النقابية سيديبي ديديو عثمان.