مصادر للميادين: ماكرون أقنع ترامب مرحلياً بالتعامل بواقعية مع التوازنات الشعبية والسياسية في لبنان
قالت مصادر دبلوماسية للميادين اليوم الأحد، إن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رفض طلباً من قطب حزبي لبناني بارز بلقاء يجمعه مع "فريق 14 آذار" حصراً من دون بقية المدعوين.
وأضافت المصادر أن ماكرون قال في لقائه مع رؤساء الأحزاب والكتل إن "أهمية هذا اللقاء تكمن في أنكم جميعاً تجتمعون حول طاولة واحدة وتزداد الأهمية بحضور ممثل عن حزب الله"، مشيرة إلى أن "ماكرون رفض طرحاً من بعض الأقطاب بضرورة وضع نزع سلاح حزب الله كأولية".
وأكدت المصادر نفسها أن ماكرون قال إن "الأولوية هي في الإصلاح ومعالجة القضايا اليومية للمواطن اللبناني حالياً"، لافتةً إلى أنه قال أيضاً إنه "مع تدقيق الحسابات المالية في مختلف المؤسسات بما فيها مصرف لبنان المركزي".
وأشار الرئيس الفرنسي للمجتمعين إلى عجز الحكومات المتعاقبة عن حل أبسط القضايا كالنفايات والكهرباء، بحسب المصادر، التي لفتت إلى أن ماكرون خاطب الحاضرين: "جميعكم قبضتم أموالاً وأنا أعرف ذلك".
المصادر كشفت للميادين أن "النائب محمد رعد لم يعلق على خطاب ماكرون للحاضرين بقبض الأموال لأنه اعتبر أن الرئيس الفرنسي لا يقصد حزب الله"، مؤكدةً أن "ماكرون أبلغ محمد رعد أن هذا هو اللقاء الرسمي الأول على مستوى رئاسي مع حزب الله بما يعكس حرص باريس على وجوده في المشهد"، وفق المصادر.
المصادر الدبلوماسية قالت إن "ماكرون استقبل بإيجابية ما نقله رعد من تحية شخصية له من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".
كما لفتت إلى أن الرئيس الفرنسي "يبدو أنه نجح مرحلياً في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن خيار الغرب الصحيح هو التعامل بواقعية مع موازين القوى الشعبية والسياسية القائمة على الأرض في لبنان".
وفي الختام أكدت المصادر الدبلوماسية أن ماكرون سيكون في بيروت بداية أيلول/سبتمبر في زيارة كانت مقررة سلفاً لمناسبة الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير.
ويذكر أن الرئيس الفرنسي زار لبنان في 6 آب/أغسطس الجاري عقب الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، وقال من قصر بعبدا الرئاسي "طلبت من السلطات اللبنانية الإجابة على مطلب التحقيق الدولي". وأكد أن التمويل للنهوض في القطاعات اللبنانية بات موجوداً لكنه مشروط بالإصلاحات"، مضيفاً " أن "التغيير السياسي هو مسؤولية الشعب اللبناني وعلى فرنسا أن تكون حاضرة للإلحاح عليه". كما أوضح أن "البنك الدولي والأمم المتحدة سيلعبا دوراً حيوياً في كيفية مساعدة لبنان".
من جهتها، رأت الرئاسة اللبنانية في بيان لها اليوم أن المطالبة بتحقيق دولي في انفجار المرفأ "ترمي لتضييع الوقت". وأشارت إلى أن الرئيس اللبناني لفت إلى أن القضاء يجب أن يكون سريعاً من دون تسرّع "لتبيان من هو مجرم ومن هو بريء في حادث المرفأ".
وبالتوازي، يعقد المانحون الدوليون اجتماعاً عبر الفيديو كونفرس اليوم الأحد لدعم لبنان بعد الانفجار الذي هزّ العاصمة بيروت.
هذا وارتفعت حصيلة انفجار مرفأ بيروت إلى 158 شهيداً، وزاد عدد الجرحى على 6 آلاف، في حين لا تزال أعمال البحث عن المفقودين جارية.